السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

البطريرك اسطفان الدويهي قدّيس بالفعل لا بالقوّة

الدكتور جورج شبلي
Bookmark
A+ A-
إنّ الإستطاعةَ على نسج الزمن التاريخي مفتاح يرتّب واحداً من موقفين: فإمّا أن يكون الزّمن خاضعاً لمفهوم الأفول، بمعنى أنّ العالَم يهرم ويشيخ ويكتمل بالتدمير الدوري، كما يشير فاين في كتابه "كيف نكتب التاريخ؟"، وإمّا أن تتعاقب الأحداث بصِلات قُربى، يجدّد واحدها سواه لتدخل بكلّيتها في حالةٍ من التَوَطُّد فلا يعتورها تقطُّع أو ضَياع، وهذا ما ارتكن إليه البطريرك اسطفان الدويهي لكي يعلّل تَقطينَنا غابر الأزمان، وكأنه بقعةٌ مُلصَقة في آنِنا الواقعي. التاريخ مع الدويهي ليس خِربة، جانَبَه راشداً كمَن يسبح في محيطٍ تتقاذفه آلاف المويجات، ففتح له التاريخ ما أُغلِق على سواه. ولمّا كان الدويهي "قبَّةَ الحكمة"، لا يقوى على التشويه والغِشّ، إسوةً بالقديس يوحنا الذي كانت روايته لصَلب المسيح شهادة حقّ، كان البطريرك قادراً على الإرتقاء في كتابة التاريخ بتنقيته من أيّ انزلاقٍ الى شوائب درجت مع أكثر المؤرِّخين. فالبطريرك العلاّمة الذي يقيم علاقةً نوعية مع المرسَل إليه، ولا سيّما في كتابه "تاريخ الأزمنة"، لم يختصر التاريخ استطلاعاً لمعلومة أو صِيَغاً قَوليّة أو إخباراً بأمر، بحيث يغدو التأريخ معه تحريراً إنشائياً يتنكّر بِزيّ حكاية، فيرضي مُحِبّي الروايات ويشكّل صدمةً لميزان الحقيقة. إنّ عالَم التاريخ مع الدويهي يطرح نفسه علينا عالَماً دقيقاً في مثل معقولية عالَمنا وحقّانيّته، ما يبعدنا بالحجّة والمُثُل، عن نطاق شَبَه الحقيقة الى كثافتها. أما الأدهش فكَونُ كتابات الدويهي في التاريخ لم تبدأ مرّةً بِـ"يُحكى".البطريرك الدويهي برنامج نوعيّ في اللّاهوت، تمكّن من الإحتماء وراءه كثيرٌ مِمَّن درسوا عظمة الله،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم