الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

نصرالله: لن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
نصرالله: لن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة
نصرالله: لن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة
A+ A-

 تحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصار تموز 2006 في احتفال اقامه "حزب الله" في ساحة عاشوراء - الجاموس في الضاحية الجنوبية تحت عنوان "بكم ننتصر"، بحضور عدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والروحية وممثلون عن الاحزاب الوطنية والفصائل الفلسطينية وعلماء دين وحشد شعبي.

نصرالله

ثم اطل السيد حسن نصرالله عبر شاشة مباركا للحضور هذا النصر الذي غير الكثير من المعادلات، شاكرا الله وكل الذين صنعوا هذا الانتصار من المقاومة والجيش والقوى الامنية والشهداء والاسرى وعائلاتهم، والرؤساء الحاليين والسابقين والاحزاب والهيئات ووسائل الاعلام وكل الناس الطيبين في لبنان وعلى امتداد العالم، وكذلك الذين وقفوا معنا في تلك الحرب في الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية.


وقال "اثنا عشر عاما مضت ونحن مصرون على هذا الاحتفال، وسنحتفل بعد ايام في الهرمل بالانتصار على الارهاب والجماعات التكفيرية".


واكد انه كما خرجنا منتصرين في حرب تموز سنخرج منتصرين في القريب القادم.


واوضح ان "الاحتفال في هذه المناسبة هو لترسيخ هذا الانتصار في الوجدان والوعي، وفتح الآفاق والامل ضد الدعوات الى الاستسلام، ولأخذ العبر وتعزيز عناصر القوة".


وعن حرب تموز 2006 قال "اهداف تلك الحرب هي تحقيق المشروع الاميركي بعد احتلالها لافغانستان والعراق ووصولهم الى حدود ايران وسورية، وكان بقيادة جورج بوش بوش. مشيرا الى "انهم فشلوا في هذا المشروع فذهبوا الى مشروع جديد لتكريس اسرائيل محورا في الشرق الاوسط الجديد".


واضاف "كان هدفهم من تلك الحرب سحق المقاومة او فرض الاستسلام عليها، وهذا ما طلب منها في اول الحرب، وايضا اقبلوا بقوات متعددة الجنسية التابعة للادارة الاميركية مباشرة وليس تابعة للامم المتحدة"، موضحا ان "انتشار تلك القوات المتعددة الجنسية كان ليكون على الحدود وفي المطار والمرافىء، لكن صمود لبنان عزز صمود غزة وعمل على تأجيل الحرب على ايران وطموحات اميركا واسرائيل لسنوات".


وتابع "فشل مشروعهم عزز المقاومة في لبنان وغزة". وذكر ان "تضحيات شعبنا وصموده ودماء شهدائه وشجاعة مجاهديه وثبات الموقف السياسي ادخلنا في مرحلة جديدة".


ولفت الى "انه في السنوات السبع الماضية ادخلوا المنطقة في حروب لتقوية اسرائيل وتثبيتها".


واعلن "اننا نخوض معركة على الوعي والارادة والامل". وشدد على الصمود والتضحيات التي شهدناها في السنوات السبع الماضية".


وعن حرب اسرائيل على لبنان منذ 2006 قال: "انها اسرائيل المردوعة وقد اعادت النظر في استراتيجيتها القتالية وفي عقيدتها القتالية وفي اجراء المناورات"، متسائلا:" لماذا كل هذه المناورات"؟ وقال "لأنهم يرون في لبنان قوة تشكل لهم تهديدا مركزيا".


وتابع "اسرائيل تعبر عن مخاوفها على جبهتها الداخلية وتنكفىء خلف جدار، لأنها تدرك ان قبالتها قوة حقيقية، وصولا الى ايجاد اسرائيل خطوط وقائية في شمال فلسطين للمرة الاولى في تاريخها، ناقلا تصريحا لضابط كبير ادلى به لصحيفة اسرائيلية "ان حزب الله هو اقوى جيش في الشرق الاوسط بعد جيش اسرائيل"، موضحا عدم موافقته على ذلك باعتبار ان حزب الله ليس جيشا، مؤكدا في الوقت نفسه ان ما تملكه المقاومة من قوة وعزم وشجاعة وارادة هي اقوى من اي وقت مضى في هذه المنطقة.


وعرض لتهديدات اسرائيلية بادعائها التحضير للخروج الى الحرب، لكنها لم تفعل، الى جانب حديثه الدائم عن قوة حزب الله.


وخاطب هذا الضابط الاسرائيلي قائلا: "ان حزب الله اقوى من الجيش الاسرائيلي، فنحن اقوى ايمانا بحقنا من ايمانكم بالباطل، ومن مجتمعكم ونحن اكثر ثقة وايمانا بخالقنا وثقة بوعده بالنصر للمجاهدين، وان هذا الايمان بالنصر موجود لأننا اصحاب حق وصدق".


وعن اسرائيل وسورية قال: "ارادوا اسقاط سورية لو سقطت المقاومة في لبنان العام 2006.


وقال:" لكن هذا لم يحصل في هذه الحرب الكونية التي شنوها عليها".


واكد "ان اسرائيل شريك كامل في الحرب على سورية مع اميركا والسعودية وعملت على تأمين كل الدعم للجماعات المسلحة في جنوب سورية".


وتوقف عند آمال اسرائيل على سقوط سورية من اسقاط النظام وتدمير الجيش السوري وعلى مسارعة المعارضة لاستلام السلطة واقامة تسوية معها وان العالم يعطيها الجولان نتيجة التطورات في سورية، لكن اليوم نرى كيف ان آمالهم ذهبت ادراج الرياح.


ولفت الى "وقوف اجهزة المخابرات في العالم لعودة علاقاتها مع سورية فهم يحتاجونها".


وتابع:" كان لديهم امل بسقوط الدولة السورية لكنها لم تسقط ومثلها لم يسقط الجيش السوري الذي اكتسب خبرات عظيمة"،اضافة الى ايران وحزب الله وهذا فشل لاسرائيل.


ووصف سياسة اسرائيل بأنها سياسة "شحادة" كي لا تبقي ايران وحزب الله في سورية.

وسخر من الذين يقولون ان ايران وحزب الله سينسحبان من سورية.


وتابع " كيف لمن انهزمت مشاريعه امام سورية ومحور المقاومة ان يقبل بفرض شروط على هذا المحور".


وكشف عن ضغوط اميركية على لبنان من اجل تسوية الحدود البرية والبحرية لمصلحة اسرائيل وليس لمصلحة لبنان، معلنا ان "زمن فرض الشروط انتهى"، موضحا "ان هذا الكلام ليس عاطفيا لأن دماء بذلت في سبيله"، كما اكد ان "غزة لم تخضع ولم نستسلم رغم خذلان العالم، لا بل اعادت تثبيت معادلة القصف بالقصف والدم بالدم"، مؤكدا ان "اسرائيل مقابل غزة المحاصرة هي في مأزق وضياع، لأن غزة تقدم التضحيات في كل يوم وكل يوم جمعة".


وعن اسرائيل وصفقة القرن قال:" مع مجيء ترامب الى السلطة في اميركا ومحمد بن سلمان في السعودية تم ترتيب صفقة القرن، وهذا حلم اسرائيل في حال تحقق لأنها تعطيها القدس وتشطب اللاجئين وتعطي الفلسطينيين دولة ليست بدولة".


وزاد:" ان صفقة القرن هذه تواجه مشاكل حقيقية، وهناك احتمال قوي جدا ان تسقط بسبب رفض الشعب الفلسطيني لهذه الصفقة من السلطة او الشعب، كما انه لا يتحمل التنازل عن القدس، وايضا بسبب صمود محور المقاومة وصمود ايران وانتصار العراق وسورية على الحركات الداعشية وايضا صمود اليمن، وهنا في لبنان".



وعزا فشل صفقة القرن الى مآزق اميركا مع حلفائها وتراجع المحور الاقليمي الذي تقوده السعودية.


وخاطب اهل اليمن قائلا:" من الضاحية الى الضحيان في اليمن اعلموا ان الذي يتكلم هو الذي قتل ابناءكم، ولكن كما انتصرت دماء اطفالنا في لبنان سينتصر اطفالكم في اليمن"، واصفا القتلة في اليمن بعديمي الشعور والشرف.


والمح الى ازمات دول مجلس التعاون الخليجي وبعضها غير معلن.


وجدد اتهامه للسعودية بالتدخل في سوريا وفي الشأن اللبناني واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني في يوم من الايام لكنها لا تتقبل اتهام كندا لها باحتجاز شخص فتقيم الدنيا.


وتابع معددا ازمات السعودية مع باكستان وماليزيا وكندا، مكررا توصيفه بتراجع هذا المحور الاقليمي الذي ترأسه السعودية، ملمحا الى ما يقال عن تراجع السعودية عن صفقة القرن لانها ادركت انها صفقة انتحارية.


وربط مجددا بين حرب تموز 2006 وما جرى في السنوات السبع وهدفها تدمير محور المقاومة لكن هذه الامر فشل.


واضاف: "ان التحالف الاميركي السعودي يفشل في اليمن وقبلها في العراق وسورية ولبنان".


وقال:" اهلا وسهلا بمن يريد الحرب، فنحن لا نريدها ولا نخافها، مؤكدا ان خيار الحروب يبدو انه مؤجل".


وتحدث عن مقاتلة ايران ضد داعش في العراق وسورية الى جانب لبنان وفلسطين، مما ادى الى استهداف ايران بالعقوبات لتعذر الحرب عليها.


وتابع: "هدفهم من العقوبات اثارة المشاكل فيها تمهيدا لاسقاطها واسقاط حلفائها".


واكد ان ايران التي يفرض عليها ترامب العقوبات الاقتصادية اقول ومن توقع المعلومات ان من الوهم من يعتقد ان ايران ستسقط بسبب هذه العقوبات، مستذكرا العقوبات ضدها منذ العام 1979، مرورا بالحرب عليها لمدة ثماني سنوات، مع ان غالبية الدول كانت مع صدام حسين".


وشدد على ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية هي القوة الاولى في المنطقة ونظامها قوي وثابت وراسخ ويحميه شعبه"، مخاطبا من يعتقدون بقرب سقوطه بأنهم اغبياء ويجهلون طبيعة النظام في ايران ومزايا القائد الخامنئي"، وفي حين اعتبر ان العقوبات تترك اثرها لكنه قال انها لن تمس ارادتنا لأن لدينا من القوة والبنية التحتية والكادر البشري ومن الامكانات ما يجعلنا اقوياء.


وذكر ان العبرة من كل ما مر وبعد مضي 12 سنة على حرب تموز اقول لكم كنا اقوياء وسنبقى اقوياء وان اميركا هذه التي فشلت في مشاريعها وخططها هي اعجز من ان تشن حروبا كما شنتها في الماضي ومثلها اسرائيل.


واضاف: مع ثبات محور المقاومة قادرون على صنع المزيد من الانتصارات".


وتطرق الى الموضوع اللبناني فاكد "مواصلة الحوار وتجنب الشارع والحرص الشديد على الامن والامان للوصول الى نتيجة في موضوع الحكومة"، معتبرا "ان هذا الانتظار وهذه الرهانات اذا ثبت انها لدى البعض فاننا سنعيد النظر في طلباتنا في موضوع الحكومة".


وقال:" لن يفيد الرهان على التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومة ولا الاحجام فيها".


وحول الموقف من العلاقة مع سورية ومعبر نصيب قال: "لينتظروا ما يجري في العالم من تركيا الى اميركا الى غيرها، وبالتالي عليهم الا يلزموا انفسهم بمواقف ولاءات".


واكد "ان هدفنا هو مكافحة الفساد وتخفيف الهدر المالي، ونحن لا نريد فتح مشكلة مع احد ولأننا نريد المصلحة الوطنية"، مطالبا بعدم "الاستعجال معنا والا يفرض علينا احد طريقته في مكافحة الفساد لأن لنا منهجنا".


ورأى "ان الذهاب الى صراع سياسي لا يخدم الانماء، ومثلها الشتائم وتحطيم كل شيء لأنها تخرب البلد". مشددا على "التعاون بين الجميع كي يتحقق الانماء والخدمات".


واضاف:" نحن لا نريد اخذ البلد الى الهاوية".


وتوقف عند مسألة الباخرة التي وصلت الى الزهراني منتقدا طريقة الكلام التي برزت في التعاطي معها وقال: "هذا التحريض لا يجلب الكهرباء". وتمنى على الناس عدم الانسياق وراء الحملات، نافيا ان "يكون الخلاف في مسألة الباخرة هي بين حزب الله وحركة امل"، مشيرا الى "تفاهم حصل مع امل لعدم تخريب العلاقة بينهما".


وخاطب جمهور حزب الله وامل قائلا: "من يريد الانماء يجب ان يحافظ على العلاقة بين امل وحزب الله". رافضا الذهاب الى مشكل بين امل وحزب الله، مخاطبا جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: "التلاحم الوجودي بن حزب الله وحركة امل هو الذي صنع الانتصار"، مشددا على دور الرئيس نبيه بري المركزي في انتصار 2006.


ونبه بيئة المقاومة من المتربصين بها، مطمئنا الى ان "وحدة هذه البيئة ستكون عنصرا حاسما في اي معركة".


وختم قائلا: "لن يكون بعد دماء الشهداء الا زمن الانتصارات".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم