الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بين ليلة وضحاها أصبح مشلولاً... أنطوني "ما حدا بيعرف وين بكون ووين بصير"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
بين ليلة وضحاها أصبح مشلولاً... أنطوني "ما حدا بيعرف وين بكون ووين بصير"
بين ليلة وضحاها أصبح مشلولاً... أنطوني "ما حدا بيعرف وين بكون ووين بصير"
A+ A-

لم يخطط أنطوني للعودة كلياً الى لبنان، كان في رحلة نقاهة وحنين الى لبنان قبل ان يستكمل حياته وعمله في الخارج. كان كل شيء طبيعياً، لم يكن هناك ما يدعو للريبة، أيمكن ان تتغيّر حياة الشخص بين ليلة وضحاها؟ "نعم، أصبحت مقتنعاً بذلك"، يقول أنطوني ويتابع: "ما جرى معي لا يُصدق، ولذلك قررتُ ان أشارك قصتي للتوعية أكثر حول هذا المرض والتشخيص المبكر لتفادي تفاقمه. بالأمس كنت أمشي كسائر الناس واليوم أستعين بالأجهزة للوقوف على قدميّ".  

لم يسمع أنطوني عن هذا المرض سابقاً، بالنسبة اليه لم يكن موجوداً قبل ان يُصاب به. يروي قصته بالعودة الى تلك المحطة من حياته، عندما كان يبلغ من العمر 32 عاماً، فيقول: "كنتُ برفقة سيدة للكشف على شقة، وبينما كنتُ اصعد السلالم شعرتُ بتعب غريب، لكني لم أتوقف كثيراً عند هذا التفصيل، برأيي كان مجرد تعب لا أكثر. هذا التعب تحول الى تنميل في الساقين، لم يسبق ان شعرتُ بذلك من قبل، لم أنتظر كثيراً واتصلت بالطبيب لاستشارته، فطلب مني التوقف عن تناول دواء للكولسترول لمدة يومين باعتبار انه قد يكون مسؤولاً عن هذا التنميل".

10 ساعات غيّرت حياتي


إستيقظ انطوني عند الساعة الثانية فجراً عاجزاً عن إزالة أغطية السرير عنه، فجرى الاتصال بالإسعاف لنقله الى المستشفى. 10 ساعات كانت كفيلة بتغيير حياتي رأساً على عقب، شلل في القدمين واليدين وعدم القدرة على التنفس. يضيف انطوني "فجأة وجدت نفسي عاجزاً عن الحراك، بين الشعور بالتنميل في الساقين وعجزي عن الحراك ليلاً ساعات قليلة كانت كفيلة بخسارة قدراتي الوظيفية. أصبحت أتنفس من خلال آلات قبل ان استعيد قدرتي على التنفس بمفردي".

لدى انطوني الكثير ليقوله، يريد تسليط الضوء على أعراض بسيطة قد تكون أكثر تعقيداً وتحمل مخاطر أكبر مما يظن الشخص. من تنميل بسيط الى شلل في الأطراف، متلازمة غيان-باريه تستوجب التدخل السريع والفوري. "كلما تأخرنا في العلاج كلما فقدنا امل عودة الوظائف الى طبيعتها". عبارة يرددها انطوني اكثر من مرة في حديثه، برأيه "من المهم عدم إهمال اي عارض حتى لو كان بسيطاً، واستشارة الطبيب فوراً واجراء الفحص للتأكد من عدم الإصابة بهذا المرض".


تغيّرت مخططات انطوني، لم يعد بإمكانه السفر واستكمال حياته السابقة، بقي في لبنان ويحاول جاهداً استرجاع حياته بما أمكنه. خضع لعلاجات فيزيائية لاسترجاع قوة العضل والأعصاب، وهو اليوم يستعين بالأجهزة في قدميه للوقوف.

عدم الاستسلام


يقول انطوني (44 عاماً): "ما تنطر لبكرا وتقول بتصير منيح، يمكن تفوت بمحل ما رح تطلع منو. عندما أُصبت بهذه المتلازمة، لم أكن أعرف شيئاً عنها،لذلك عند الشعور بالتنميل او وخز في القدمين استشارة الطبيب فوراً واجراء الفحوصات اللازمة".

لم يكن امام انطوني الكثير من الخيارات، كان عليه إما الاستسلام او الخروج من هذه الأزمة. وفق انطوني "كان عليّ أن افكر في المستقبل. كتّر خير الله ع كل شي، ما حدا بيعرف وين بكون ووين بصير".

تخطى انطوني محنته رغم مضاعفات المرض على جسمه، نجح في متابعة حياته وتعرف إلى شريكة حياته ولديه 4 بنات. يختم حديثه قائلا: "لا تُهملوا اي عارض مهما كان بسيطاً. فالتشخيص المبكّر يُنقذك من خسائر كنت بغنى عنها".

ما هي متلازمة غيان- باريه ( Guillain – Barre Syndrome)؟

هي اضطرابٌ نادرٌ يهاجم فيه الجهاز المناعيّ الأعصاب، ويكون أول أعراضها ضعف وخَدر في الساقين، وقد ينتشر الضعف إلى الذراعين والجزء العلوي من الجسم لينتهي أخيراً بشلل الجسم كله.

ما زالت أسباب الإصابة بهذه المتلازمة مجهولة، ولكن غالباً ما كانت تسبقها عدوى. وهذه العدوى يمكن أن تكون جرثومية أو فيروسية. ويمكن أيضاً أن تحدث الإصابة إثر التطعيم أو إجراء عملية جراحية.


ماذا عن الأعراض؟

تبدأ متلازمة غيان- باريه عادةً بالشعور بالوخز والضعف، بدايةً من القدم والساقين وتنتشر إلى الجزء العلوي من الجسم. وأهم هذه العلامات والأعراض:

* ضعف ووخز في الساقين

* ضعف وخدر في اليدين وكافة انحاء الجسم

* عدم القدرة على المشي

* عدم التوازن وصعوبة في صعود السلالم

* صعوبة التنفس

* ألم اسفل الظهر

* ارتفاع او انخفاض ضغط الدم

* تسارع في دقات القلب

* تؤثر على قدرة الكلام والبلع في الحالات الوخيمة من متلازمة غيان – باريه


اما بالنسبة الى التشخيص، فيكون من خلال سحب عينة من سائل النخاع الشوكي وفحصها بالإضافة الى تخطيط العضلات لمعرفة مدى استجابة الأطراف والعضلات وقوتها.

أهمية العلاج السريع

من المهم جداً التدخل سريعاً وتلقي العلاج للحدّ من الأعراض وتفاقم الإصابة . ونظرا لطبيعة هذا المرض المرتبطة بالمناعة الذاتية، فعادة ما يتم علاج المرحلة الحادة منه باستخدام العلاج المناعي، مثل تغيير البلازما لإزالة الأجسام المضادة من الدم أو الغلوبولين المناعي الوريدي. وغالباً ما تكون أكثر فائدة عندما يتم البدء في إعطائها خلال 7 إلى 14 يوماً من ظهور الأعراض.

في الحالات التي يستمر فيها ضعف العضلات بعد المرحلة الحادة من المرض، قد يحتاج المرضى إلى خدمات إعادة التأهيل لتقوية العضلات واستعادة قدرتهم على الحركة.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم