الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

السفير البريطاني بالقاهرة: نتعامل بصرامة مع "الإخوان"... وخبراء يشككون

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
السفير البريطاني بالقاهرة: نتعامل بصرامة مع "الإخوان"... وخبراء يشككون
السفير البريطاني بالقاهرة: نتعامل بصرامة مع "الإخوان"... وخبراء يشككون
A+ A-

وعلق خبراء في الجماعات الإسلامية على ما قاله السفير، بأنه كلام "يخالف التاريخ والواقع"، وأن كاسن "يتجمل أمام الرأي العام المصري" الذي بات رافضا للجماعة. 

وجاءت تصريحات السفير البريطاني في إطار جلسة حوارية مفتوحة على "تويتر"، أطلقها أمس، تحت هاشتاغ #AskElsafirJohn (اسأل السفير جون)، سأله خلالها أحد متابعيه، واسمه محمود همام قائلا:

"ما تزال العلاقة المشبوهة بين الإخوان وبريطانية خنجرا مسموما بعلاقة المصريين. قصص لا تخلو من الصدق والمبالغة (...). السؤال: هل جماعة الإخوان إرهابية؟" رد كاسن: "نحن من أكثر الدول صرامة في التعامل مع الإخوان، ونتعامل أن الانتماء للإخوان مؤشر علي احتمالية التطرّف".

"يكذب ويتجمل"

يقول منير أديب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي لـ"النهار" إن "السفير البريطاني يكذب ويتجمل. يكذب لأن ما قاله يخالف ما جاء عبر التاريخ، وما نراه الآن. الحكومة البريطانية عندما كانت تحتل مصر، شاركت في دعم التنظيم، من خلال تقديم تبرع للجماعة لبناء مسجد، وأيضا دعمت وجود هذا التنظيم. نمت الجماعة تحت عيون البريطانيين، وقدم لها الدعم حتى خرج المستعمر البريطاني من مصر، وحينها كان التنظيم قد كبر وأصبح له مؤسسات وقوة كبيرة".

ويضيف: "هذا يخالف الحقائق التاريخية المتفق عليها، إنه (السفير البريطاني) يتجمل ويحاول أن يظهر للحكومات العربية التي تتألم من وجود التنظيمات المتطرفة، ومن سيطرة الإخوان، ووجود الجماعات الإرهابية في ليبيا وما حدث في اليمن، جراء تحركات الإخوان وإثارة الفوضى، وأيضا ما حدث في مصر خلال حكمهم".

"الرأي العام المصري كله الآن ضد الجماعة" يقول أديب، مضيفا "وبالتالي فإن كاسن يحاول أن يكسب الرأي العام المصري. لندن تحتضن التنظيم، يمكن أن نقول ودون مبالغة، مكتب الإرشاد الخاص بالجماعة نقل بكامل أعضائه وهيئته إلى لندن، وهذا المكتب هو الذي يدير التنظيم في شتى بلدان العالم وليس مصر فحسب".

ويوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي: "يقيم في لندن الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، إبراهيم منير، ومكتبه في أشهر شوارع لندن، ويتحدث الآن بصفته نائب المرشد العام للجماعة، وظل يحتفظ بعضوية مكتب الإرشاد رغم أنه ترك مصر قبل 30 عاما. وبعد ثورة 30 حزيران 2013 (التي أطاحت حكم الإخوان) فوجئنا به يقود التنظيم في مصر والعالم".

ويشير أديب إلى أن "بعض أعضاء البرلمان البريطاني، طالبوا بحضور إبراهيم منير في ما يمكن أن نسميه لجان استماع، ليواجهونه باتهامات بان الإخوان جماعة تروج للعنف وتستخدمه، وفوجئنا بأن البرلمان والحكومة البريطانية رفضا اعتبار الجماعة إرهابية، رغم أنها تمت تسميتها في الكثير من الدول العربية، ومنها مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين".

الاستخبارات البريطانية

ويقول مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي بالقاهرة لـ"النهار": "لا يزال حتى الآن مقر التنظيم الدولي للإخوان هو لندن، واستثمارات رجال أعمال الجماعة كبيرة جدا في بريطانيا، وهم يستضيفون إبراهيم منير القيادي بالجماعة، وهاني ذهب الجهادي الذي يكفر الدنيا كلها، ويمنحونه لجوءا قانونيا، والكثير غيرهم يقيم في هذا البلد".

ويؤكد حمزة أنه "منذ ظهور الجماعة كان هناك دور كبير للمخابرات البريطانية في تأسيس الإخوان المسلمين، وقد منحت الحكومة البريطانية في بداية تأسيس الجماعة مبلغ 500 جنيه مصري، وهذا كان مبلغا كبيرا جدا وقتها (يساوي قرابة 515 جنيهاً ذهب. فالجنيه الذهب كان يساوي 0.97 جنيه)".

ويرى الخبير في الجماعات الإسلامية أن "تصريحات السفير هي كلام موظف بوزارة الخارجية، وليست قرارا للحكومة البريطانية"، متسائلا: "هل صنفت لندن الجماعة كتنظيم إرهابي؟ الإجابة: لا. إن رؤيتهم هي أن الجماعة يمكن أن تلعب دور الإسفنج التي تمتص كل الجماعات المتطرفة، وهذا تصور غير صحيح، لأن الإخوان المسلمين هي الجماعة الأم التي خرجت من رحمها كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي نعاني منها اليوم".



ويؤكد مدير مركز دراسات الإسلام السياسي أن "الغرب يعلم هذا، ولكن هدفه الرئيسي هو استخدام الإخوان المسلمين للعب دور في منطقة الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال لعب التنظيم دورا خطيرا في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب، وقد رقص عناصر الجماعة بعد ظهور نتيجة الاستفتاء بانفصال الجنوب فرحا. وفي مصر استخدمهم الغرب لمواجهة الأنظمة الموجودة، فالجماعة تمثل ورقة ضغط في يد القوى الغربية على مصر والدول العربية، ومن الصعب اتخاذ قرار حقيقي ضد التنظيم".

خداع الجماعة

"خدع تنظيم الإخوان المسلمين معظم أبناء جيلي" يقول الكاتب والمفكر المصري شوقي جلال (من مواليد 1930)، وهو من بين من انضموا للجماعة في مرحلة مبكرة من نشأتها، ويوضح لـ"النهار": "كان إجلاء الاحتلال البريطاني من أهم أولويات المصريين، لذا انضممت وأنا ما زلت في مرحلة الشباب المبكرة، وكان عمري قرابة 14 عاما للإخوان، وانضم الكثير من أبناء جيلي لها، لأنها قدمت نفسها للمصريين على أن هدفها هو مواجهة الاحتلال وطرده".

ويضيف جلال: "اكتشفنا الخدعة، وترك معظمنا الجماعة بعد وقت قصير من الالتحاق بها، لأننا أدركنا أن لها أهدافا أخرى غير الهدف المعلن. قيادات الجماعة وكوادرها كانوا يروجون للتنظيم من خلال ما يمثل أهمية بالنسبة لنا، وهو طرد المحتل. لقد كان خطاب الإخوان المسلمين السياسي مختلفا عما نراه الآن من رغبة في تأسيس دولة إسلامية وإقامة أحكام الشريعة وكل ما نسمعه اليوم".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم