السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

بنو معروف في قلب العاصفة... خريف الدروز أم مخاض طويل؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
بنو معروف في قلب العاصفة... خريف الدروز أم مخاض طويل؟
بنو معروف في قلب العاصفة... خريف الدروز أم مخاض طويل؟
A+ A-
شرع "قانون القومية" يهودية اسرائيل التي لم يكن أحد يشكك بها، مكرساً بالقانون جميع من هم من غير اليهود، مواطنين من درجة ثانية، فكانت خيبة دروز الداخل أكبر من غيرهم، هم الذين توهموا في وقت ما أن في وسعهم أن يكونوا متساوين في هوية إسرائيلية تتسع لغير اليهود.   عندما نشأت دولة إسرائيل سعت حكوماتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي، باللعب على وتر أن الدرزية قومية بذاتها. واستغلت رواية تزويج النبي شعيب ابنته للنبي موسى، لتقول للدروز إن ثمة علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود تضاهي علاقتهم بالعرب. وعام 1956، أصدر أول رئيس وزراء لإسرائيل ديفيد بن غوريون قراراً يلزم بموجبه الدروز بالخدمة الإجبارية في الجيش وواجه في حينه مقاومة شديدة من أبناء الطائفة. وفي عام 1959 فصلت السلطات الإسرائيلية المحاكم الدرزية عن المحاكم الشرعية الإسلامية بغرض تعزيز عملية فصلهم عن وسطهم العربي الطبيعي، وخصصت لهم سلطات محلية ومدارس ومناهج خاصة لخلق شعور لدى الطالب الدرزي بانتمائه إلى طائفة مستقلة ومميزة عن العرب والفلسطينيين.  عاش الدروز ومعهم بعض الشركس والبدو في فلسطين وهم يعتقدون أن وجودهم مرتبط بوجود اسرائيل، وتوهموا بأن يهود إسرائيل لن ينسوا جميلهم، ولن يفرطوا بهم بعدما حاربوا في صفوف جيشهم وصاروا في نظر إخوانهم العرب عملاء. ويزيد عدد أعضاء الطائفة الدرزية في اسرائيل حالياً عن 120 ألفا ويخدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي ويسمح لهم خلافاً للعرب الفلسطينيين الاخرين، بتبوء مناصب رفيعة في الجيش، ويمثلها في الحكومة الحالية وزير الاتصالات أيوب قرّا.لذا كان حرمانهم من حقوق المواطنة بموجب قانون القومية الذي لا يصنفهم أكثر من مواطنين من الدرجة الثانية، خيبة كبيرة لهم، لا تقل عن خيبة يهود فرنسا الذين أدركوا بعد 100 سنة على اكتسابهم الجنسية أن الخدمة العسكرية والمواطنة ليستا حصناً ضد التمييز العنصري. فبعد 70 سنة على انشاء دولة اسرائيل، أدركت الاقلية الدرزية أن هذه الامتيازات لا تعني شيئاً في حسابات اسرائيل الكبرى ولا تحميهم من التمييز الاسرائيلي الموصوف. وقد تجلت هذه الخيبة بوضوح في التظاهرة التاريخية التي خرجت في تل أبيب ورفعت فيها شعارات من نوع "اذهبوا الى مقابر الجيش حيث دفنا اولادنا"، " لقد قدمنا لكم الخدمة المطلوبة حسب "الاتفاق" ولكنكم قمتم بخديعتنا "، " بعد كل ما قدمناه ألقونا للكلاب" ... واشياء كثيرة من هذا القبيل. وعكس الجنرال المتقاعد عماد فارس مشاعر الدروز في أصدق تعبير، قائلاً: "يبدو انه تقرر أن ندفن خارج المقبرة.لقد كان الشعور دائما أننا غير متساوين ، إنه أمر محزن، لأننا اعتقدنا دائما أنه في يوم من الأيام ستتم معاملتنا بمساواة، ولكن الآن عندما تكرس (هذا الفكر) في القانون تبدو المساواة بعيدة".السويداء في السويداء اتخذت محنة الدروز منحى دموياً في هجوم هو الأول من نوعه ضرب محافظة بقيت في منأى عن أحداث كبيرة وعمليات عسكرية طيلة سبع سنوات هي عمر الثورة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم