العقوبات على إيران أو الحرب الأميركية المقنّعة لقلب النظام

على رغم الضغط الذي تمارسه إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لإسقاط النظام الإيراني من طريق معاودة العمل بنظام عقوبات "هي الأقصى إطلاقاً"، لا مؤشرات توحي بسهولة تحقيق هذا الهدف، الذي وضعته كل الإدارات الاميركية نصب أعينها وليس الإدارة الحالية وحدها.      منذ أن طفت مسألة البرنامج النووي الايراني على سطح القضايا الدولية عام 2003، إنصب اهتمام إدارات جورج دبليو بوش وباراك أوباما والآن دونالد ترامب، على سبل منع طهران من الحصول على السلاح النووي، بناء على الإلحاح الاسرائيلي المباشر واستجابة لجماعات الضغط اليهودية في الداخل. والى ذلك، تأخذ واشنطن في الاعتبار القلق البالغ لدى دول الخليج العربية، التي تخشى أن تحول الدرع النووية مظلة أمان للنظام الايراني كي يحقق مزيداً من المكاسب الاقليمية.       وبما ان ايران تخضع لعقوبات اميركية منذ أزمة رهائن السفارة الاميركية مطلع الثمانينات، فإن شروع حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد في تفعيل البرنامج النووي الايراني الذي كان أصلاً بدأ في عهد الشاه المخلوع، فإن الولايات المتحدة اغتنمت ذلك فرصة لتوسيع برنامج العقوبات وضم دول غربية إليه. وذهب أوباما الى حد استرضاء روسيا والصين بتنازلات جوهرية كي تنضما إلى واشنطن في مجلس الامن في التصويت على فرض عقوبات "مشلة" على طهران. وفي حمى التصعيد الاميركي ضد ايران، استفادت...