الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السوبرانو أرينا دومسكي في مهرجانات صور الدولية: كأنها تخرج الى الدنيا من حفرة سوداء

المصدر: "الوكالة الوطنية للإعلام"
السوبرانو أرينا دومسكي في مهرجانات صور الدولية: كأنها تخرج الى الدنيا من حفرة سوداء
السوبرانو أرينا دومسكي في مهرجانات صور الدولية: كأنها تخرج الى الدنيا من حفرة سوداء
A+ A-

ليلة حالمة أخذتنا فيها مغنية الاوبرا الاوكرانية السوبرانو أرينا دومسكي إلى عالم يشبهها لا تستطيع الا أن تنتقل معها اليه. تلك الشابة الحالمة ابنة الـ 24 ربيعا صدح صوتها الى البعيد ووصل بنا الى السحاب، وسط طقس بارد طغت عليه الرطوبة، ولف الضباب المنطقة ليعطي صوتها بعض الدفء في قلوب الذين حضروا الليلة الرابعة من ليالي مهرجانات #صور في قلعة الشقيف.

البداية كانت مع مشهدية سينوغرافية صوتية وضوئية وحركية صاخبة شعشعت في أرجاء القلعة وخطفت الأنفاس وطارت بنا الى عالم النجوم والقمر وساعة الزمن التي تدور حول الأرض. لتظهر بعدها دومسكي بالثوب الأحمر يعلو رأسها تاج مرصع وكأنه من لوازم العرض لتصدح بالاغنية الأوبرالية الكلاسيكية الشهيرة.

(Fortune Carmina Burana) "أيها الحظ" التي أداها كبار مغني الاوبرا في العالم أدتها دومسكي بطريقة جمعت الكلاسيكي بالحديث والايقاع السريع بأداء قوي ومتماسك بمرافقة فرقة رقص تعبيرية قدمت لوحة كوريغرافية استعراضية فائقة المرونة في إيقاعاتها وسرعة حركتها على خشبة المسرح، أبهرت الحضور وهي إضافة مستحدثة لمثل هذا النوع من الغناء.

وانتقلت من أغنية الى أخرى منها Nessun Dorma، Ave Maria، Ti Amero التي كانت السبب في شهرتها وانتقالها من أوكرانيا الى مختلف أرجاء العالم وقدمت أنواع مختلفة من الفنون. فغنت على لحن Swan Lake وأدت أغنيات تراثية عالمية بلغات عدة منها الصينية والهندية والاسبانية والإيطالية والفرنسية والإنكليزية، وكانت الملابس التي إرتدتها والفرقة التي زينت الرؤوس فيها بالريش والتيجان تكمل الصورة وتستخدم لغة الجسد لتتناغم مع الازياء وتنتقل بنا الى العصور التي ظهرت فيها الأغاني، فعاد بنا الحنين الى عصر باخ وموزار وغيرهما بطريقة جمعت فيها الماضي بطريقة حديثة فكانت توليفة فنية رائعة من الأغاني الاوبرالية الكلاسيكية تحاكي الألم والحب والجمال والصراع للبقاء، فطبقات صوتها العالية التي تجاوزت الست أوكتافات في علم الموسيقى أي الطبقات الصوتية أقرب الى الغناء من الاوبرا الكلاسيكي التي تعودنا عليها بمرافقة سينوغرافية صوتية وضوئية وحركية رائعة عرضت عبر شاشات عملاقة واستمرت حتى نهاية العروض أذهلت الحضور. 

وتميزت العروض بلوحة فنية رائعة ظهرت بعدها دومسكي وكأنها تخرج الى الدنيا من حفرة سوداء تتمايل بها أعضاء فرقتها الذين أبدعوا في إظهارها. وكذلك غنت أغنيات منفردة بمرافقة عازف على البيانو قدم مقاطع موسيقية كفواصل بين العروض.

هذه الليلة حضرتها رئيسة مهرجانات صور الدولية السيدة رنده عاصي بري والنائب ميشال موسى وعقيلته، وحضر وفد من السفارة الأوكرانية وعدد من أبناء الجالية الاوكرانية الذين أبدوا إعجابهم بجمال قلعة الشقيف وشكروا للجنة المهرجان التنظيم والاستقبال والحفاوة التي لاقوها، وتميزت هذه الليلة بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانيين ومغني الاوبرا في لبنان ومحبي هذا الفن، وعدد من رؤساء بلديات المنطقة والجوار، فكانت ليلة غير ليالي المهرجانات التي تعودنا عليها ليس فقط في الجنوب بل في كل المهرجانات في لبنان والتي تسعى لإحضار فنانين مشهورين ومعرفين، فجازفت وراهنت لجنة المهرجان بإحضار فنانة غير معروفة في لبنان، كسبت الرهان وتجاوز عدد الحاضرين الألفي وافد من مختلف المناطق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم