الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الهجوم المحتمل للنظام على إدلب دونه عقبات

الهجوم المحتمل للنظام على إدلب دونه عقبات
الهجوم المحتمل للنظام على إدلب دونه عقبات
A+ A-

على رغم تكرار دمشق أن استعادة ادلب تتصدر حالياً قائمة أولوياتها العسكرية، فإن كلفة أي هجوم محتمل تبدو وفق محللين باهظة لأسباب عدة، أولها وجود تركيا في هذه المنطقة الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد. 

واستبعدت موسكو قبل أيام حصول "هجوم واسع" في الوقت الحاضر، معولة على جهود أنقرة للحفاظ على "استقرار" المحافظة التي تؤوي 2,5 مليوني شخص، بينهم عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم الذين تم اجلاؤهم على مراحل من مناطق عدة، إثر رفضهم اتفاقات تسوية مع دمشق.

- ما هي أبرز الأسباب التي تجعل دمشق مصممة على استعادة ادلب؟

تشكل محافظة ادلب عملياً الملاذ الأخير للفصائل المقاتلة، بعد طردها من غالبية معاقلها في البلاد. وتسيطر "هيئة تحرير الشام" ("النصرة" سابقاً) على نحو 60 في المئة منها، بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.

ومنذ نشوب النزاع، يكرر النظام رغبته في استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. وقال الرئيس بشار الأسد الأسبوع الماضي :"هدفنا الآن هو إدلب على رغم أنها ليست الهدف الوحيد".

وتريد دمشق خصوصاً استعادة الجزء الأخير من طريق دولي، يمر عبر ادلب وتكمن أهميته في كونه يربط أبرز المدن السورية التي باتت تحت سيطرة القوات الحكومية، من حلب شمالاً مروراً بحماه وحمص ثم دمشق وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.

وقبل الوصول الى حلب، يمر جزء من الطريق في مدن رئيسية في ادلب خاضعة لسيطرة الفصائل أبرزها سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون.

وفي رأي الباحث في الشأن السوري فابريس بالانش، أن النظام يسعى الى السيطرة على هذا الجزء المحاذي للطريق السريع في إدلب.

- ما هي حظوظ عملية عسكرية في الوقت الحاضر؟

وعلى نقيض تصريحات دمشق، جزم الموفد الروسي الى سوريا ألكسندر لافرنتييف في ختام محادثات في مدينة سوتشي الثلثاء بأنه "لن يكون وارداً في الوقت الحاضر، شن هجوم واسع على ادلب".

وتشكل روسيا مع إيران حليفة الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة، الدول الثلاث الضامنة لاتفاق خفض التصعيد الساري في إدلب. وتنتشر قوات تركية بموجب الاتفاق في عشرات من نقاط المراقبة في المحافظة.

ويشكل هذا الانتشار تحدياً لدمشق التي تعتبر تركيا دولة "احتلال". وقال الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيكولاس هيراس:"العائق الأكبر أمام حكومة الأسد في ادلب هو تركيا" التي "لا تريد تكرار خطأ الأردن في جنوب غرب سوريا، من حيث الايحاء بأنه من المقبول للأسد أن يمضي قدماً وبشكل أحادي في حل عسكري".

وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان "يعتمد حالياً سياسة +على جثتي+ تجاه أي عمل عسكري محتمل".

وتعول المعارضة السورية، كما قال رئيس هيئة التفاوض نصر الحريري، على "ضمانة" من تركيا التي تجري "نقاشات" مع "روسيا بصفتها اللاعب الاكبر في الملف السوري"، لتجنيب ادلب سيناريو الجنوب.

وتعمل تركيا ميدانياً على توحيد صفوف الفصائل المعارضة في ادلب استعداداً لمواجهة محتملة مع المجموعات المرتبطة بـ"هيئة تحرير الشام". وفي هذا الاطار، أعلنت أربع مجموعات مقاتلة الأربعاء توحدها ضمن جبهة جديدة باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، تضم بشكل أساسي "حركة أحرار الشام الاسلامية" وفصيل "نور الدين زنكي" و"جيش الاحرار".

وأعرب الباحث نوار أوليفر، المتخصص في الشأن السوري في مركز عمران للدراسات الذي يتخذ إسطنبول مقراً له، عن اعتقاده أن الدول الثلاث الضامنة لخفض التصعيد "لن تسمح بأي نوع من الحرب الواسعة النطاق في الشمال". وأضاف أن مستقبل ادلب سيحدده "اتفاق على الأرجح لم يتم انهاؤه بعد ولا أحد يتحدث عنه".

- ما هي تداعيات العملية العسكرية المحتملة؟

تحذر الأمم المتحدة من تداعيات أي هجوم من شأنه أن يهدد سلامة نحو 2,5 مليوني شخص، نصفهم من النازحين.

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا بانوس مومتزيس في حزيران: "ليست هناك إدلب أخرى لارسالهم إليها... هذا هو الموقع الأخير ولا مكان آخر لنقلهم إليه".

وشكلت ادلب وجهة لعشرات الآلاف من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات تسوية مع النظام. وأفاد الحريري إن هؤلاء مع المقاتلين المتحدرين من إدلب سيجدون أنفسهم في مواجهة أي هجوم "أمام معادلة واحدة هي القتال حتى النهاية".

ويهدد التصعيد بتدفق موجات كبيرة من اللاجئين الى تركيا، وهو ما لن تسمح به مع رغبتها في التعجيل في عودة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ تدفقوا الى اراضيها منذ نشوب النزاع في 2011.

- ماذا عن مصير "هيئة تحرير الشام"؟

لطالما بررت دمشق وموسكو شنهما غارات على المنطقة باستهداف هذا الفصيل المصنف "إرهابياً" وحملتا على صلاته بتنظيم "القاعدة".

وقال هيراس: "يتمسك الأتراك بأن هيئة تحرير الشام شأن تركي وليست قضية يمكن الأسد أن يستخدمها لاطلاق هجوم على ادلب، لكن الوقت ينفد الآن".

وتدرك تركيا، استناداً الى هيراس، أن "تنظيم القاعدة يستمد نفوذه أمام ناظريها، وانه عاجلاً أو آجلاً... سيكون على اردوغان أن يتصرف بشكل حازم".

وتراهن روسيا على تركيا لانجاز هذه المهمة كما قال لافرنتييف.

ويرجح أوليفر في المرحلة المقبلة، أن تقوم تركيا تزامناً مع عملها على توحيد صفوف الفصائل المعارضة، "بعملية عسكرية داخل ادلب للقضاء على الجزء المتشدد من هيئة تحرير الشام وبعض المجموعات المتطرفة" لتجنب هجوم دمشق وحلفائها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم