الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

دور رياض الصلح في معركة الجلاء

المصدر: "النهار"
Bookmark
دور رياض الصلح في معركة الجلاء
دور رياض الصلح في معركة الجلاء
A+ A-
قبل الدخول في صلب الموضوع، اود ان اشير الى ملاحظتين: الاولى هي ان الجهاد من اجل الجلاء لم يكن حكراً على احد، بل ساهم به كثير من الزعماء ورجالات البلاد بالاضافة الى الشعب بمختلف فئاته. كما ساهمت به العوامل الخارجية وظروف انتهاء الحرب العالمية الثانية. الملاحظة الثانية هي انه لا يمكن فصل معركتي الاستقلال والجلاء عن بعضهما البعض، اذ ان استقلال العام 1943 مع وجود قوات الحلفاء كان بنظر اللبنانيين منقوصاً. رياض الصلح برز على المسرح السياسي في الحرب العالمية الاولى مناضلاً مساهماً في جبهة عريضة كان هدفها التحرر من الدولة العثمانية، ومن ثم نيل الاستقلال وتحقيق الوحدة بين البلاد العربية. لكن خيبة الامل كانت كبيرة عندما وضعت الحرب اوزارها، ووجد العرب ان بلادهم انتقلت من حكم اجنبي الى حكم اجنبي آخر. بين الحربين، شارك رياض الصلح في ذلك الجهاد المرير الذي خاضه الوطنيون في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين من اجل استقلال بلادهم وجلاء جيوش الحلفاء عنها. وكانت آخر نكسة لهم هي عدم تصديق المعاهدتين السورية واللبنانية من جانب الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1936. اثناء الحرب الثانية، وبالتحديد بعد معركة 8 حزيران 1941، التي انتصر فيها الحلفاء على قوات فيشي في سوريا ولبنان وفلسطين، وعد الجنرال كاترو باسم ديغول الشعبين السوري واللبناني، وعداً حمل للمرة الاولى منذ الانتداب الفرنسي، تعابير عن الاستقلال والحرية والسيادة. مع حلول عام 1942، اعترفت بريطانيا باستقلال سوريا ولبنان وعينت الجنرال سبيرز وزيراً مفوضاً لديهما. كما اعترفت به عدد من الحكومات العربية والاوروبية. بعيد ذلك، راح رياض الصلح يكرر النداء اثر النداء بضرورة تلبية مطالب الشعب واجراء انتخابات حرة، واصبح مصدر قلق للسلطات الفرنسية والبريطانية على السواء. الفرنسيون بالذات، عملوا على ابقاء رياض بعيداً عن اي شكل من اشكال السلطة على رغم لمعان اسمه في العام 1942 والاشهر الاولى من العام 1943. وعلى رغم ذلك انتخب رياض نائباً، وكلفه بشارة الخوري تأليف الحكومة التي عدّلت دستور عام 1926 وانهت عهد الانتداب واعلنت الاستقلال في تشرين الثاني 1943. وهنا ولايفاء الرجل حقه، يمكننا القول: ان الفكرة الاستقلالية وجلاء الجيوش الاجنبية عند رياض الصلح لم تكونا حديثتي العهد. فقد كان الاستقلال والجلاء هدفين سار رياض اليهما ودفع من حريته وعمره وماله ثمناً لهما، حتى جعلهما للبنانيين حقيقة ملموسة. بعد الاستقلال، فُتحت معركة الجلاء على مصراعيها، وبانت معالمها عندما اصرّ كل من لبنان وسوريا على وجوب تسلم المصالح المشتركة والقوات الخاصة من الفرنسيين، الذين ردوا بالحديث مجدداً عن معاهدة مُرضية. استمرت المناوشات على المستويين الرسمي والشعبي نحو ثمانية اشهر، تميّزت بالتفاهم السوري اللبناني الكامل، وحصول مواجهات دامية بين المتظاهرين وبين السلطات العسكرية الفرنسية في كل من بيروت ودمشق ومدن اخرى في اوقات مختلفة من عام 1945 ذهب ضحيتها قتلى وجرحى. ومما قاله رياض الصلح في احدى جلسات مجلس النواب اللبناني عن رأيه بالانتداب والمعاهدة: "ان ما تم قد تم ولا رجعة له... ولدي من التأكيدات من الدول جميعها: انكلترا وروسيا واميركا وكلها دول صديقة، ما اتلقاه كل يوم من احترام لهذا الاستقلال، اما المعاهدة فاننا صرحنا بانه ليس في نيتنا عقد اية معاهدة مع اي دولة كانت". انتهت هذه المواجهة في تموز 1945 عندما جاءت التعليمات اخيراً من باريس الى رجال المندوبية، فتسلمت الحكومتان السورية واللبنانية هذه المرافق. لبنان عضو في الجامعة العربية والامم المتحدة على الصعيد الخارجي، من ابرز الخطوات التي شارك فيها رياض الصلح لترسيخ الاستقلال وتمهيد الطريق امام الجلاء كان ترؤسه الوفد اللبناني لمشاورات الوحدة العربية في الاسكندرية، وتوقيعه في ما بعد على ميثاق الجامعة العربية في آذار 1945 في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم