الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ريتشارد بنيا: أفلامي العشرة المفضّلة

المصدر: "النهار"
Bookmark
ريتشارد بنيا: أفلامي العشرة المفضّلة
ريتشارد بنيا: أفلامي العشرة المفضّلة
A+ A-
بنيا سينيفيلي كبير يمعن في التفاصيل، يعرف الشاردة والواردة عن السينما فنّاً وصناعة وبُعداً اجتماعياً وسياسياً. من قلة تملك عقلاً منهجياً في الحديث عن الفيلم، فهو غالباً ينطلق من نقطة "أ" لبلوغ نقطة "ب"، بلا اطالة أو ثرثرة. يعرف بالضبط ماذا يريد ان يقول. اعترف لي انه يشاهد الأفلام التي يحبها مراراً، وكونه يدرّسها، يعاين البعض منها أجزاء وليست كاملة. عن التطور الذي خضعت له نظرته، يقول: "تختلف نظرتنا إلى الأفلام سواء كنّا في العشرين أو الستين. بعض الأفلام عندما شاهدتها لم تعنِ لي كما كانت تعني للجيل الذي قبلي".  عندما مدحتُ ذاكرته الحيّة في ختام اللقاء، اذ يتذكّر أدق تفاصيل الأفلام وحتى تاريخ مشاهدته لها، ردّ بحماسة كما لو كان ينتظرها: "نعم، لديّ ذاكرة نشطة، هذه الأفلام كأولادي، أعلّمها لطلابي، أستطيع ان أقول عنها الكثير. وبعضها كأصدقاء قدامى لي".  يشتكي بنيا على هامش ابحارنا في تاريخ السينما، ان جيل اليوم لديه المقدرة على الوصول إلى كلّ الأفلام الكترونياً، غير انه للأسف بات أقل فضولاً للمعرفة والاطلاع. "في شبابي، كنت أتنقل من بوسطن إلى نيويورك لمشاهدة فيلم لأوزو. إذ كنت مقتنعاً بأن هذه هي الفرصة الوحيدة لمشاهدته. اليوم ألمس لدى الآخرين رغبة أقل للاكتشاف".  "الكسوف" لميكلأنجلو أنطونيوني (١٩٦٢) هذا فيلم أحبّه كثيراً وأجد نفسي قريباً منه. أعتبره ذورة الحداثة الأوروبية، أسوة بتلك الفترة الممتدة ما بين أواخر الخمسينات ومنتصف الستينات حيث سينمائيون مثل فيلليني وغودار وبرغمان وأنطونيوني اختبروا أشكالاً فيلمية جديدة وأساليب سرد صارخة، لا بل حكايات مختلفة عن السائد. لا أعرف فيلماً واحداً يمثّل هذا التيّار أكثر من "الكسوف"، وهو نصّ بنيوي يتحدث عن عالم جديد، ولهذا السبب أحبه! أنطونيوني نقيض برغمان، وأتفهّم لماذا كان الأخير يكرهه. انه كرهُ شخصٍ يتعامل مع وجود الله لشخصٍيضع الله خارج أي اعتبار. أنطونيوني كان ملحداً تماماً، أما برغمان فكان مؤمناً معذَّباً، وهذا أسوأ من ان تكون مؤمناً "عادياً" أو لاأدرياً. أول فيلم لأنطونيوني شاهدته كان "بلو-آب" الذي خرج عام ١٩٦٦، أعجبني كثيراً فبدأتُ أهتمّبأفلامه الأخرى. لا أستطيع القول انه جذبني فوراً، اذ حصل ذلك عبر السنوات. والآن، أعتبره من أهمّ تحف السينما الأوروبية. [[embed source=youtube id=SHUapLYEi4s]]"ربيع متأخر" لياسوجيرو أوزو (١٩٤٩)مجدداً، أوزو من القامات السينمائية العالمية. مع هيتشكوك، قد يكون أكثر المخرجين عرضة للتقليد. مثلما نقول "هيتشكوكي"، نقول أيضاً "أوزوي". الفيلم هذا يؤسس لنوع من نموذج لحكاية الزواج. بعض الناس يدّعي ان كلّ أفلامه تشبه بعضها بعضاً… كلام غير صحيح! هذا فيلم ناضج جداً، يتعامل مع الانفعالات المعقّدة. التمثيل بديع. لا أجد فيه لحظة غير سليمة. أعتقد انه أول تأمل حقيقي لأوزو عن اليابان ما بعد الحرب. هذا فيلم مثالي للتدريس، لأن النظريات التي تحتويه، تتجلى بوضوح على الشاشة، إلى درجة انه يمكنك الاشارة إلى كيفية تحويل الأفكار إلى لغة سينمائية. طلابي يتقبّلون جداً الفيلم، لذلك غالباً يكون من أولوياتي عندما أنكبّ على سينما الأربعينات، علماً اننا اكتشفنا أوزو في أميركا في السبعينات.   [[embed source=youtube id=_4Ul10BSzRw]]"المرآة" لأندره تاركوفسكي (١٩٧٥) أحبّ تاركوفسكي جداً. هناك سينمائيون تذرف السينما من أصابعهم. تاركوفسكي فهم هذا الوسيط جيداً، في كلّ مرة أمسك الكاميرا، قال شيئاً مهماً. هذا الفيلم لا ينبع فقط من تلك الحماسة السينمائية التي يثيرها الرجل، انما ينطوي على رؤية شخصية جداً للأشياء....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم