السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الزوفيليا: عندما يمارس الإنسان الجنس مع الحيوان!

جاد محيدلي
الزوفيليا: عندما يمارس الإنسان الجنس مع الحيوان!
الزوفيليا: عندما يمارس الإنسان الجنس مع الحيوان!
A+ A-

للشذوذ أو الانحراف الجنسي عدة أشكال وأنماط، وهنا لا نتكلم على المثلية الجنسية التي بات كثير من المجتمعات تتقبلها وتتفهمها، بل نحن نتكلم على أشكال الشذوذ التي يرفضها المنطق والعقل والطبيعة. وتبرز في هذه الخانة "الزوفيليا" أو "البهيمية"، فما هذا الانحراف؟

الزوفيليا هي اضطراب جنسي يلجأ من خلاله الشخص إلى ممارسة الجنس مع الحيوانات، والبهيمية تعتبر جريمة في معظم دول العالم كما أنها محرمة في العديد من الأديان. والزوفيليا هي كلمة إغريقية معناها حب الحيوان. وأول من استعمل هذا المصطلح هو العالم كرافت ابنيك سنة 1886، وقد أطلقه على العلاقة التي تنشأ بين الإنسان والحيوان، سواء علاقة كاملة أو غيرها من العلاقات. ولم نقارن هذه الحالة مع "المثلية الجنسية" لأن أهم مقومات الأخلاق الجنسية هي الرضا والموافقة والقدرة على الرفض، وهذا ينطبق على المثليين ولا ينطبق بتاتاً على من يمارسون "الزوفيليا".

شذوذ قديم

لا تعد ممارسة الجنس مع الحيوانات ظاهرة جديدة أو نتيجة للانفتاح والعولمة وانتشار الفضائيات والإنترنت أو الابتعاد عن الدين، إنما عرف هذا السلوك عند العرب منذ القديم، وكان الشعراء يعيرون من اشتهرت قبيلته بتفشي هذا الانحراف. ووردت حكايات عن ممارسة الجنس مع الحيوان في كتب الأدب وفي حكايات "ألف ليلة وليلة" مع القرود والدببة تحديداً. وقد تناولت كتب الفقه هذا الموضوع أيضاً. كما عثر على بعض المجسمات الهندوسية التي تمثل البهيمية في أحد المعابد التي تعود لعصور قديمة، كما دلت بعض المخطوطات اليابانية القديمة على وجود هذه الظاهرة منذ الأزل.

الأسباب

تختلف أسباب هذا الانحراف وتتعدد، ففي بعض الحالات يرجع هذا الأمر إلى الكبت الجنسي الحاد، بحيث لا يستطيع الشاب أو الفتاة تلبية رغباتهم الجنسية خارج إطار الزواج. ففي بعض الأرياف والدول غير المتقدمة، العلاقة الجنسية المحرمة بين الرجال والنساء قد تصل عقوبتها إلى التعنيف الشديد وفي أحيان كثيرة إلى القتل، في حين أن العلاقة الجنسية مع الحيوان قد لا تعني بالنسبة للكثيرين سوى حادثة تستحق الضحك والسخرية. هذا السبب قد يدفع الشخص المكبوت الى ممارسة الجنس لاستكشاف العالم الجنسي وإشباع رغباته.

لكن الكبت ليس السبب الرئيسي والوحيد، ففي الغرب يمارسون الجنس مع الحيوانات أيضاً على الرغم من الإنفتاح. وبحسب علم النفس، الأسباب تنطوي تحت الرغبة في تجربة الجديد ومخالفة الأعراف، والتمرد على السلوك الجنسي الطبيعي، إضافة إلى الاضطراب الجنسي نتيجة مشاكل نفسية. فمن تعرض للإغتصاب مثلاً قد يلجأ الى ممارسة الجنس مع الحيوان لإشعار نفسه بالسيطرة أمام طرف آخر لا يستطيع الدفاع عن نفسه، أو من تعرض لصدمة عاطفية كبيرة مثلاً أو يعاني من ضعف الشخصية والخوف من الجنس قد يفضل الحيوان كشريك جنسي لأنه لا يتذمر ولا ينتقد ولا يفشي الأسرار. بعض العلماء يؤكدون أنه لا يمكن بتاتاً للإنسان الممارس لهذا الشذوذ عيش حياة طبيعية من دون خضوعه لعلاج نفسي، لكون الجنس عنده أصبح عبارة عن عملية بناء تخيلات وأوهام تترسخ في ذاكرة الجسد.

يشار الى أنه حتى في عالم الحيوان نجد أشكالاً من الشذوذ، فذكر الضفدعة الأوسترالية Bufo marinus يحاول الجماع مع أي شيء يقع في طريقه، مثل الصخرة أو السمكة. والقرد الشمبانزي يمارس الجنس بطريقة مشاعية، فالذكور تمارسه مع الذكور، والذكور مع الإناث، والإناث مع الإناث، والكبار مع الصغار.    

المخاطر

المخاطر قد تنشأ أحياناً بسبب سلوك الحيوان عند ممارسة الجنس والتي تختلف عن السلوك البشري وتتسم أحياناً بحركات عنيفة كالعض أو الخربشة، فالحيوانات عادة ما تستعمل مخالبها الحادة و أحيانا أنيابها لتثبيت أو مداعبة شريكها الجنسي وهذا سلوك خطير جدا بالنسبة للبشر و يمكن أن يؤدي إلى جروح خطيرة.

إضافة إلى ذلك فإن تركيب الأعضاء التناسلية للحيوان تختلف عن تلك المتعلقة بالإنسان لذلك قد تؤدي الممارسة الجنسية المتهورة إلى جروح خطيرة وأحياناً إلى نزيف مميت وهناك حوادث عديدة حول العالم في هذا المجال، بعضها كان مميتاً، خصوصاً عند الممارسة مع الحيوانات الكبيرة مثل الخيول وهناك حوادث مماثلة مع الكلاب لأن عضوها الذكري يمكن أن يؤدي إلى جروح خطيرة في المهبل أو المخرج. وبالإضافة إلى مخاطر العنف الجسدي، فإن الاتصال البشري مع جسم الحيوان يمكن أن يؤدي إلى انتقال العديد من الأمراض الخطيرة، فالسائل المنوي للحيوانات يمكن أن يكون ناقلاً مميتاً لأنواع من الفيروسات والبكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض خطيرة.    

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم