البخل والطمع وحبّ المال

الخطيئة الثالثة من الخطايا الرئيسة، بعد الشراهة والفجور، تجمع بين البخل والطمع وحبّ المال. يقول بولس الرسول: "أمّا الذين يرومون الغنى فإنّهم يسقطون في التجربة، وفي الفخّ، وفي جمّ من الشهوات السفيهة المضرّة، التي تغرّق الناس في الدمار والهلاك؛ لأنّ حبّ المال هو أصل كلّ الشرور، مال إليه قومٌ فضلّوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" (1 تيموثاوس 10:6). وتبيّن خبرة الأجيال أنّ حبّ المال كثيرًا ما يقود إلى خلافات حتى بين الإخوة. فقد جاء يومًا رجل إلى يسوع وقال له: "يا معلّم، قلْ لأخي أن يقاسمني الميراث". فقال له: "يا رجل، من أقامني عليكم قاضيًا أو مقسّمًا؟" ثم قال لهم: "انظروا! احترسوا من كلّ طمع، فإنّ الإنسان، وإن أثرى، لا تضمن الأموال حياته". وضرب لهم مثلاً عن "رجل غنيّ أخصبت أرضه، فجعل يفكّر قائلاً: ماذا أصنع؟ إنّه ليس لي موضع أخزن فيه غلالي. ثمّ قال: أصنع هذا: أهدم أهرائي وأبني أكبر منها. وأجمع هناك كلّ غلالي وخيراتي. ثمّ أقول لنفسي: يا نفسُ، إنّ لكِ خيراتٍ كثيرة، مدَّخَرةً لسنين كثيرة. فاستريحي، وكلي، واشربي، وتنعّمي... فقال له الله: يا أحمق، إنّك في هذه الليلة تُطلَب منكَ نفسكَ. فهذا الذي أعددتَه لمن يكون؟ ذلك ما يحدث...