الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عمر بن أبي ربيعة متحدثاً إلى "بريد السماء الافتراضي": أنا مزيج كازانوفا ورامبو الذي حوّل الرمال ميادين للغزل

أسعد الجبوري
Bookmark
عمر بن أبي ربيعة متحدثاً إلى "بريد السماء الافتراضي": أنا مزيج كازانوفا ورامبو الذي حوّل الرمال ميادين للغزل
عمر بن أبي ربيعة متحدثاً إلى "بريد السماء الافتراضي": أنا مزيج كازانوفا ورامبو الذي حوّل الرمال ميادين للغزل
A+ A-
كانت الشائعات تتداول مقتل عمر بن أبي ربيعة في الجنة على يد الشاعر عنترة. لم يكن ذلك غير هرطقة لبعض مناوئي الشاعر في الـ"سوشيال ميديا". ما إن اقتربنا من منطقة "تلال الأنفس" في السماء الثالثة، حتى ظهر علينا الشاعر بالحذاء الرياضي وبشورت مرقّط، يدهُ ممسكةٌ رمحاً شبيهاً بذاك الذي كان يستخدمه المقاتل الاسباني دون كيشوت في معاركه مع طواحين الهواء. جلسنا متقاربين متقابلين، فتقدم منا غلامٌ وسيمٌ بثياب سوداء من الموسلين الشفاف، ووزع بقلاوةً في صحون من الخزف. ثم أعقبهُ غلامٌ جميلٌ آخر، ليقدم كاسات من حليب الإبل. كيف تغيب الإناث عن هذا المشهد؟! تركنا الأمر لصاحب الأمر وسألنا عمر: ■ ما المسافة الفاصلة بينك وبين الدين؟ - صفر.■ كيف تقول ذلك، وأنت من منشأ إسلامي؟- ليس بيني وما بين الإسلام إلا الكعبة.■ هل لأن كل الطرق إلى مكة من حرير؟- لم أدرك في حياتي إلا طريق الشعر المؤدي إلى النساء، لا غير. وهو دربٌ لا يُستحبّ فيه النواح، بقدر ما يفتح في النفس جغرافيا مُستحدثة للتخيّل ووشم سيقان النساء بالقصائد المنحوتة من عطر الأرواح. ■ تقصد أن الحج لم يكن هو الهدف يا عمر؟- بالضبط. لم ترتفع برأسي غير كواعب الإناث. أما الكعبة فلها من يطوف حول حجرها الأسود.■ وكيف يكون العقاب لمن يستغل ركناً من أركان الدين، فيعيث بموسمه غزلاً بأعين النساء وفحشاً بلحومهنّ؟! - ليس الأمر هكذا كما أدركُ وأعلمُ. فالنساء اللاتي كنّ يقصدن مكة كل عام، ما كنّ يفعلن ذلك بالدافع الإيماني، بقدر ما كنّ يأتين للعرض والاستعراض والبحث عن الأحصنة الذكورية التي تناسب كلّ واحدة منهنّ.■ كنتَ محظياً بأغلبهنّ. فأنتَ شاعرٌ وسيمٌ ثريٌّ وجسورٌ. أليس كذلك يا عمر؟- ربما. لكن الأهم من هذا وذاك، عوامل الاندماج بالنساء وإدراك فنون التعامل معهنّ. ذلك ما تعلمته من أمي التي لم تدربني على إدارة أملاك أبي وحسب، بل لقّنتني فكرة الاحتكاك بالنساء، جواري وخادمات وشفاه أقارب.■ من أين تبدأ نظرتكَ إلى الحبّ، وأين تنتهي؟- قد يكون الترف الجنسيّ المبكر الذي رافق حياتي مع النساء في البيت العائلي، دافعاً للانتقال بالحب الجنسيّ إلى بيت الله المحرّم في مكة، حيث تكثر النساء وترتفع حرارة تساقط الشهوات في الأجساد التي غالباً ما كانت تعاني من التحجر الذكوري المرفق بالتصحر وقحط العواطف.■ ألا تخشى على قلبك يا عمر من ثقل الحلى والحنّاء والذهب والديباج وحمّى الغرام؟- لا قلب للغنّي.■ حتى في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم