الموارد المائية في لبنان مصادرها وآفاقها

المياه ثروة لبنان الاساسية، وقد جعلت منه قصرا للمياه (Chateau d'eau) في الشرق الاوسط نظرا الى خصائص ظروفه الطبيعية. فهو شريط ارضي مستطيل، قليل العرض على الساحل الشرقي للمتوسط، ويقع ضمن مناخ هذا البحر. فمناخه البحري جعله عرضة للرطوبة والتبخر. وتختلف درجة الرطوبة النسبية في لبنان بين المناطق الساحلية والمناطق الداخلية، اذ ان الرطوبة النسبية ترتفع في المناطق الساحلية عنها في المناطق الجبلية، ويعود السبب في ذلك الى قرب او بعد هذه المناطق عن المسطحات المائية. اما التبخر فيزداد في فصل الصيف في المناطق الساحلية لقربها من البحر وذلك بفعل اشعة الشمس القوية، وبالتالي ترتفع الرطوبة في الجو. مع العلم بان كمية بخار الماء تبقى في النطاق الساحلي حيث لا توجد حركة قوية للهواء من الساحل نحو الجبال والداخل كما يحصل في فصل الشتاء. وبتعبير آخر هو اننا كلما ابتعدنا عن البحر المتوسط مصدر الرطوبة خلال فصل الصيف قلت الرطوبة. ويختلف الوضع في فصل الشتاء. فبالاضافة الى الرطوبة المائية من البحر هناك الرطوبة التي تحملها الكتل الهوائية الرطبة الآتية من مناطق بعيدة مصطحبة المنخفضات الجوية في الوقت الذي تكون فيه هذه المنخفضات قوية تدفع بالرطوبة الى الجبال والى الداخل. ويعتبر لبنان الذي يتلقى من الامطار ما لا يتلقاه اي بلد مجاور اغنى البلاد العربية من الناحية المائية. وتعتبر المياه الجوفية ذات اهمية كبرى في تغذية الانهار اللبنانية خصوصا في ايام الجفاف. وهذا ما يبين الارتباط الوثيق بين المياه الجارية والمياه الباطنية. وتختلف المناطق اللبنانية في مائيتها، فالقسم الشمالي من لبنان خصوصا عكار تقل ينابيعه لان طبقات الارض عميقة وممتصة تتحول معظم المياه المخزونة مياها جوفية دائمة. وكذلك الحال بالنسبة الى القسم الجنوبي من لبنان. اما المناطق المتوسطة فطبقة الارض فيها رملية صلبة (Gres) اي مانعة غير ممتصة تمنع الماء من التعمق في جوفها وتجبرها على ايجاد منافذ او ينابيع. ويتركز معظم الينابيع في السفوح الغربية للسلسلة الغربية. ويقدر عدد الينابيع المتفجرة في ارض لبنان بنحو 1211 نبعاً. ونظرا الى تكوين لبنان الجيولوجي وتنوع تضاريسه وكثرة التكسرات في الطبقات الصخرية، فان المياه المخزونة في جوف الارض اللبنانية لا تخرج الى السطح بالطريقة نفسها...