كلمة في وداع كبيرة من لبنان

عندما بلغني نبأ وفاتك، تملّكني حزن كبير، لأنني خسرت صديقة محبّة طيبة مخلصة محترمة، ولأنني شعرت بالفراغ الذي سيتركه غيابك في القضاء، حيث كنتِ الصوت الصارخ الرافض للإنزلاق الخطير الذي أصاب بعض الجسم القضائي في لبنان. لقد آمنتِ بأنه لا يمكن حماية المجتمع والدولة إلا من خلال قضاء شريف مستقل لا يتأثر بنفوذ حاكم أو متسلط مترفع، ولا يشهد إلا للحق، ينشر العدالة بوحي الضمير، فكنتِ مثالاً للقاضي العالِم والنزيه الذي يحصر همّه في إحقاق الحق ونصرة المظلوم بكل تجرد وإخلاص. لقد عرفت المرحوم والدك، الذي كان مثال القاضي الشريف قبلك، وعرفتكِ قاضية فتية لمع إسمكِ في عالم القضاء باكراً، بسبب نزاهتك واحترامك للأصول في معالجة ملفاتك، وبسبب علمك الذي تجلى في الأحكام العادلة التي كنت تصدرين.وما لفت في مسارك أنك كنت من القضاة القلائل الذين...