الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"داعش" ينتقم من السويداء بهجمات هي الأكثر دموية

"داعش" ينتقم من السويداء بهجمات هي الأكثر دموية
"داعش" ينتقم من السويداء بهجمات هي الأكثر دموية
A+ A-

وقت يوشك الجيش السوري أن يمسك بمحافظتي درعا والقنيطرة تماماً في جنوب غرب البلاد، وجه تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) ضربة قوية الى محافظة السويداء في جنوب شرق سوريا. فقد نفذ التنظيم الجهادي سلسلة من العمليات الانتحارية المنسقة في مدينة السويداء وبلدات قرى في ريفها أوقعت أكثر من 221 قتيلاً و180 جريحاً في هذه المحافظة التي بقيت إلى حد كبير بمنأى عن الحرب التي مضى عليها نحو ثماني سنوات ونصف سنة. 

ومعلوم أن الجيش السوري يسيطر على كامل محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، فيما يقتصر وجود مقاتلي "داعش" على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، ينطلقون منها بين الحين والآخر في هجمات على قوات النظام.

وأفاد مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن أنها "الحصيلة الدموية الكبرى في محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع" عام 2011. كما تعد من الأكبر في سوريا جراء هجمات التنظيم الذي خسر غالبية مناطق سيطرته في السنتين الاخيرتين. وأضاف: "إنه هجوم كبير لتنظيم الدولة الإسلامية ويبدو أنه جرى التحضير له بشكل جيد".

وقال المرصد السوري: "ارتفعت حصيلة الهجمات الى 221 قتيلاً على الأقل بينهم 127 مدنياً، قضت الغالبية الساحقة منهم في الريف الشمالي، حيث تم العثور على جثث مدنيين تم اعدامهم داخل منازلهم".

 وأوضح عبد الرحمن أن الحصيلة لا تزال مرشحة للارتفاع مع استمرار وجود عدد كبير من المفقودين.

وشنت قوات النظام هجوماً مضاداً في محاولة لوقف تقدم الجهاديين في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي.

وجاءت هجمات التنظيم وقت يتعرض فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع له منذ أيام لهجوم عنيف تشنه قوات النظام في آخر جيب يتحصن فيه في محافظة درعا المحاذية للسويداء.

وبدأ الهجوم صباح الأربعاء بتفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن "داعش" هجوماً على تلك القرى.

وتبنى التنظيم المتشدد في بيان تداولته حسابات جهادية على تطبيق "تلغرام" الهجوم. وقال البيان: "شنّ جنود الخلافة صباح اليوم هجوماً مباغتاً على مراكز أمنية وحكومية داخل مدينة السويداء، واشتبكوا مع الجيش ... والميليشيات الموالية له، ثم فجروا أحزمتهم الناسفة وسط جموعهم". ولم يذكر البيان سوى مدينة السويداء من غير ان يتطرق إلى القرى في الريف.

وأظهرت صور نشرها الاعلام الرسمي السوري من مدينة السويداء أشلاء على الأرض في موقع أحد التفجيرات. كما ظهرت جثة على درج إلى جانب جدار مدمر. وفي وسط أحد الشوارع، بدت صناديق خضار مبعثرة على الأرض وسط بقع من الدماء.

وقال عمر، أحد سكان مدينة السويداء، عبر الهاتف :"إنه يوم صعب على السويداء لم تشهد له مثيلاً في تاريخها حتى اليوم"، مشيراً إلى أن أحد الشوارع المستهدفة عادة ما يشهد اكتظاظاً عند ساعات الصباح الأولى مع وصول "مزارعين يأتون لتسويق منتجاتهم".

وفي المشفى الوطني في السويداء، وصف شاهد عيان حالة من الذعر. وقال: "كان المشفى يعج بالناس الى درجة لا يمكن فيها التحرك بسهولة داخل أروقته وعند مدخله"، وقد امتلأت الممرات والاسرّة بالمصابين.

وفي قرية المتونة في الريف الشمالي، روت زينة حالة الهلع التي عاشتها مع عائلتها. وقالت: "استيقظنا عند الخامسة والنصف صباحاً على أصوات اطلاق نار... كانت القنابل تسقط قرب منزلنا واستمرت الاشتباكات قرابة نصف ساعة". وأضافت بحزن: "قتلوا ابن عمي وزوجته".

وأعلن عبد الرحمن أن التنظيم المتطرف تمكن صباحاً من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع خلال الهجوم، قبل أن تشن قوات النظام هجوماً مضاداً. وأضاف أنه بعد ساعات من الاشتباكات والقصف، تصدت قوات النظام للهجوم واستعادت كل القرى "وأجبرت مقاتليه على التراجع إلى البادية" شمال شرق المحافظة.

وأورد المرصد أن القصف والاشتباكات أسفرت عن مقتل 38 عنصراً من التنظيم المتطرف بينهم سبعة انتحاريين.

وشنت الهجمات وقت بات الجيش السوري على وشك استعادة كامل جنوب البلاد الذي يشمل محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعد سيطرته إثر هجوم واتفاقات تسوية مع الفصائل المعارضة على أكثر من 90 في المئة من درعا والقنيطرة.

كذلك نددت وزارة الخارجية الروسية بـ"أعمال العنف الجماعية ضد السكان المسالمين" في السويداء.

وندد منسق الشؤون الانسانية المقيم للأمم المتحدة في سوريا علي الزعتري في بيان ب"الهجمات التي تستهدف المدنيين في مختلف انحاء سوريا وآخرها التفجير الإرهابي اليوم في مدينة السويداء".

وفي جنوب سوريا، يتعرض فصيل "جيش خالد بن الوليد" المبايع للتنظيم المتطرف في جيب يسيطر عليه في جنوب غرب محافظة درعا، منذ أيام لغارات عنيفة للطائرات الحربية السورية والروسية.

واعتبرت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" أن هجمات "داعش" على السويداء وريفها الشمالي الشرقي "تهدف إلى تخفيف الضغط العسكري" الذي يقوم به الجيش السوري ضد "بقايا التنظيم الذي يواجه نهايته المحتومة في ريف درعا الغربي".

ومُني تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال السنتين الاخيرتين بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر سوى على أقل من ثلاثة في المئة من مساحة البلاد هي عبارة عن مناطق محدودة متناثرة في أقصى محافظة دير الزور شرقاً، وفي البادية شرق حمص، فضلاً عن الجيب الجنوبي.

كما ينشط التنظيم المتطرف في خلايا في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم