الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"أيقونة" رسمها صاحبها

سمير عطاالله
Bookmark
"أيقونة" رسمها صاحبها
"أيقونة" رسمها صاحبها
A+ A-
لا حاجة الى مناسبة كي نتذكر ريمون اده. فهو على جدار الذاكرة مثل الايقونات التي تعلّق للزينة بلا سبب محدد. وتظل معلّقة لأن أسباب صدارتها باقية، كمن يعلق لوحة لشروق، أو غياب، جميل الألوان. أعادني كتاب الاستاذ شكري نصرالله "مذكرات قبل أوانها" (1) الى أيام عايشنا في باريس بهاء المنفيين الذين غابوا، وغاب معهم عطر الحرية وعبق الاستقلال: علياء الصلح وصائب سلام وريمون اده. وكانت الست عليا تسر إليّ في خليط من الحب والتشفي المحب: "ريمون معقد من قامته"! وكنت اقول لها "العميد عنده عقدة واحدة؟ إنه لا يرى أحداً في هامته".يروي شكري نصرالله ما سمعه من العميد العنيد مثل شجرة أرز، الإنسان الذي لم نشهده في لحظة خضوع، أو موقف تسوية: "لم أتزوج لأن الزواج فيه أولاد. وأنا لا احتمل مشهد ابني مريضاً يبكي. الأبوّة تحتاج الى قوة أقوى من قوتي".ذلك ما كان يقوله السياسي اللبناني الذي رفض كل ضغط سياسي، بما فيه محاولات الاغتيال، وكل اغراء مالي لا حدود له، وكل عرض سياسي قدم له على مر السنين، من القوى التي تملّكت في المراحل صوت الانتصار. ريمون اده كان يزدري الانتصار الوصولي ويقبل شيئاً واحداً: الفوز.رسم طريقاً مستقيماً ومشى. مات وهو لم يسامح اميل اده، على قبوله الرئاسة على طبق فرنسي، وعاش وهو يرفض جميع الاطباق التي تلت، بينما كان المتدافعون يتنقلون من عتبة الى عتبة. قلة قليلة جداً دخلت السياسة في مثل قوته، وخرجت منها في مثل نصاعته. ولو استمرت شراكته في الحكم مع فؤاد شهاب، لكانا غيّرا حتى في النفس اللبنانية المسترخية. لكن واحداً كان يفضل الحرية بأي ثمن، وآخر كان يريد النظام ولو بالقليل منها.لكن كلاهما تحدر من عائلة ذات إرث في التاريخ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم