الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ماذا كشف محامي المصري المتهم بقتل ابنته في ألمانيا لـ"النهار"؟

المصدر: "النهار"
عبدالمنعم فهمي
ماذا كشف محامي المصري المتهم بقتل ابنته في ألمانيا  لـ"النهار"؟
ماذا كشف محامي المصري المتهم بقتل ابنته في ألمانيا لـ"النهار"؟
A+ A-

حالة من الغموض والدهشة ما زالت تسيطر على أهالي قرية جزيرة البعيرات فى غرب الأقصر، الذين أصيبوا بالوجوم عندما سمعوا أنباء اعتقال ابن قريتهم أحمد فؤاد مسعود (32 عاماً)، من جانب السلطات الألمانية، وتحديداً مدينة دوسلدورف، الواقعة في ولاية شمال الراين-ويستفاليا بعد اتهامه بقتل طفلته "سارة " (7 أعوام) بعد شجار مع زوجته كاترين (44 عاما) يوم الخميس الماضي.

لا يصدق كل من في القرية هذه الرواية الواردة من ألمانيا، كما يقول محامي الأسرة ناصر الجيلاني، الذي روى لـ"النهار" الوقائع الكاملة وتفاصيل لما حدث، حيث فجر العديد من المفاجآت حول الحادث.

ويقول الجيلاني إن "أحمد من الشباب الطموحين والمحترمين، الذي تسبقه بشاشة ووجه مشرق بالتفاؤل، فكان دائماً صديق الأجانب الذين يأتون للسياحة في الأقصر والقرى المجاورة، حيث تشتهر قرية البعيرات بوجود اسطبلات الخيل التي يستخدمها السائحون. وحدث تعارف بين أحمد وكاترين التي تحمل الجنسية البولندية أيضاً، خلال لقائها في العديد من المعابد. وتوطدت علاقتهما، واتفقا على الزواج، وبالفعل تزوجا. وقبل السفر حصل على دروس مكثفة في اللغة الألمانية من معهد غوتة في القاهرة، وسافر إلى ألمانيا وتحديداً دوسلدورف، من أجل العمل، مثل كثيرين من شباب القرية الذين يجدون أنفسهم خارج مصر. لكن منذ اليوم الأول فوجئ بأن زوجته تتخذ تدابير مختلفة عما تم الاتفاق عليه، حيث حددت عمله في المدينة، فكان يعمل في جمع النفايات، وكانت تعامله كمواطن من الدرجة الثانية، حتى إنها كانت تحصل منه على كل أمواله التي يجمعها من أجل دفع إيجار المنزل، لكنه تحمّل كل ذلك بعد أن جاءت ابنته سارة إلى الحياة، فمنحته أملاً في غد أفضل، فصبر على ما هو فيه من أجل سارة، بل إنه لم يترك أسرته الفقيرة المكونة من أب وأم عجوزين وأخ صغير وثلاث شقيقات، فكان يرسل إليهم مدّخرات لمساعدتهم في التغلب على صعوبات الحياة".

وأضاف الجيلاني أن أحمد رفض الحصول على الجنسية الألمانية لأنه يعتز بمصريته، وكان يأمل يوماً ما في العودة إلى مصر بصحبة ابنته، لكن زوجته كانت ترفض، في حين كانت تسافر إلى بولندا موطنها الأصلي، بصحبة سارة في أي وقت، وهو ما أحزنه كثيراً، لكنه صبر فربما يأتي يوم يتم حل كل مشاكله، لكن زادت حدة الخلافات بينه وبين زوجته، حتى جاء الخبر الذي وقع كالصاعقة على كل أهالي القرية.


وأشار محامي الأسرة في مصر إلى أن "الرواية الواردة من ألمانيا حول وفاة سارة فيها كثير من الحلقات المفقودة والغموض الغريب، فزوجته تتهمه بقتل الابنة بعد خروجها إلى العمل في التاسعة صباحاً، وتقول إنها فوجئت باتصاله بها وهو يفتح كاميرا الهاتف، وشاهدته وهو يهددها بقتل الابنة، فحضرت ومعها الشرطة، لكنها لم تدخل المنزل واكتفت بالوقوف خارجه من دون الدخول للاطمئنان على ابنتها ومحاولة إنقاذها، ودخلت الشرطة فوجدت أحمد ومعه الابنة مضرجة بدمها ويحاول إسعافها".

وأكد الجيلاني أنه "لا يتخيل هذا السيناريو الذي ترويه كاترين بنفسها، ومع الأسف تصدقها الشرطة، فكيف يقتل أب ابنته سبب سعادته وتحمّله كل هذه المشقة في الغربة، إلى درجة  تجعله حالياً لا يأكل ولا يشرب في محبسه، وهي تمارس حياتها بصورة طبيعية، وتتواصل مع بعض جيران أحمد حالياً في القرية وتكتب لهم التطورات والأحداث. فهي مصدر المعلومات الوحيد، وتعيش حياتها وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن ابنتها لم تمت. وما الذي حدث في المنزل بعد أن تلقت اتصاله وجاءت بصحبة الشرطة، فهناك حلقة مفقودة وغموض غريب حول بعض التفاصيل التي تحتاج إلى سبر أغوارها من خلال تقارير الأطباء لمعرفة سبب الوفاة".

وتساءل محامي الأسرة عن السر وراء طلب كاترين دفن جثمان سارة في "البعيرات" رغم أنها كانت ترفض حضورها مع أبيها لرؤية أسرتها، مشيراً إلى أن "كل الخيوط الغامضة ستتكشف قريباً، خصوصاً بعد أن تم الاتفاق مع أحد المحامين الألمان للدفاع عنه، ومحاولة الحديث معه، لأن القانون الألماني يرفض أن يزوره أحد خلاف محاميه، حيث حاول بعض أصدقائه في المانيا الذهاب إليه لكنه اصطدم برفض الشرطة الألمانية، ما يجعل الأمر يزداد غموضاً، ولولا تواصل كاترين مع بعض الأصدقاء في القرية لم يعرفوا عن أحمد شيئاً".

وحول اتصال السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، بأسرة أحمد وتواصلها مع أمه وشقيقته أمس الإثنين، قال الجيلاني "إنها نقطة إيجابية للغاية. إذ أكدت الوزيرة أنها سترسل مندوباً خاصاً من السفارة المصرية لمعرفة الأمر ومتابعة الحالة، خصوصاً أن السفارة ليس لديها محامٍ هناك، ما يعني الاستعانة بالجالية المصرية في هذا الصدد".

وختم الجيلاني بالقول إن "كلام أحمد سيحل كل الألغاز لأن التزامه الصمت يجعل الأمور غامضة، خصوصاً أن الشرطة تضعه تحت المراقبة الدقيقة خوفاً من إقدامه على الانتحار على حد ما زعمت زوجته كاترين".  

صحيفة بيلد الألمانية نشرت فيديو للحادث تظهر فيه أقوال الشرطة أنهم وجدوا آثاراً للخنق، وأن أحمد كان يحمل ابنته، وأن زوجته تتهمه بقتلها خصوصاً أنه كان يغار عليها كثيراً. 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم