الثعابين تواصل هجومها على قرى مصرية... والأهالي يلتقطون الصور معها!

بعد اختفائها 19 عاماً، عادت من جديد الثعابين السامة في الأماكن السكنية بعدد من المحافظات المصرية لتهاجم سكانها، حيث شهدت قرية شبرا بخوم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية انتشار الثعابين، الأمر الذي تسبب في حالة من الذعر بين الأهالي الذين يبلغ تعدادهم بالقرية 71 ألف مواطن، خصوصاً بعد متابعتهم لما حدث في محافظة البحيرة ومهاجمة الثعابين للأهالي هناك، وأيضا جزيرة هيسا النوبية، التي تعتبر لوحة طبيعية خلابة، ومع ذلك لم تسلم من هذه الثعابين.

"النهار" قررت إلقاء الضوء على ما يحدث في قرية شبرا بخوم التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، حيث التقت عدداً من الأهالي الذين أكد بعضهم أنهم استعانوا بفريق صيادين محترف من منطقة أبورواش بمحافظة الجيزة، والذي اصطاد أكثر من 23 ثعبان كوبرا و45 ثعباناً من أنواع أخرى، بعد أن تسببت الثعابين والأفاعي في وفاة شخصين خلال 48 ساعة.

"النهار" التقت أيضاً ببعض أهالي القرية لمعرفة الحقيقة، وكيف كان رد فعلهم إزاء هجوم الثعابين والأفاعي، حيث قال حمادة أنور أحد سكان قرية شبرا بخوم إن الكثافة السكانية والإهمال يعتبران سبباً رئيسياً فى هجوم الثعابين وظهورها داخل مصرف الخضراوية الموجود بالقرية والممتلئ، والملوث بجميع أنواع المخلفات، لهذا لا بدّ أن يأتي الحل من السكان والأهالي قبل الجهات المعنية، فالوقاية خير من العلاج فى كثير من الأحيان.

ووجّه الشكر لمديرية الصحة التي اهتمت برفع حالة الطوارئ بالوحدة الصحية بالقرية من خلال توفير الأمصال اللازمة والكوادر الطبية وأطقم التمريض، وتمركز عربة إسعاف بالوحدة الصحية. 

بينما أكد سعد الشاعر، صيدلاني من أهالي القرية، أن شباب القرية يواجهون الأفاعي والثعابين من خلال القتل، ولكن هذا قد يعرضهم للخطر من خلال انتقال السم إليهم أو من خلال مهاجمة الأفاعي لهم، لهذا نصح بأخذ الأمصال والتطعيمات التي وفّرتها وزارة الصحة.

وأكد أن أهالي القرية يلتقطون صوراً تذكارية مع الثعابين والأفاعي بعد قتلها للتوعية بالأشكال التي قد تهاجم باقي أفراد القرية.

ونصح الشاعر ببعض الإسعافات الأولية عند مهاجمة الثعابين، وذلك من خلال تهدئة المُصاب والحد من حركته، وإبقاء مكان اللدغ على مستوى القلب أو أقل لإبطاء انتشار السم.

من ناحيته، قال الدكتور محمد سليمان أستاذ علم الحيوان بجامعة عين شمس لـ"النهار" إن سبب ظهور الثعابين والأفاعي السامة بشكل مفاجئ في المناطق السكنية بالمحافظات المختلفة يرجع إلى ارتفاع درجة حرارة الجو وتلوث مياه المصارف الخضراوية، الأمر الذي يتطلب من الأهالي الحفاظ على نظافة مياه المصارف وعدم إلقاء المخلفات الزراعية بها، لأن الثعابين والأفاعي لا تضر الزرع فقط ولكنها تضر البشر وتعرّض حياتهم للموت المفاجئ، ولحالات التسمم التي لا علاج لها بسهولة.

وحذّر سليمان من التهاون في التعامل مع هذه الأفاعي والثعابين التي ظهرت بشكل مفاجئ لأنها تنذر بكارثة محققة إذا لم يتم التعامل معها بحكمة وبأساليب علمية، وأكد ضرورة التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى حال التعرض إلى لسع العقارب ولذع الثعابين، وذلك لتقديم الأمصال والرعاية الطبية اللازمة.

وأكد أستاذ علم الحيوان أن هناك مجموعة من العلميين والصيادين لديهم القدرة على التعامل مع هذه الأنواع من الثعابين السامة بأقل الخسائر، ونصح أهالي القرى أو المسؤولين بالقرى بضرورة الاستعانة بالمتخصصين في هذا الشأن للحد من تفاقم الظاهرة، بالإضافة إلى ضرورة اتباع الأساليب العلمية في التخلص من المخلفات الزراعية حتى لا تؤدي إلى ظهور مثل هذه الأنواع السامة.