الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

فيليب سالم يروي لـ"النهار" رحلة 50 عاماً من الطب والأبحاث في الأمراض السرطانية: شفاء ألوف المرضى أكبر تكريم لي... كنيستي هي عيادتي وصلاتي هي عملي

نبيل بومنصف
نبيل بومنصف
Bookmark
فيليب سالم يروي لـ"النهار" رحلة 50 عاماً من الطب والأبحاث في الأمراض السرطانية: شفاء ألوف المرضى أكبر تكريم لي...  كنيستي هي عيادتي وصلاتي هي عملي
فيليب سالم يروي لـ"النهار" رحلة 50 عاماً من الطب والأبحاث في الأمراض السرطانية: شفاء ألوف المرضى أكبر تكريم لي... كنيستي هي عيادتي وصلاتي هي عملي
A+ A-
ان تقدم الدكتور فيليب سالم في "النهار" فكأنك تقدم ركناً من اركانها ومفكراً عريقاً وصديقاً ًورفيق عمر لعميد "النهار" الراحل غسان تويني واحد اصحاب الاقلام المشعة منذ عشرات السنين في "النهار". اما ان تقدم الدكتور فيليب سالم مفخرة لبنان الطبية في الذكرى الـ 50 لبدء مراسه الطبي اللامع في الطب والعلم والابحاث في الامراض السرطانية، فهي مناسبة استثنائية بكل المعايير تضعنا امام سيرة نادرة لأحد اقدم اطباء السرطان في لبنان والعالم. ليس قليلاً على البروفسور سالم ان يتحول رمزاً كبيراً لتزاوج الطب في المرض الاكثر اثارة للتحديات البشرية والمعاملة الانسانية المتميّزة تحت يديه وبين عقله وقلبه. فهو القائل هنا في طيّات هذا الحديث الاستثنائي الذي خص به "نهاره": "كنيستي هي عيادتي وصلاتي هي عملي". الدكتور سالم الذي يعلن جهراً ان معلمه الاول هو الفشل، ثم يعتبر ان الله اكرمه بشفائه الاف المرضى، يتمتع بفلسفة نادرة في نظرته الى رسالته الطبية وممارسته للطب في الامراض الاشد استعصاء بحيث لا تعود مستعصية بل محفّزة على الشفاء وفلسفة الشفاء بفضل هذا الايمان وهذه المثابرة المعاندة على مكافحة المرض وشفاء المريض. ماذا تخبرنا عن 50 سنة من مسيرة حافلة بالوف التجارب في طب السرطان؟ هنا الحديث مع الدكتور سالم الذي يقيم اصدقاؤه احتفال تكريم له في مناسبة مرور 50 عاماً على معالجته الامراض السرطانية غد الثلثاء 24 تموز في فندق "فينيسيا" يطلق خلاله البروفسور كتاباً جديداً.  خمسون سنة، نصف قرن. رحلة طويلة. هات حدثنا عن اول يوم فيها؟- كان نهار جمعة من شهر حزيران 1968 وصلت ليلا الى مطار كنيدي. ألا ان حقيبتي لم تصل. اخذت تاكسي الى مانهاتن، قلب نيويورك وعاصمة ناطحات السحاب. هنا مؤسسة Memorial Sloan Kettering Cancer Center أهم مراكز العالم للأبحاث السرطانية. كان في جيبي ورقة صغيرة كتبت عليها رقم الشقة، وعنوانها، التي أمّنتها المستشفى لي.حدثنا عن الخطوة الاولى في Memorial Sloan Kettering؟- يومها كانت Memorial Sloan Kettering هي اهم مركز للسرطان في العالم. وكان معلمي عالما من أصل يهودي وروسي، اسمه David A. Karnofsky وهو مؤسس علم السرطان في العالم. وليومنا هذا، فإنّ الجائزة الكبرى كل سنة في الاجتماع السنوي للأبحاث السرطانية تكون باسمه. هو اول من جعل من السرطان علماً محدداً. كيف تصف علاقتك بـ David A. Karnofsky؟- لقد بدأت بخلاف، ثم انتهت بمحبة يصعب وصفها. بعد شهر من وصولي دعاني الى مكتبه الساعة السابعة صباحاً. فدخلت مكتبه وكنت ارتعش من الخوف. قال لي يجب ان تغيّر سلوكك المهني. فأجبته انني حاضر. قل لي ما هو الخطأ في سلوكي المهني. اجاب ان الطلاب الخمسة غيرك في وضع صعب جداً لأن مرضاهم ثائرون. كلهم يريدون ان تكون انت طبيبهم! يومها كنت أدخل الى غرفة مريضي، وكان بالطبع في الغرفة نفسها مريض آخر. كنت اجلس بجانب مريضي واتكلم معه واعطيه كل ما عندي من محبة وحنان. أنا أعرفه كانسان. هذه أشياء جئت بها من لبنان، من الشرق. وهي اشياء اساسية في معالجة المريض. لقد ثار المرضى لأنهم لم يلقوا الاهتمام نفسه من أطبائهم الاميركيين. المشكلة الكبرى في الولايات المتحدة وفي العالم ككل، انه قلما يرى الطبيب الانسان وراء المرض. لم ينته Karnofsky من كلامه حتى تَحَوَّلتُ بدقيقة واحدة من فأر خائف الى أسد ثائر. فنظرت اليه وسألته: هل تريدني ان أكون طبيباً أقل محبة واهتماماً بالمريض؟ اتطلب مني ان أكون طبيباً يعالج بالعقل فقط من دون القلب؟ أي نوع من الاطباء تريد ان تُخرِّج. عند ذاك خجل Karnofsky ونظر الى الارض. ثم عاد فقال لي أنت على حق. اذهب واكمل عملك. وكيف تطورت علاقتك بـ David A. Karnofsky؟- بعد ذلك صرنا اصدقاء، وتطورت صداقتنا. فأصبح هو بالنسبة اليّ أبي الروحي وأبي العلمي. وفي يوم من الايام كان يكتب مقالاً ووقع القلم من يده فدخل المستشفى ووجدنا انه مصاب بسرطان الرئة مع انتشار المرض الى الدماغ. وفي يوم واحد انتقلتُ انا من التلميذ الى الطبيب المعالج. من يومها حتى يوم وفاته لم أفارقه يوماً واحداً. تأثر جداً بمحبتي ووفائي له. وفي يوم من الايام طلب منه شاه ايران ان يذهب الى طهران ليدشن Taj Pahlavi Cancer Center اول مركز للسرطان في طهران. فدعاني الى غرفته وقال لي. انا ذاهب الى ايران ماذا تقول؟ قلت: انت تحتاج الى تغيير في المناخ النفسي الذي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم