الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نصرالله شارك في إحياء الليلة الأخيرة من عاشوراء في الضاحية: هناك قرار من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تأليف حكومة

ع. ص.
A+ A-

على الرغم من الهواجس الامنية التي ترافق احياء مراسم عاشوراء هذه السنة، حضر الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصياً الى مجمع سيد الشهداء في الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت، وتحدث نحو ساعة عن الوضعين الاقليمي والمحلي. واتّهم السعودية بمنع تشكيل الحكومة "لرهانها على نتائج الاحداث السورية"، مؤكدا ان التفاهم الاميركي الايراني ان حصل سيجعل فريقه السياسي في وضع افضل. ومن جهة اخرى، اكد ان التهديدات الامنية لن تحول دون اقامة المسيرات العاشورائية.


استهل نصرالله كلمته في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه "حزب الله" بالتطرق الى الوضع الاقليمي من البوابة الاسرائيلية، وقال ان "اسرائيل سعيدة بما يحصل في المنطقة، وقرأت بعض المقالات لـ(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذي أصبح متخصصا في الشأن الشيعي و السني في خطاباته، ومشروع اسرائيل الدائم ان تكون من حولها منطقة مقسمة ومجزأة على اساس طائفي او مذهبي أو عرقي، وتبقى هي القوة الاقليمية الاقوى والاعظم التي تفرض شروطها على كل المنطقة ومن خلال هذا الواقع تطبع وجودها مع بعض المحيط العربي، وتتحول حليفا لبعض الدول العربية وحركات المعارضة في بعض هذه الدول، وتفرض نفوذها على حكومات المنطقة وهذا واقع نعيشه الآن، لكنها ايضا قلقة من المستقبل لانه غامض".
وكرر انتقاد بعض الدول العربية و المملكة العربية السعودية من دون ان يسميها "لوقوفها ضد الحل السياسي في سوريا". وقال: "من المؤسف ان بعض الدول العربية كانت وما زالت تقف الى جانب اسرائيل في الخيارات القاتلة (...) ان الحكومة الاسرائيلية تلقت رسائل من بعض الحكومات العربية لعدم التراجع في موقفها في المفاوضات الايرانية". وذكر بمواقف بعض الدول العربية من عدوان تموز عام 2006 قائلاً بأن "تل ابيب تلقت من بعض تلك الدول طلبات لعدم وقف العدوان".
ثم تحدث عن قضيتي التجسس الاسرائيلي على لبنان والنفط، معتبراً ان "الامر لا يخص حزب الله بل هو ملف وطني يعني كل المواطنين وخصوصياتهم، والاستحقاق الآخر المفتوح امام لبنان هو حصوله على حقه كاملا، في المنطقة الخالصة ومن حقه ان يستخرج النفط، وهذا يقع على عاتق الدولة ويتطلب تضامنا وتعاونا وطنيا". واشار الى ان "الدولة معنية بالتحرك في ملف التجسس الاسرائيلي على لبنان، ونحن في المقاومة جاهزون للمساعدة لان الامر يعني كل اللبنانيين، وهو مصلحة وطنية جامعة. واذا لم تتوصل الدولة الى حل فالمقاومة قادرة على ان تفعل في مواجهة التجسس الاسرائيلي اشياء كثيرة". ورأى: "ان الاتصالات التي تستخدمها المقاومة ضمان، ولم نسمح في الماضي بإستهدافها ولن نتسامح"، شارحا اهمية شبكة اتصالات المقاومة كونها بعيدة عن التنصت".


"السعودية تمنع التأليف"
وتطرق الى الوضع الداخلي انطلاقاً من التصريح الاخير لوزير الخارجية الاميركي جون كيري في السعودية، عندما قال انه لم يسمح مع السعودية لـ"حزب الله" بأن يحدد معالم المستقبل في لبنان، وقال: "موقف كيري لا يقدم ولا يؤخر، وهو يعبر عن اعترافهم بالقول انه يحق لاميركا التدخل في الشؤون اللبنانية، ولكن نحن لا يحق لنا". وذكر بأن ما رسم في لبنان "لم يكن كما ارادته اميركا وبعض الدول العربية".
واضاف: "لو بلغ جبروت من بلغ فهذا لايجوز ان يؤثر في الوقائع في الساحة اللبنانية ولا أحد يستطيع الغاء فريقنا ولا أحد يستطيع إلغاء الفريق الآخر، فهذه معادلة لبنان الواقعية. هناك جو خصومة، ولكن الواقع يقول ان هناك فريقين في لبنان لا خيار الا بالبحث عن مشتركات بينهما لوضع معالم مستقبل لبنان ولا أحد في الخارج يستطيع ان يرسم معالم لبنان".
وعن الوضع الحكومي قال ان "هناك من يمنع تشكيل حكومة لانه كان ينتظر الاوضاع في لبنان، من اسابيع الى الان كيف تغير الوضع الميداني في سوريا، في حلب والغوطة الشرقية والغربية، هذه الاسابيع اكدت ان الامور متجهة على خلاف ما يتوقعون ولذلك اذا كان احد ما في مكان ما في لبنان او المنطقة ينتظر لتشكيل حكومة لبنانية ان ينتصر في سوريا، اقول له لن تنتصر في سوريا.
الكل في لبنان يجمع على تشكيل حكومة جديدة، حكومة تصريف الاعمال تسد الفراغ ولكن لا تحل مشكلة، لا بد من حكومة جديدة، والصيغة الممكنة الان وبعد ستة اشهر وسنة وسنتين والتي تطمئن الجميع هي 9-9-6، فلماذا التأخير الى الآن؟ لأن هناك قراراً اقليمياً من السعودية لفريق 14 آذار بعدم تشكيل حكومة، طبعا تريد حكومة دون الفريق الاخر، لكن هم لا يستطيعون ذلك".
وأكد انه "اذا حصل تفاهم نووي ايراني - دولي فسيكون فريقنا اقوى وافضل حالا محليا واقليميا".
وذكر الفريق الاخر بأن "حلفاءه كانوا دائماً يتخلون عنه في الوقت الذي لم تتخل فيه ايران وسوريا عن فريقنا السياسي".
وختاماً، دعا نصرالله الى المشاركة الكثيفة في مسيرة عاشوراء التي تقام اليوم في الضاحية الجنوبية وغيرها من المناطق وتوجه الى جمهوره: "غداً (اليوم) لن يستطيع شيء سوى مشيئة الله، لا خطر ولا تفجير ولا سفك دماء ولا سيارات مفخخة ان تحول بيننا وبين حسيننا (...)". وشكر القوى الامنية على الجهود التي تبذلها للحفاظ على الامن خلال احياء مراسم عاشوراء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم