الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"جسور" تعلن عن الفائزين من نقابة المهندسين... فرص عمل في الآثار واللغات

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
"جسور" تعلن عن الفائزين من نقابة المهندسين... فرص عمل في الآثار واللغات
"جسور" تعلن عن الفائزين من نقابة المهندسين... فرص عمل في الآثار واللغات
A+ A-

في قاعة المؤتمرات في مبنى نقابة المهندسين، تنتظر الفرق الإحدى عشرة المؤهّلة للتصفيات النهائيّة بفارغ الصبر لحظة إعلان النتائج، بعد أشهر من العمل الدؤوب حول الآفاق الاقتصاديّة للآثار لجذب الشباب نحو اختصاصات غير تقليديّة تعنى بالمحافظة على المعالم التاريخيّة والثقافيّة، خاصّة وأنّ القيّمين على هذا المشروع يؤكّدون وجود فرص عمل في هذا المجال. 





بمبادرة من جمعيّة "جسور" بشخص رئيسها فادي رياشي وبرعاية كلّ من وزارة الثقافة، وزارة التربية والتعليم العالي ونقابة المهندسين وبتمويل من الحكومة الهولنديّة، أُطلِقَت مباراة Youth Now التي تجمع بين 1000 تلميذ من 35 ثانويّة في لبنان للمشاركة وعرض أعمالهم وأبحاثهم عن معالم ثقافيّة تمّ تحديدها من قبل الجمعيّة.

في سياق كلمته، يذكر د. جان ياسمين خبير آثار ومهندس معماري درّبَ ورافقَ الطلاب في هذا النشاط، أنّه لبناء المستقبل علينا بناء مكان لنعمل فيه، فهنا مهن تبني المستقبل وتحافظ على التراث، إرث "تركولنا ياه أهلنا ولازم نتركوا لولاد ولادنا". مشيراً إلى مجهود دول غربيّة لتنمية مناطق ومشاريع ثقافيّة.






نشأة الفكرة

في مقابلة مع "النهار" يقول فادي رياشي، إنّ الفكرة الأساس بدأت بملاحظة اليد العاملة الأجنبية في هذا المجال، والتي تتقاضى معاشاً منخفضاً أم مرتفعاً بحسب الجنسيّة، فتساءل: "لِمَ لا نخلق وسيلة توعية للشباب في الصفوف الثانوية لتسليط الضوء على إمكانيات عمل فيها عروض منسيّة؟".

من جهته، يؤكّد نقيب المهندسين الأستاذ جاد تابت في كلمته أنّ الحدث يهدف، في ظلّ عالم يفتقر إلى الثوابت، إلى التوعية على التراث والهويّة وعلاقة الانسان بتاريخه وذاكرته لمعرفة الماضي والمستقبل. ليبرّر لـ"النهار" دعم المشروع ودفع الشباب إلى الانفتاح على التراث لكونهما يقوّيان من ثقة الطلاب بأنفسهم وثقافتهم وأرضهم وهويّتهم.







نحو اختصاصات غير تقليديّة

يقول شاب من ثانوية برقايل ــ عكار: إنّ المشروع أتاح له الخروج من دائرة الاختصاصات التقليديّة كالطب والهندسة والحقوق، معتبراً أنّ العمل في مجال الآثار وترميمها له مردود مالي محترم، لتشرح فتاة من ثانويّة عاليه كيف أنّ رحلتها إلى بعلبك، ومقابلتها مع الناس أضحت لها خبرة مميّزة، لأنّها كشفت لها عن اختصاصات جميلة في الآثار واللغّات، قائلة: "ممكن أدخل الجامعة في هذا المجال".

كيف تعرّف التلامذة إلى المشروع؟

تشرح شابّة من ثانويّة جب جنّين الرسميّة لـ"النهار" أنّ القيّمين على العمل زاروا المدرسة وعرضوا على التلامذة المشاركة، فبادروا إلى القبول. وكان عليهم اجراء البحوث حول الآثار في المناطق المحددة لهم. مستكملة: "هناك فرص عمل حقيقيّة ومنسيّة في لبنان في مجال التراث والآثار". وقد سُلّط الضوء عليها من خلال Youth Now.

ما هي ردود الفعل على هذه التجربة؟

تشاركنا فتاة من ثانويّة حلبا الرسميّة تجربتها قائلة: إنها تساهم في الاختلاط بين مناطق الشمال والجنوب، كما وأنّ مشاركة العروض بين التلاميذ تعرّفهم إلى مناطق أثريّة عديدة. أمّا الوقوف على المسرح "فيعزّز من جرأتنا وثقتنا بالنفس".

رسالة إلى المعنيّين

وجّه الشاب كريم الشعار من ثانوية بيصور الرسمية صرخة إلى المسؤولين: "ما عِنّا غير التراث والآثار بلبنان، السيّاح عم يهربوا لأن ما عنّا كهرباء وطرقات منيحة... من الضروري تهتمّ الدولة بهيدي المواضيع قبل ما يفضى البلد". متأسّفاً كيف أنّ اللبنانيّين يبادرون بالدفع والسفر للسياحة في دول غربيّة في الحين أنّ لبنان يتمتّع بمعالم سياحيّة وثقافيّة عديدة، راجياً حثّ المكاتب السياحيّة على انشاء وتكثيف الرحلات الثقافيّة والسياحيّة في الداخل اللبناني.

كيف أشرف أعضاء الهيئة التعليميّة على العمل؟

للاطّلاع على كيفيّة مواكبة التلاميذ في عملهم، قابلنا أعضاء من الهيئة التعليميّة في الثانويّات.

يقول الأستاذ تمام حمودة من ثانوية حلبا الرسميّة: إنّ العمل هو ثمرة المجهود الشخصي للتلامذة المشاركين، بهدف إعطاء حريّة في العمل والتصرّف والاختراع. تضيف ندى صالحة من ثانويّة مارون عبّود ـ عاليه، أنّ عمل التلاميذ تمّ على مراحل امتدّ من البحث البسيط عن المواقع المولجة اليهم على الإنترنت، حتّى زيارة وفحص مواقع أثريّة برفقة اختصاصيين بعلم الآثار. مشيرة إلى أنّ الاختبار جعل التلامذة يعتقدون أنّ الحفاظ على الآثار حاجة تتطلّب تعاون كلّ من الدولة وأهالي المناطق ووكالات السفر والمنظمات غير الحكوميّة والدوليّة. لتنوّه سمر حسّان من ثانويّة حسين مسعود بشامون (وقد فاز تلاميذها بالمرتبة الأولى) بمبادرة "جسور" لاكتشاف أماكن غير تقليدية في لبنان والإضاءة على الآثار والمهن التي تنبثق عنها، ومنها اللغات، بحيث إنّ تلاميذها استخدموا وترجموا أعمالهم في 5 لغات، جازمة أنّ التربية يجب أن تقترن بالأنشطة اللامنهجيّة.








Arabic Cities of Dreams

في المبادرات الفرديّة، شرح تلامذة من ثانويّة بيصور عن Arabic Cities of Dreams مشروعهم لإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحفيز الدول العربيّة واللبنانيّين على تسليط الضوء على المعالم الأثريّة المنفيّة كما التعرّف والحفاظ عليها.

واللافت مشاركة تلامذة سوريّين في هذه المسابقة، ليقول د. جان ياسمين: إنّ هناك تكاملاً في الاختلاف، حيث للتراث قيم، وهو وسيلة لبناء سلام في لبنان والمحيط اللبناني. وليعتبر نقيب المهندسين أنّ في منطقة تعاني كوارث وحروباً وتدميراً، علينا توعية الفرد على الارتباط بالأرض ومشاركة الآخر في ثقافته.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم