الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ضغوط على الحريري وولادة الحكومة مؤجلة

المصدر: "النهار"
ضغوط على الحريري وولادة الحكومة مؤجلة
ضغوط على الحريري وولادة الحكومة مؤجلة
A+ A-

على رغم تأكيد الرئيس المكلف سعد الحريري من مدريد أن تشكيل الحكومة بات قريباً، لا يبدو أن الولادة الحكومية ستبصر النور، فالتعقيدات تضغط على المشهد العام لمفاوضات التشكيل والجهود المبذولة، إلى حد أن مصادر سياسية لا ترى أفقاً للتأليف قريباً حتى مع الأخطار التي يعيشها البلد داخلياً، وتلك الإقليمية، خصوصاً بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قانون يهودية الدولة. 

لا معطيات تدل على أن الاتصالات الداخلية في طريقها إلى حل عقد التشكيل، لا بل أن التعقيدات قد زادات حدتها مع بروز خلافات على أكثر من محور وجهة تضاف إلى التعقيدات المعروفة مسيحياً وسنياً ودرزياً، إضافة الى موضوع الحقائب السيادية. وتشير المصادر إلى أن الاتصالات الأخيرة ومشاوراتها تصطدم بتمترس قوى سياسية وطائفية خلف ما حققته في الانتخابات النيابية، لكنها في المقابل تريد حصة أكبر من وزنها النيابي والسياسي بعنوان الاكثرية والأقلية، وهو ما جعل قوى أخرى تستنفر للحفاظ على موقعها من دون أن تترك خيار التوافق الحكومي أساساً للتشكيل، وهو الأمر الذي أكده الحريري في لقائه طلاباً لبنانيين في مدريد، فقال "أنه لا يمكن تشكيل حكومة على قاعدة اكثرية وأقلية، وقد جربنا هذا الامر في الماضي ولم ننجح، لذا فالتوافق هو الحل الوحيد في البلد".

لكن التوافق ليس خيار كل القوى في المرحلة الراهنة، إذ تشير المصادر إلى أن ضغوطاً تمارس على الرئيس المكلف للسير بخيار الأكثرية والأقلية، وصولاً إلى إحراجه، إذ كيف يمكن تبرير توتر العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، ما لم يكن هناك خلاف في وجهات النظر حول الحكومة؟ إذ يصر التيار على نيل حصة الأسد من التمثيل المسيحي إضافة إلى حصة رئيس الجمهورية، فضلاً عن مطلبه توزير سني ودرزي محسوبين على تيار الممانعة، وهو أمر لا يزال الحريري يرفضه، آخذاً بالاعتبار حصة "القوات" ووزنها النيابي والسياسي، وتفهمه موقف الحزب التقدمي الإشتراكي من مطلبه توزير ثلاثة دروز محسوبين عليه. وقد كان لافتاً الموقف التصعيدي الذي أعلنه وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، خلال جولة قام بها في قضاء البترون، حين قال "اننا سنكون أكثر تصلبا في كل معركة سياسية تمس دورنا السياسي الذي قاتلنا كثيرا من أجل استرداده".

وقد زاد من عقد التأليف والضغط على الرئيس المكلف، توتر العلاقة ين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة وبين التيار و"المستقبل" أيضاً. فقد غرد وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي عبر "تويتر" قائلا، "كم تجنٍ يرتكب بإسمك أيتها الهدنة. مشكلتكم مع جبران أنه دخل في الوجدان الوطني والمسيحي بالموقف الحازم من القضايا المصيرية وبالشرعية الشعبية الأقوى. هذه العقدة لا حل لها عند جبران لانها لم تعد ملكه". أما عضو تكتل "لبنان القوي" النائب إدي معلوف، فغرّد على تويتر: "حزب الله وقف الى جانب رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون قبل انتخابه رئيساً، عامين ونصف العام، لم يتزحزح قيد انملة في موقفه رغم كل التهديدات والاغراءات"، معتبراً وقوف عون الى "جانبه عند صدور قرار شطبه ابان حرب تموز دينا حتى يوم القيامة... صمد الحزب ووفى". وأضاف "بس هيك... للتذكير و"المقارنة"!". وفسرت المصادر أن هذا الموقف رسالة إلى الرئيس الحريري.

ويبدو من خلال رفع سقف المواقف السياسية أن التيار الوطني الحر يريد من الحريري إعلان تشكيلة حكومية تتناسب مع تطلعات التيار، ويذكره وفق المصادر في شكل غير مباشر بالتسوية التي أعادته من المملكة العربية السعودية مستمراً رئيساً لحكومة التسوية، وإن كانت بعنوان "النأي بالنفس". وتشير المصادر إلى أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد، على رغم تفاؤل الحريري الذي يريد حكومة توافق بحصص لا تستند إلى الأكثرية والأقلية، إذ أن حكومة من هذا النوع الأخير قد تطيح أصلاً بالتسوية وبالتوافق الذي حكم البلد منذ وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا.

وفي غياب الرئيس الحريري في زيارتيه إلى اسبانيا ومن ثم لندن، واستعداد وزير الخارجية جبران باسيل للسفر إلى واشنطن، وفي أجواء التصعيد السياسي وارتفاع حدة الخطاب والشروط، فإن لا كلام في التشكيل الحكومي ولا اتصالات فعلية قبل بداية آب المقبل، وقد لا تكون حاسمة قبل أيلول المقبل. فهل يرتفع المسؤولون إلى مستوى مواجهة الأخطار التي تحيد بالبلد محلياً واقليمياً وعلى المستوى الاقتصادي والمالي؟






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم