كيف تساعد الموضة الرقّمية في زيادة مبيعات الأزياء؟

الموضة المرقمة باتت أساسية في مجال تسويق الأزياء وزيادة المبيعات في عالم الرفاهية والكماليات، ولكن ما الأدوات التي تستعملها الماركات لتسويق موضتها؟ وما القنوات والتطبيقات المستخدمة لتحقيق أعلى نسبة مبيعات في عالم يزداد فيه طلب المستهلك على القطع وتكثر فيه الحاجة الى اطلاق تصاميم محدودة وموسمية؟

في الماضي كانت دور الأزياء تطلق مجموعتين الأولى لخريف وشتاء العام والثانية لربيع وصيف واليوم بات لدينا الكثير من المجموعات ومنها: مجموعة كروز، مجموعة كابسول، مجموعة ريزورت وكثرت الأسماء وتعدّدت المجموعات المحدودة الكمية والسبب واحد وهو، رغبة المستهلك في موضة متغيرة ومتجددة باستمرار،  فالمستهلك بات هو الأقوى في عملية العرض والطلب ومن هنا يمكننا فهم سبب اختيار العديد من المصممين إطلاق مجموعات pret a couture  التي لا تأخذ وقتاً طويلاً في النتفيذ للحفاظ على النمط السريع للتصميم فكلما كبرت المجموعة كلما قل التصميم.

مؤخراً حضرنا  ورشة تثقيفية نظمتها Berytech للتعريف بالموضة الرقمية، وكيف يمكن للتكنولوجيا ان تغير من خطتنا التسويقية للتصاميم من أزياء او مستحضرات تجميل او حتى مجوهرات. لقد حان لوقت لتعيد الماركات الراقية التفكير بخطتها التسويقية وتبني طريقة تقديمها لمنتوجاتها الجديدة، من دون الاتكال على مقابلة الزبون وتجربة القطع مباشرة ليقرر ما سيشتري في ما بعد. ومن أول الذين بادروا في تعزيز التسويق الالكتروني في العالم المصمم الأميركي مايكل كورس وهو كان في الأصل يعمل مديراً لمتجر البسة ومسؤولاً عن المخازن، قبل تأسيس ماركة خاصة به، لذا أدرك كورس الذي يتكل على فريق متخصص من خبراء التسويق الشباب ان سوق الكماليات يتغير، لذا  ابتكر تجربة زيارة مرقمة للمتجر مع عرض ثلاثي البعد للقطع من حقائب وفساتين يمكن معاينتها من مختلف الاتجاهات، وحصدت تجربته النجاح.  

لقد سجل العام 2017 أسوا النتائج في مجال مبيعات الأزياء وتراجعت العديد من الماركات ويتوقع اقفال متجر MACEYS إضافة الى نحو 6.985 متجراً مع حلول كانون الأول 2018، لذا شعرت دور الأزياء ان الوقت حان للتجديد وإعادة الابتكار وخلق سياسة جديدة عصرية لتقديم التصاميم الى المستهلك. تقول يسر صعب وهي خريجة غرافيك ديزاين وتعمل ضمن فريق التسويق والمبيعات لدى رالف لورين باريس ان الدور الراقية تجد صعوبة في التخلي عن مبدأ زيارة المستهلك للمتجر وتجربته القطع بنفسه ولكنها بدأت تتغير شيئاً فشيئاً، فالعالم يتغير من حولنا ويمكن للمستهلك شراء ما يريد بكبسة على الانترنت لكسب الوقت ويمكنه الإنصات الى خبير في التسوق لينصحه في المناسبة التي يود حضورها محاولاً اقتراح بعض القطع المنسقة مع اسعارها، وفقاً لميزانية كل شخص.  

هذه التجربة بدأتها مواقع الكترونية خاصة ببيع الملابس ومنها NET A PORTER.COM التي تضم تجربة تفاعل مع منسقة ازياء تفيدنا وفق معطيات نقدمها لها كاللون او القصة او القياس والمناسبة لتعطينا عدة خيارات نستطيع انتقاء ما يناسبنا وذلك لفلترة الخيارات بدل إضاعة الوقت الطويل في البحث. ويتوقع ان يزداد اتكال المواقع الالكترونية التجارية على الذكاء الاصطناعي ARTIFICIAL INTELLIGENCE  ليصل الى 30 بليون مستخدم مع حلول العام 2020. ومن المواقع التي تستخدم هذه التقنية نذكر:

AMAZONE.COM

ALIBABA.COM

كما أعددنا تطبيقات عدة وسنناقش خيارات متعددة ننصح بها مواقع التسويق اللالكترونية أو دور الأزياء بتجربتها لتفعيل الموضة الرقمية وزيادة مبيعات خطوط الاكسسوارات والملابس. 

أولاً: هل تدر الموضة الخضراء الكثير من الأموال؟

SUSTAINABLE FASHION هي من أكثر الكلمات المفاتيح استعمالاً وتجلب العديد من المتتبعين لأخبار الموضة التي تراعي البيئة ولا تحمل التلوث، لذا فابتكار تصاميم خضراء هي مادة جديدة تثير اهتمام الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تنبه الى هذا الموضوع العديد من الماركات مثل ASOS التي اعلنت انها ستستغني عن الحرير الطبيعي رفقاً بحيوانات دود القز وعن الجلد الطبيعي طالما هناك خيارات بديلة لا تقل عنها جمالاً. 

ثانياً: هل سمعتم بقماش LOOMIA؟

هو قماش ذكي بدأ تصنيعه رسمياً منذ ايار 2017 وهو يحتوي على رقاقة داخل القماش تعطي معلومات عن الشخص الذي يرتدي القطعة، فهل لبسها مراراً ام مرة واحدة والى آخره...

ثالثا" : GOOGLE LENS IDENTIFICATION TOOL؟

هو تقنية جديدة تتيح لنا النظر بعمق في التصميم الذي نود إنشاءه اي من كل الجوانب او حتى من داخله.

رابعاً: GO FIND APPLICATION
هو تطبيق يدخل ضمن الذكاء الاصطناعي A.I ويتيح لمستخدمه معرفة من اين ابتاعت تلك النجمة فستانها، واين يمكن الحصول على فستان مماثل. وهي تقنية نراها في مواقع الكترونية مثل WWW.INSTYLE.COM

خامساً: CODED COUTURE :

وهو تطبيق ذكي من ايفي ريفيل تم تنفيذه بالتعاون مع غوغل ويتم ابتكار الفستان الذي رييده المستخدم حسب مواصفات جسمه والمناسبة التي سيحضرها مع اختيار اللون ونوع القماش وهي تقنية تسمح بالتعرف الى طباع المستخدم وعاداته وطباعه وذوقه لابتكار الزي الذي يحلم به.

سادساً: ما تطبيق AUGMENTED REALITY؟

لم يصل بعد الى لبنان وتستعين به ماركات التجميل العالمية من لوريال وسيفورا، وهناك نحو 20 مليون شخص حمّلوا هذا التطبيق حول العالم حيث يتيح تجربة ادوات المكياج ومعرفة النتيجة المتوقعة قبل شراء المنتج وإتمام عملية البيع عبر الموقع. 

سابعاً: ما تقنية VIRTUAL DRESSING ROOM؟

هي تجربة الملابس من دون زيارة المتجر حتى إذ يختار المستهلك القطع التي يود قياسها ويقوده البحث الالكتروني الى خانة تتيح له معاينة القطع التي اختارها بمجرد ملء بياناته من قياس وطول ووزن ويمكنه تجربة عدد لا يحصى من القطع قبل تحديد خياراته. ومن الدور التي تستخدم هذه التقنية المصممة ريبيكا منكوف. 

سثامناً: SNAP COLOR POP APP

تطبيق ذكي يمكنك من تجربة تسريحات شعر والوان قبل تغيير اللون الفعلي او قص الشعر النهائي.

تاسعاً: INTERACTIVE MIRROR

هذا التطبيق او الخدمة هي من احدث ما توصلت اليه الموضة الرقمية حيث تتيح للزبائن عبر مرآة تفاعلية مزودة بمجيب صوتي تجربة قطع ازياء وتنسيقها مع مدّ المجيب الآلي بنصائح واقتراح قطع جديدة. وهي خدمة متاحة في متجر H&M نيويورك ويمكن زيارة المتجر وتجربتها من دون المرور بغرفة القياس ولا سؤال البائع حول توافر القطع، فالمجيب الآلي يعرف كل الأمور ويمكن الحصول على تخفيض بنسبة 15% للأشخاص الذين يحملون هذا التطبيق على هاتفهم. ومن المعروف ان ماركات تجارية عالمية مثل ZARA ، MANGO ، H&M هي الأكثر لجوءاً الى هذه الطريقة الجديدة في تسويق الموضة، والتي نطلق عليها اليوم الموضة الرقمية. كما يمكن التقاط صور سلفي باللوك الذي اخترته وتحويله الى غلاف عبر هذا التطبيق الالكتروني الذكي.