المطران جورج

"فيكي تفلّي" قال لي المطران جورج من زمان أثناء جلسة حوار حول دور المؤسسة الدينية في مسيرة المعرفة التي تحرر. ورأيي أن ممارسة الطقوس من باب الإيمان الذي حافظ على كثير من تقاليد وثنية، لا تأخذ بعيداً على درب التطوّر الفكري، فبعد ألفي عام انقسام وحروب مذهبية، ما تغيّر لا الوعي ولا السلوك البشري بشكل لافت. وكان المطران يستمع بهدوء كل مرة، وأحياناً كثيرة كنت أقرأ وراء نظراته شبه موافقة على آراء ما قصدتها مشاكسة، بل كنت مصرّة على بلوغ قناعة واضحة بما يقدم "الإيمان" للإنسان، حتى مذ كنت صغيرة، فرحة في فستان الشعنينة، وقلقة عند انتظار هدية عيد الميلاد. "فلّيت" من زمان، سيدنا، ويبتسم بمحبة. وتابعت البحث. ثم كانت حربنا الأهلية – المذهبية، نفّذ خلالها أبطالنا المنتمون الى كل المذاهب الدينية والأحزاب...