في عيد القديس شربل رحل الرقيب شربل

احتفل بعيد سميّه القديس شربل، ليرحل بعد ساعات من دون أي مقدمات، اذ فجأة أصيب بذبحة قلبية فارق على أثرها الحياة. هو الشاب شربل طانيوس عقيقي العريس الذي لم يمض على زواجه أكثر من سنة ونصف السنة، رزق خلالها بمولودة اطلق عليها اسم تيا.

" قولي بابا" عبارة ردّدها شربل على مسامع ابنته البالغة من العمر ستة أشهر في الليلة التي سبقت وفاته وفي صباح اليوم المشؤوم، وكأنه كان يتمنى أن يسمع هذه الكلمة منها ولو لمرة واحدة قبل أن يسلم الروح. وعن تفاصيل ما حصل معه شرح شقيقه جورج لـ"النهار"، "يوم الاثنين الماضي استيقظ شربل للذهاب إلى خدمته في قلعة بعلبك حيث كان مفروزاً في جهاز أمن السفارات، ارتدى ملابسه وتوجه الى سيارته، ما إن صعد حتى رأته زوجته يتجدّب بقوة ليعاود الكرّة مرة ثانية، طلبت منه التوقف عن المزاح، في تلك اللحظة سمّر عيناه وفارق الحياة".

سليم من أي مرض

انتهى كل شيء في لحظات، مع العلم ان "شربل (32 سنة) لم يكن يعاني من اي امراض، وقبل 22 يوماً من وفاته أجرى فحوصاً طبية شاملة أظهرت ان صحته ممتازة" قال جورج، مضيفاً "صدم الجميع بموته، ففي الليلة التي سبقت تعرضه للذبحة القلبية بحسب ما اشار اليه تقرير الطبيب الشرعي، كنا نسهر معاً، لم يبدُ عليه اي أمر غير طبيعي، عدت ادراجي الى منزلي الملاصق لبيت اهلي حيث يسكن جورج وعائلته مع والدتي، لاسمعه في الصباح يلاعب طفلته، كان حنوناً على الجميع، وعلى والدتي بشكل كبير، فهو ابنها الصغير من بين ثلاثة شبان وشابة، والدي وافته المنية قبل حوالى العشر سنوات، فبقي شربل الى جانبها يعتني ويهتم بها".

ابن بلدة دورس في بعلبك، انضم قبل 13 سنة الى قوى الامن الداخلي، كان "يحب الحياة، والنزهات، لن اتحدث عن صفاته الحميدة فكل الكلمات لا تفيه حقه، صدمتنا كبيرة بخسارته المفاجئة" قال جورج، متابعاً "ظهر امس احتفلنا بالصلاة لراحة نفسه في كنيسة مار الياس –دورس، ليوارى الثرى تاركاً أجمل ذكرى".

رحل شربل قبل ان يسمع كلمة بابا من ابنته تيا، صورها في صحفته على "فايسبوك" تبين كم كان متعلقاً بها، اكثر من التقاطها، نشرها مظهراً مدى فرحه بصغيرته، وكأنه كان يشعر أن الزمن ليس في صفّه وسيبعده قريباً عنها، فقرر أن يستبقه بمجموعة كبيرة من الصور!