الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

شعائر جنائزية وطقوس في مهرجان أفينيون الفرنسي \r\nمسرحي لبناني يجسد العزاء ورقصات عن الموت

المصدر: (و ص ف)
شعائر جنائزية وطقوس في مهرجان أفينيون الفرنسي \r\nمسرحي لبناني يجسد العزاء ورقصات عن الموت
شعائر جنائزية وطقوس في مهرجان أفينيون الفرنسي \r\nمسرحي لبناني يجسد العزاء ورقصات عن الموت
A+ A-

قدّم مهرجان أفينيون عرضا مسرحيا لبنانيا راقصاً تجتمع فيه عناصر تبدو للمشاهد كاسرة للمحرّمات، مازجة بين تلاوة القرآن ومشاهد تحاكي قطع الرؤوس والغناء والرقص بصدر عار. ففي هذا العرض المسمى "عساه يحيا ويشمّ العبق"، يستوحي مصمم الرقص اللبناني علي شحرور من الشعائر الجنائزية والطقوس الأسطورية والوقائع اليومية للشرق الأوسط ليرسم مشهد الانتقال من الحياة إلى الموت. وهو يؤكد أن هدفه لم يكن التطرّق للمحرّمات، بل إن ما أراده من هذا العرض تصوير العزاء في خطوات راقصة. 

ويقول علي شحرور البالغ 29 عاماً لمراسلة وكالة "فرانس برس": "في العالم العربي، يبكي الناس على موتاهم بحركات الجسم، لا سيما لدى الشيعة".

ينطوي العرض على مشاهد تحاكي حركات اللطم وضرب الأجسام التي تجرى في كثير من احتفالات عاشوراء، إحياء لذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي.

ويقول علي شحرور الذي درس المسرح في الجامعة اللبنانية: "جسمي معتاد على هذه المشاهد، لقد تأثرت بهذه الطقوس لأسباب جمالية وشاعرية أكثر من كونها دينية". وإلى جانبه في العرض موسيقيان، على آلتي البزق والإيقاع، عبد قبيسي وعلي الحوت، والفنانة السورية حلا عمران المقيمة في فرنسا، والتي تردّد بصوتها القوي مقاطع العرض.

يبدأ العرض بتلاوة سورة القيامة، وتقوم بهذه المهمة حلا عمران. ولا يبدو أن هذه الأمر أثار حتى الآن أي اعتراض على عرضه.

ويقول علي شحرور "حين يكون المرء مقتنعا بفكرة، لا يمكن أن يساوم عليها".

ويضيف "استخدام القرآن هنا مناسب، لأن السورة تختتم بآية "أليس ذلك (الله) بقادر على أن يحيي الموتى؟".

في بيروت، حيث قدّم العرض العام الماضي، لم تُسجّل أي مشكلة حول العناصر التي قد تُعتبر جريئة فيه. واستوحي اسم العرض من قصة قديمة من بلاد ما بين النهرين، عن "نزول عشتار إلى الجحيم"، وفي هذا العرض أيضا يطغى حضور المرأة، كما كان الحال في الجزءين الأول والثاني من هذه الثلاثية "فاطمة" و"موت ليلى".

إضافة إلى التقاليد التي تطبع احتفالات المسلمين الشيعة في رثاء أهل بيت النبي، تدخل حلا عمران في حالة الندب مع ضرب الرأس... فالعرض لا يستوحى فقط من الشعائر والطقوس القديمة، بل من الحاضر أيضاً المطبوع بالدم والعنف والرثاء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم