الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مواجهة الحساسية من عث الغبار المنزلي\r\n

A+ A-

تعتبر الحساسية من عث الغبار المنزلي من الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي بشكل واسع بحيث يعاني حوالي 500 مليون شخص حول العالم من التهاب الانف التحسّسي. و تتفاوت الأعراض لدى هؤلاء المرضى بين أعراض خفيفة الى شديدة، بحيث يعاني 15% الى 20% منهم من أعراض شديدة بينما تزداد هذه النسبة عند الأطفال لتصل الى نحو 42% .
و يعتبر عث الغبار المنزلي السبب الرئيسي للحساسية التنفسّية في العالم حيث انها تشكّل 20% من أسباب التهاب الأنف التحسّسي مما يشكّل مسألة خطيرة لا يمكن إهمالها و تشكل عبئا صحيا كبيرا حيث تزداد خطورة تطوّر المرض من التهاب الأنف التحسّسي الى ربو تحسّسي .
و ينجم عن التحسّس من عث الغبار المنزلي حساسية مستمرة طوال العام، ولكنها تتفاقم في بداية فصل الخريف و الشتاء حيث يزداد تواجد العث المنزلي بكثرة مما يؤدي الى اشتداد اعراض الحساسية. لذا غالبا ما يخلط الناس بين أعراض البرد و الانفلونزا من جهة و أعراض التحسّس من عث الغبار المنزلي من جهة أخرى فهي تسبّب عطاساً متكرراً وسيلان أو احتقان الانف و حكة في العيون أو الحلق كما انها تؤدي الى التهاب الاذن الوسطى، الارهاق و الربو التحسسي.
و الجدير بالذكر ان الدراسات الطبية أظهرت ان مستوى التعرض الى عث الغبار المنزلي في سن مبكرة يمكن أن يؤدّي الى مشاكل صحية خطيرة، وأوضحت ان التحسس المبكر من عث الغبار المنزلي يمكن ان يؤدي الى تضيّق شديد في القصبات الهوائية بحيث يسمع صوت صفير عند التنفس. لذلك يجب على المريض مراجعة الطبيب المختص عند أول ظهور لهذه الأعراض أو الأعراض السابق ذكرها لمنع تطوّر المرض التحسّسي و لـتتم السيطرة عليه وهو في بداياته.
و من جهة أخرى تظهر الإحصائيات الطبية أن من بين كل عشرة مرضى بالتهاب الأنف التحسّسي هناك ثمانية يحاولون التعايش مع هذا الوضع في حياتهم اليومية دون اللجوء الى الأطباء للعلاج، و أن هؤلاء المرضى يستمرون بمكابدة المرض بمعدل سبع سنوات دون علاج أو استشارة الطبيب مما يؤدي الى اثر سلبي كبير على صحتهم.
بالإضافة إلى ذلك فان التهاب الأنف التحسّسي يؤثر سلبا على العديد من نواحي الحياة و يقلّـل من انتاجية الفرد و ادائه في العمل، فالدراسات الطبية أظهرت كيف ان أعراض الحساسية تؤثر سلبا على النوم و الوظائف العملية و على الحالة النفسية للمرضى و بالتالي تؤثر على التطور الذاتي عند المرضى. فقد ثبت أن 62% من المرضى يتأثرون سلبا بنشاطاتهم اليومية كالزيارات الاجتماعية و ممارسة الرياضة و الأعمال المنزلية و كذلك يواجه 54% منهم صعوبات في النوم.
من المهم ان نعرف ان هذه الكائنات تعيش على جلد الانسان و تتكاثر في بيئة المنزل، و تتواجد على الأسرة في غرف النوم، السجاد، الالعاب أو الاثاث المصنوع من القماش أو الاسفنج. وهنا يجدر الذكر أن مسبّب الحساسية غالبا هي البروتينات الناتجة عن فضلات هذه المخلوقات أو عن أجسامها بعد موتها و لذلك لا يمكن التخلص منها أو من فضلاتها نهائيا، ولكن يمكن التخفيف من وجود هذه المخلوقات في المنزل. و حتى هذا لا يؤدي الى فرق ملحوظ في تحسين أعراض الحساسية عند المرضى.
اذا لا بد ان نعلم ان المشكلة تكمن في أنه لا يمكن ان يخلو بيت من هذه المخلوقات غير المرئية، فهي موجودة في كل بيت و على مدار العام. حتى و لو لم يكن بمقدورنا رؤيتها بأعيننا فهي تستطيع ان تسبّب الحساسية أو أن تزيد الأعراض سوءاً.
لا تستسلم للمرض واستشر دائما طبيبك المختص لأن العلاج موجود وهو يحسّن نوعية الحياة ويمنع تطور المرض الى ما هو أسوأ !

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم