الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تحدثت إلى الصينيين 18 ساعة وهم يصمّون آذانهم عن عبارة حقوق الإنسان

المصدر: "النهار"
Bookmark
تحدثت إلى الصينيين 18 ساعة وهم يصمّون آذانهم عن عبارة حقوق الإنسان
تحدثت إلى الصينيين 18 ساعة وهم يصمّون آذانهم عن عبارة حقوق الإنسان
A+ A-
يتحدث وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بايكر في الحلقة ال40 من مذكراته اليوم عن علاقات الولايات المتحدة والصين التي شابها فتور ولاسيما عندما قمعت السلطات في بيجينغ تظاهرة طالبية في 1989. ويقول بايكر عن زيارته لبيجينغ: "لم اكن اتوقع المعجزات من الزيارة، وكادت ان تخفق اخفاقا كاملا عندما خاطبني رئيس الوزراء الصيني لي بينغ قائلا: يجب ان تكون مسرورا لانني وافقت على اللقاء بك". وتابع بايكر سرد وقائع الاجتماع الذي وصفه ب"الكارثة": "لقد أصم بينغ اذنيه عن سماع كل ما قلته تقريبا ولاسيما في ما يتعلق بمسألةحقوق الانسان في الصين". وكان رده على ذلك: "لقد كانت الاجراءات التي قمنا بها في ساحة تيان ان مين جيدة. اننا لا نعتبرها مأساة كما تصفها، انظر الى ما يحدث في وسط اوروبا وشرقها والاتحاد السوفياتي اليوم، لو تعاملوا مع منشقيهم مثلما تعاملنا نحن لما كانت لديهم مشكلات، وفوق هذا لقد ايد شعبنا الاجراءات التي قمنا بها آنذاك". و"النهار" تنشر هذه المذكرات مع "الشرق الاوسط": دخول عصر جديد "أذكر ان الوزير دين راسك كان يردد بكآبة ان ثلثي البشر في العالم هم في لحظة ما من لحظات اليوم في حالة يقظة، وبعضهم منهمك في القيام بعمل مؤذ". سايروس فانس وزير الخارجية الاسبق 1983. بصفتي واحداً من اصل ستة وزراء شاء حسن طالعهم ان يشغلوا المنصبين، كنت اسأل بين فترة واخرى عن الفرق بين ان يكون المرء وزيراً للخارجية او وزيراً للخزانة. من الجلي ان المنصبين ينطويان على تحديات، فضلاً عن كونهما مثيرين للاهتمام الى حد كبير. ومع ذلك ثمة في منصب وزارة الخزانة مقدار اكبر من المرونة التي تسمح باختيار المسائل التي يريد المرء التركيز عليها. فوزير الخزانة حر نسبياً في تنظيم وقته وترتيب اولوياته في انتهاج برنامج الرئيس السياسي. ورغم ان عالم المسائل ملح وله متطلباته، فانه يظل من النوع القابل لأن يتنبأ المرء في شأنه الى حد ما. وأما وزارة الخارجية فهي رهينة الجو الذي يعيشه الوزير اكثر من اي عضو آخر في الحكومة. وكثيراً ما كنت اصل الى مكتبي في الطبقة السابعة الساعة السابعة صباحا، وأمامي اليوم بأكمله وقد نظمت مواعيده بعناية، لأجد انني مضطر الى الغائه كلياً من اجل معالجة تطور او تطورات غير متوقعة في اماكن قصية من الكرة الارضية. ان المشكلات كما تعلمت من الخارجية، لديها موهبة خارقة في العثور عليك. بعض هذه الحوادث كالغزو العراقي للكويت، ينفجر ليتحول أزمة كبرى تتطلب انتباه العالم بأكمله. وأما بعضها الآخر فلا يصل الى الصحف، ناهيك بالصفحات الاولى فيها. ولعل معظم الحوادث يقع بين هذا النوع وذاك، الا انها تشترك جميعها في كونها مهمة في سياق مسيرة الديبلوماسية الاميركية وتستحق مقداراً كبيراً من الوقت والانتباه. والحال ان عمليات الفحص وانعام النظر التي تقوم بها اجهزة الاعلام، تظل مكرسة بحيث تركز في لحظة ما على اشد مسائل السياسة الخارجية خطورة. في عهد ادارة بوش كانت تلك المسائل تتمثل في حرب الخليج وتوحيد المانيا والعلاقات السوفياتية الاميركية وعملية سلام الشرق الاوسط، وتلك هي المسائل التي عالجتها حتى الآن، ولم تجر متابعة أية مسألة من هذه المسائل ذات الطابع الاستراتيجي المسيطر في فراغ، بل اننا في الوقت الذي انهمك فيه الرئيس ومستشاروه في الشؤون الخارجية بمعالجة هذه المسائل، كنا منهمكين بالتصدي لحزمة متداخلة من المسائل الاخرى. وكان بعض تلك المسائل نتيجة من نتائج مبادراتنا، واما بعضها الآخر فقد فرضته علينا الحوادث، غير انها كلها كانت تتطلب اشرافاً فعالاً ومستمراً لكي نضمن حماية مصالح بلادنا وتعزيزها. وفي ما يلي جردة لبعض المشكلات الاخرى التي كانت معالجتها يوماً بعد يوم تنطوي على اهمية الادارة الناجحة للديبلوماسية باعتبار انها ادارة للأزمات. الصين: انقاذ زواج ناجح مع مجيء عام 1990 وفي ضوء المناخ العدائي السافر نحو الصين بعد مذبحة ساحة تيان ان مين، اصبحت المبادرات التي ترمي الى تذويب جليد العلاقات الصينية الاميركية غير مبررة ولا ممكنة. ومع ذلك لم نكن مستعدين لشطب الصين. ونتيجة ذلك هي ان التركيز في سياستنا قد انزلق نحو الفرص المتعددة الطرف، حيث نستطيع التعامل مع الصينيين ضمن سياق اوسع وأقل اثارة للجدل ويدور حول مسائل متبادلة. ولعل من ابرز المبادرات في هذا المجال محاولتنا الناجحة لثني الصينيين عن عزمهم على استخدام حق النقض (الفيتو) في الجمعية العمومية للامم المتحدة، الامر الذي كان يهدد بشل الجهود الاميركية الرامية الى ارغام صدام حسين على الخروج من الكويت. كما ان اصرارنا الديبلوماسي كان مفيدا ايضا في القرار الذي اتخذته الصين بالانضمام الى جهود الامم المتحدة الرامية للتوصل الى تسوية للحرب في كمبوديا من طريق المفاوضات، وهي المبادرة التي بلغت ذروتها في اتفاق السلام الذي ابرم في باريس عام 1991 وامكن بموجبه استعادة بعض الاستقرار في تلك البلاد المنكوبة. هذه المبادرة اطلقت في 1989 في اعقاب انهيار محادثات السلام حول كمبوديا، وذلك عندما اقترحت الولايات المتحدة ان تبذل الجهود من اجل التوصل الى حل في رعاية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن. وقد عملنا ايضا في 1991 على تنظيم دخول الصين وتايوان وهونغ كونغ في العملية الاقتصادية الاقليمية APEC، وكانت هذه الخطوة بمثابة رسالة موجهة الى الصينيين، مفادها اننا في الوقت الذي نشعر بالقلق من جراء عمليات القمع الداخلي التي يقومون بها، فان الرئيس يظل ملتزما الارتباط الاستراتيجي حيثما كان ذلك ممكنا. منتصف عام 1991 اصبحت قضية الارتباط الثنائي اشد اقناعا، فرغم تعاون الصينيين في الخليج كان قلقنا يتزايد من جراء التورط الصيني في قضايا انتشار السلاح. وقد اكدت معلوماتنا الاستخباراتية ان بيجينغ كان تبيع صواريخ ارض - ارض من باكستان وسوريا وايران، واسلحة مضادة للطائرات من ليبيا التي كانت تستعملها في حماية منشآتها لتصنيع السلاح الكيماوي. والاخطر من ذلك ان الصينيين كانوا يساعدون البرامج النووية في كوريا الشمالية وايران...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم