الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بسبب زفاف في مخيم "عين الحلوة"... زُفّ سليم إلى مثواه الأخير

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بسبب زفاف في مخيم "عين الحلوة"... زُفّ سليم إلى مثواه الأخير
بسبب زفاف في مخيم "عين الحلوة"... زُفّ سليم إلى مثواه الأخير
A+ A-

" 5 دقايق بكون جاهز". آخر عبارة قالها سليم هادي إلى خاله، قبل أن تصيبه رصاصة طائشة في رأسه وهو داخل حوض السباحة، ليُنقل بعدها الى المستشفى في حالة صحية خطرة، ليصمد يومين قبل أن يفارق فجراً الحياة.

رحلة استجمام عائلة هادي من دبي إلى لبنان كلفتهم فلذة كبدهم، خسر سليم روحه برصاصة طائشة مصدرها فرح مقام في مخيم "عين الحلوة"، لا لذنب ارتكبه الا لأنه كان متواجداً في دولة السلاح فيها متفلّت بين أيدي الزعران، يطلقون الرصاص متى وكيفما يشاؤون... زُفّ العريس في المخيم الى عروسه، ليزَفّ سليم اليوم الى مثواه الاخير، وبحسب ما شرحه خاله وليد خيزران لـ"النهار": "يوم الأحد قبل الماضي قصدت شقيقتي وزوجها وولداها لبنان ولحق بهم ولدها الثالث من فرنسا، لقضاء العطلة الصيفية، وعند الساعة الرابعة والنصف من يوم السبت الماضي حضرتُ الى منزلها في حارة صيدا لأصطحب سليم معي، اطلعتني انه وشقيقاه وابن عمه في حوض السباحة الكائن خلف المنزل، خرجت وطلبت منه ارتداء ملابسه كي نذهب معاً، أجابني: "5 دقايق بكون جاهز"، مرت ثوانٍ التفتُّ لأجده غارقاً بدمه وسط الحوض، بدأت بالصراخ، انتشلناه من المياه، لم أدرك بداية أن رصاصة أصابته، لكن عندما نقلناه إلى سيارة الاسعاف سمعت ازيز رصاص مصدره المخيم".

إلى متى؟

نقل سليم الى مستشفى لبيب، ولفت وليد: "أخبرنا الأطباء أن وضعه الصحي حرج للغاية، وان الرصاصة هشّمت دماغه، وأمامه 48 ساعة حرجة، للأسف لم يتمكن من تجاوزها، فقد سلّم الروح فجر اليوم عند حوالي الساعة الثالثة والنصف". واضاف: "قدمت شكوى في مخفر حارة صيدا، وقد وُعِدنا بمتابعة القضية من قبل جهة حزبية، كما ان مخابرات الجيش تتابع الموضوع. وبحسب ما أُخبرت، أصبح لديهم اسماء سبعة أشخاص". وختم: "سليم ليس الاول ولن يكون الاخير، اذا استمر السلاح المتفلّت في أيدي الزعران، كل ما أطلبه الآن الصبر والسلوان لشقيقتي وعائلتها".

 
استنكار الحريري 

النائبة بهية الحريري استنكرت ما تعرض له هادي، حيث قالت: "لم يعد مقبولا السكوت على ظاهرة اطلاق النار في الهواء بمناسبة وبغير مناسبة وما ينجم عنها من رصاص طائش يودي بحياة أبرياء". واضافت: "ان تفاقم هذه الظاهرة المتنقلة بمآسيها في غير منطقة وما تسببت به أخيراً من وفاة الفتى سليم هادي في حارة صيدا منتزعةً اياه من ربيع عمره ومن وسط عائلته، يجب ان يكون حافزاً للمعنيين للتحرك السريع من اجل وضع حد لظاهرة رصاص المناسبات في لبنان عموماً ، وفي مخيم عين الحلوة بشكل خاص . واننا اذ سبق ونبهنا خلال لقاءاتنا مع الأخوة الفلسطينيين الى خطورة هذه الظاهرة والى ضرورة العمل على ضبطها، نجدد الدعوة اليوم لجميع القوى الفلسطينية للتصدي لها ولجمها عبر ميثاق شرف في المخيم يحرّم إطلاق النار تحت اي عنوان كان ، حفاظا على امن المخيم والجوار وسلامة المواطنين فيهما... واننا نتقدم بأسمى آيات التعزية من عائلة الفقيد الفتى سليم هادي رحمه الله مشاركين اياهم مصابهم الأليم سائلين الله تعالى ان يلهمهم الصبر والسلوان" .

تحوّلت العطلة الصيفية لعائلة هادي الى كارثة، فإلى متى سيحصد السلاح المتفلت ارواح الابرياء؟ ومن سيضع حدا لهذا التهور الذي دفع ثمنه المئات؟ فرح وعرس في المخيم قابله فاجعة وعزاء في حارة صيدا! انتهت حياة سليم على يد انسان فاقد الضمير هو الآن يكمل حياته بشكل طبيعي وكأنه لم يرتكب جريمة بحق شاب توقف عدّاد زمنه بطلقة نارية"!


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم