الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحسم بين فرنسا وكراوتيا... "دعونا نحلم"

المصدر: ا ف ب
الحسم بين فرنسا وكراوتيا... "دعونا نحلم"
الحسم بين فرنسا وكراوتيا... "دعونا نحلم"
A+ A-

انطلقت على ملعب #لوجنيكي في #موسكو، المباراة النهائية لـ#كأس_العالم في كرة القدم 2018 بين منتخبي #فرنسا و#كرواتيا، والتي يتابعها عشرات الآلاف في الملعب، ومئات الملايين حول العالم وعبر الشاشات.

وبعد أكثر من أربعة أسابيع، وصل مونديال روسيا 2018 الى النهائي، الموعد المنتظر مرة كل أربعة أعوام. مباراة واحدة، من 90 دقيقة أو 120 كحد أقصى في حال التمديد، تختصر سنوات من الجهد والتعب.

وأعطى الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا صافرة البداية لمباراة تختصر ببحث فرنسا عن لقب ثان بعد مونديال 1998 على أرضها، وكرواتيا عن لقب أول. واعتمد المدربان الفرنسي ديدييه ديشان والكرواتي زلاتكو داليتش التشكيلتين اللتين خاضا بهما الدور نصف النهائي ضد بلجيكا وانكلترا تواليا، للنهائي الذي انطلق بعد حفل ختامي راقص.

ودخل اللاعبون أرض الملعب وساروا على بساط أزرق كتب عليه "نهائي 2018"، وتوسطته على منصة، النسخة الأصلية لكأس العالم الذهبية.
وسبق انطلاق المباراة احضار كأس العالم الى الملعب، في وقت قدمت عروض فنية منوعة. (الصور أ ف ب، أ ب). 

أبعد من الطموح الشخصي للاعبين، ثمة أحلام لكل مشجع يرتدي قميص منتخب بلاده، أكان من مدرجات الملعب الذي يتسع لنحو ثمانين ألف شخص تقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيرته الكرواتية كولينا غرابار-كيتاروفيتش وعدد من قادة الدول.


وقبل ساعات من المباراة، شهد قصر الكرملين احتفال "تسليم وتسلم" بين روسيا ممثلة ببوتين، وقطر مضيفة مونديال 2022 ممثلة بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يتوسطهما رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني انفانيتنو.  


وحبس الفرنسيون أنفاسهم قبل النهائي، مع انتشار الأعلام على الشرفات والساحات العامة. وعكست الصحف الترقب، فكتبت "أويست فرانس" على صفحتها الأولى "اجعلونا نحلم!"، بينما طالبت "لو باريزيان" لاعبي ديشان، قائد المنتخب الذي توج بلقب 1998، بـ "انتزاع النجمة الثانية".  


وقال ديشان في تصريحات سابقة: "لا يوجد ما هو أجمل وأقوى من نهائي كأس عالم. ثلاث كلمات ستكون مهمة: صفاء، ثقة، وتركيز".  


قائد المنتخب الحارس هوغو لوريس قال: "بذلنا الكثير من الجهود (...) ونريد ان نمنح أنفسنا فرصة للفوز بهذه المباراة الأخيرة". 

هذا هو الهدف بالنسبة الى الفرنسيين الذين لم ينسوا بعد خيبة الخسارة في نهائي كأس أوروبا 2016 على أرضهم أمام البرتغال وكريستيانو رونالدو. هدف واحد في الوقت الاضافي قضى على أحلام ملايين يترقبون صافرة النهاية للاحتفال، كما فعلوا ذات مونديال 1998، أو ذات كأس أوروبا 2000. 


وقال بائع الصحف في منطقة سين-سان-دوري انطوان راتييه (59 عاما): "أنا متوتر بشكل كبير (...) لكنني واثق" من قدرة المنتخب على الفوز باللقب، مشيرا الى انه سيتابع المباراة في منزل أصدقائه "وآمل في ان نقوم بعدها بشرب الشامبانيا" احتفالا بالفوز. 


تنتظر باريس والمدن الفرنسية بفارغ الصبر المساء لعله يحمل معه بشرى الفوز ويعيد للبلاد مشاهد التتويج بلقب 1998، يوم رسم وجه زين الدين زيدان على قوس النصر. 


في حال رفع لوريس الكأس الذهبية اليوم، ثمة وجوه عدة قد ترسم على قوس النصر، او يصدح المشجعون بأسمائها على جادة الشانزيليزيه. أولها ديشان الذي سيصبح في حال الفوز ثالث شخص فقط يتوج بكأس العالم كلاعب ومدرب. يضاف اليه الموهبة كيليان مبابي (19 عاما)، وانطوان غريزمان الهداف الذي تحول الى ضابط ايقاع لحركة المنتخب، وأوليفييه جيرو، رأس الحربة الصائم عن التهديف، والمدافعون الذين تميزوا بصلابتهم. 


كان المنتخب الكرواتي مبهرا في روسيا، ليس فقط بمواهبه مثل القائد لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش، ولا لأنه تجاوز "تمرد" المهاجم نيكولا كالينيتش واستبعاده من التشكيلة، ولا حتى لتخطيه أزمة الفساد المحيطة بالرجل القوي في اللعبة محليا زدرافكو ماميتش. 


كل هذا لا يقارن بالجهد الذي بذله اللاعبون في الأدوار الاقصائية (ثمن وربع ونصف النهائي): ثلاث مباريات، ستة أشواط إضافية، وثلاثة انتصارات بعد التأخر بالنتيجة في كل مرة. 


لعب الكروات بالكرة في الملعب، وبأعصاب مواطنيهم خارجه. احتاجوا لركلات الترجيح ضد الدنمارك وروسيا، والى التمديد ضد انكلترا، تواليا. بات للبلاد الصغيرة ذات الأربعة ملايين نسمة تقريبا، جيل جديد ورث وتفوق على جيل 1998 الذي بلغ نصف نهائي مونديال 1998، في أول مشاركة لكرواتيا في البطولة العالمية كدولة مستقلة. 

يومها، خرج المنتخب ذو قميص المربعات الحمراء والبيضاء على يد فرنسا في نصف النهائي. اليوم، سيكون منتخب البلد الخارج الى الاستقلال مطلع التسعينات من القرن الماضي من رحم العملاق اليوغوسلافي، على موعد، مع التاريخ أولا، وموعد الثأر من فرنسا ثانيا. 


في كرواتيا، ثمة انتظار للأبطال. اكتست العاصمة زغرب بالألوان الحمراء والبيضاء. وصباح الأحد، رفع مخبز شعار "سنلتهم الفرنسيين"، مرفقا بصورة لرجل يكسر خبر "الباغيت" التقليدي الفرنسي. حتى الشعائر الدينية في البلد الذي يشكل المسيحيون الكاثوليك نحو 90 بالمئة من سكانه، ستقام على إيقاع المباراة، بعدما أرجأ كاهن كنيسة قداس المساء لساعتين. 


قالها اللاعب ايفان راكيتيتش الجمعة "هذه مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي. سيكون ثمة 4,5 ملايين لاعب على أرض الملعب (...) نعرف ان هذه أكبر مباراة في حياتنا". 


وشدد داليتش على ان اللاعبين يدركون أهمية المباراة، بينما اعتبر راكيتيتش الجمعة ان اللاعبين سيحصلون على "طاقة" اضافية مستمدة من كل الدعم الآتي من بلادهم. زميله في خط الوسط لوكا مودريتش الذي تنهال عليه إشادات تزكيه لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، شدد على انه "قبل مباراة مهمة لا يجب ان نغير شيئا. علينا ان نرتاح، والاستعداد (...) سنقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل الفوز". 


يدرك لاعبو المنتخب الكرواتي انهم أمام فرصة لم تتح لأي كان في تاريخ بلادهم، وقد لا تتكرر لأجيال مقبلة. لاعبو المنتخب الفرنسي يدركون أيضا انهم مطالبون بالعودة لبلادهم بكأس الفرح، وطي صفحة الانتظار الطويل وسلسلة الاعتداءات التي ضربت البلاد في الأعوام الأخيرة. 


لكل هذا وأكثر، ثمة كرة قدم، ومئات الملايين حول العالم ينتظرون صافرتين من الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا: بداية... ونهاية تطلق موجة الاحتفالات في بلاد، ونهر الدموع في الأخرى. 

ماكرون التقى بوتين

وقد التقى ماكرون اليوم في الكرملين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل ساعتين من موعد بدء المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم في موسكو، وهنأه بـ"التنظيم الممتاز" لهذا الحدث الرياضي.
وقال ماكرون لدى لقائه بوتين: "اريد تهنئتكم بالاداء الجميل للفريق الروسي"، الذي وصل الى الدور ربع النهائي، "ولعب بكثير من الشجاعة". 

وأضاف: "اريد تهنئتكم كبلد منظم بالمسار الجيد لهذا الحدث الرياضي الذي لا يشاهده العالم اجمع فحسب، بل ان الناس من العالم اجمع يأتون لمشاهدته" في روسيا.
وتابع: "اهنئكم ايضا بكسب رهان تنظيم هذا الحدث بشكل ممتاز وفي ظروف امنية ممتازة". 

من جهته، هنأ بوتين فرنسا بوصولها الى الدور النهائي، بحيث تواجه في موسكو كرواتيا.
وتابع: "انا متأكد اننا سنشهد مباراة مهمة ستلقى اعجاب ملايين المشاهدين في العالم". 

وقال ماكرون في النهاية: "لقد جئنا لنحمل الكأس معنا". 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم