الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الراعي لم يتمالك نفسه... حبَسَ الدمع وغصَّ في الكنيسة

المصدر: "النهار"
الراعي لم يتمالك نفسه... حبَسَ الدمع وغصَّ في الكنيسة
الراعي لم يتمالك نفسه... حبَسَ الدمع وغصَّ في الكنيسة
A+ A-

لم يتمالك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي نفسه وهو يلقي عظة اليوم في دير مار مارون عنّايا في مناسبة عيد القديس شربل.

وبينما يعدّد الراعي مزايا قديس لبنان، غصّ وحبس دموعه وتوقّف لثوانٍ قبل إكمال العظة، وسط تصفيق الحاضرين. 

وفي عظته، قال: "لقد أتينا لنصلّي من أجل لبنان، دولة وشعبًا ومؤسّسات، كي ينعم بالإستقرار السّياسي والاقتصادي والأمني، ومن أجل كلّ واحدٍ وواحدة منّا، كي يعيش الالتزام بالإيمان ومقتضياته في حياتنا المسيحيّة اليوميّة.

عاش القدّيس شربل منقطعًا بالكلّية عن العالم، بما فيه وجه أمّه الّتي أعطاها موعدًا في السّماء، عندما جاءت لتتفقّده في الدّير، حال دخوله. لكنّ الله جعله قدّيسًا عالميًا يخاطب قلوب جميع النّاس والشّعوب، من مختلف الجنسيّات واللغات والديانات والثّقافات، ويحمل إليهم وجه لبنان ورهبانيّته وكنيسته. إنّه، إذا جاز التّعبير، "سفير" لبنان وكنيستنا المارونيّة وسائر كنائسنا المشرقيّة، لدى جميع الدّول".

وتابع: "يعلّمنا القدّيس شربل شجاعة القرار وبطولة الالتزام به. فعندما كان شابًا في بقاعكفرا قريته، قرّر أن يعطي قلبه كاملاً لله بالصّلاة والمسلك الصّالح. في الواقع، عندما كان يذهب ليرعى بقرته، كان يخلد للصّلاة في مغارة، سمّيت في عهد شبابه "مغارة القدّيس". وعندما دخل دير سيّدة ميفوق ثمّ دير عنّايا بعمر ثلاث وعشرين سنة، كان قراره أن يكون بكلّيته لله. فكانت سنتا الابتداء في هذا الدّير دخولاً في عمق روحانيّة الحياة الرّهبانيّة، والتّعرّي من الذّات".

وفي السياسة، قال: "إنّ أسوأ ما في أيّ إنسان أو مسؤول هو عدم اتّخاذ القرار، أو التّأرجح فيه، أو الرّجوع عنه عند أوّل صعوبة أو مصلحة أخرى، سواء في الحياة الزّوجيّة أم في الحياة الكهنوتيّة والرّهبانيّة، أم في الحياة السّياسيّة. ولكلّ واحدة من هذا الحالات نتائجها الإيجابيّة وثمارها عند الالتزام، وتداعياتها السّلبيّة في عدمه. الجميع من الدّاخل والخارج ينتظرون قرار تأليف الحكومة، لأنّ في كلّ يوم تأخير تداعيات كبيرة وخسائر جسيمة في الاقتصاد بكلّ قطاعاته. وفي عمل المؤسّسات والإدارات، وفي ثقة الشّعب بالمسؤولين. ان التشبّث بالحصص وحصرها بكتل، مع اقصاء افرقاء آخرين، واشخاصٍ ذوي كفاءة من المجتمع المدني غير الحزبي والسياسي، لا يبرّران التأخير على حساب الخير العام، بل ويتناقضان مع المعايير الدستورية العامة، ومع روحية الدستور اللبناني ونصّه، ويهملان اهتمام المجتمع الدّولي والمساعدات الماليّة المقرّرة في مؤتمر باريس CEDRE في 6 نيسان الماضي، من أجل الإنماء الاقتصادي وإصلاح البنى التّحتيّة ولاسيّما الماء والكهرباء".

وتابع: "إنّ مهمة محاربة الفساد عسيرة لإنّها لا تنحصر فقط بمراقبة الإفعال وضبطها، بل تتعداها إلى تربية القلوب والنفوس على كبر النفس وشبع العين، وعلى فضيلة التجرّد التي تغني هذه القلوب والنفوس. الأمر الّذي يقتضي وجود مع أشخاص في الوزارات والإدارات العامة متحلّين بهذه الفضيلة، احرار في نفوسهم وكبار في قلوبهم". 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم