السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

دهمها سرطان الثدي فواجهته بهذا السلاح... "ذراعي خط أحمر"

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
دهمها سرطان الثدي فواجهته بهذا السلاح... "ذراعي خط أحمر"
دهمها سرطان الثدي فواجهته بهذا السلاح... "ذراعي خط أحمر"
A+ A-

عندما تنظر إليها تجدها شعلة من النشاط والحيوية، وعلى رغم أن المرض اللعين أصابها في ثديها، لكنه لم يفتك بها، بقدر ما زادها إصراراً وعزيمة. لم تعزل نفسها، لكنها قررت أن تكون محبة وملهمة ومساعدة لمَن حولها، لا سيما لمَن هنّ في مثل ظروفها. إنها محاربة #سرطان_الثدي المصرية مها نور التي قررت مساعدة مرضى ومريضات هذا السرطان، وتوعية المجتمع بمرضهم الذي يحول دون التعامل مع أذرعهم حتى لا يصيبها أي تشوه.

"ذراعي خط أحمر"، هو عنوان المبادرة التي أطلقتها مها، وهي عبارة عن سوار مصنوع من النحاس ومبطّن بالجلد، فيه زاوية لوضع "فلاشة" تحمل التاريخ المرضي لمرتديه، حتى إذا تعرّض لأي موقف تطلّب نقله الى المستشفى، يعلم الأطباء هناك حاله جيداً، ومن ثم يتم التعامل معه بطريقة صحيحة. هذا السوار يتم ارتداؤه بشكل دائم في ذراع المريض المصابة والممنوعة من الإبر، وهي تحمل ألواناً مبهجة ولا تنزع من اليد، بحيث عند مشاهدتها يعرف أي شخص أن هذه الذراع "خط أحمر "، كما يمكن مريض الفشل الكلوي ارتداؤه ليس بسبب الغدد الليمفاوية، لكن لأنه يوضع في ذراع المريض التي يتم من خلالها غسل الكلي، وبالتالي تصبح الذراع ممنوعة من الاقتراب منها أيضاً.

تقول مها لـ"النهار"، إنّ مريض سرطان الثدي الذي تم استئصال ثديه أو جزء منه يتم أيضاً مع ذلك استئصال غدد ليمفاوية توجد تحت منطقة الإبط، ما يستلزم معه الامتناع عن الإبر أو الحقن، وتجنب قياس ضغط الدم، وذلك في الذراع المصابة، بالإضافة إلى تجنّب التعرّض لأي جروح، ويصبح ارتداء الملابس الضيقة أو حمل أي شيء ثقيل من الممنوعات"، لافتة إلى أنّ "الذراع في مثل هذه الحالة تكون بلا فائدة ويجب أخذ الاحتياط اللازم في التعامل معها، وفي حالة تعرضها لأي من هذه المحظورات، تتعرّض الذراع المصابة للورم والانتفاخ والتضخم في مشهد أشبه برجل الفيل، ويطلق على هذا المرض اسم ليمفيديما".

وتابعت: "ذات مرة تعرّضت لموقف في أحد المستشفيات، حيث كنت أخضع لجراحة، وعندما دخلت لإجرائها، لم يسألني أحد عن ذراعي التي تم استئصال الغدد منها، وكادت كارثة أن تحدث إذ فكانت الممرضة على وشك وضع الإبرة في هذه الذراع، لكني أفقت وصرخت في وجهها بأن تبتعد من ذراعي المريضة لأنها "خط أحمر"، ومن بعدها جاءتني فكرة المبادرة، وأردت أن أنشر الوعي بذلك حتى يعلم الجميع أن مريضة سرطان الثدي تخلت عن جزء من جسدها فيجب أن يساعدها المجتمع في الحفاظ على ما تبقي لها ومعاونتها في نشر التوعية لذلك".

وأشارت مها، التي تعمل كاتبة، إلى أنها وقّعت بروتوكولا مع مستشفى بهية لعلاج مريضات سرطان الثدي بالمجان، لتوزيع السوار على المريضات من دون مقابل، كما دعتها وزارة التضامن الاجتماعي للعمل معها في التوعية بهذه المسألة الخطيرة للحفاظ على حياة مربضات سرطان الثدي.

يشار إلى أن نسبة الشفاء من مرض سرطان الثدى في #مصر مرتفعة جداً، إذ تصل إلى 98%، وذلك في حالة ما تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى، فيما تبلغ نسبة إصابة السيدات في مصر بسرطان الثدي 34% الذي يعتبر أكثر الأورام انتشاراً في مصر بالنسبة لهنّ.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم