الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

القِيَم تَمضي

سمير عطاالله
Bookmark
القِيَم تَمضي
القِيَم تَمضي
A+ A-
ظل عبد المجيد الرافعي يستخدم مصطلحات وتعابير الخمسينات حتى اليوم الأخير في عمره المديد. رفض ان يقبل، أو أن يرضى، أو ان يرتضي، ان ميشال عفلق مات في العراق وهو محكوم بالاعدام في سوريا. وفي الوفاة، نُعي تحت اسم احمد ميشال عفلق، وفي حكم الاعدام، فات القاضي الإشارة الى مهمته: مؤسس حزب البعث العربي الاشتراكي! بقي عبد المجيد الرافعي مصراً على ان البعث لم ينقسم، والبعثيين لم يتجزأوا، والوحدة العربية على الأبواب تنتظر كلمة السر: حرية! رفض ان يقتنع انها من محظورات العرب ونقائض الحزب. وببراءة لا مثيل لها، ظل يغرد وحيداً، حريصاً على مفردات "الاستاذ ميشيل"، الذي لم يكن يرد اسمه بين الرفاق من دون توقير الأستذة وتقدير التأسيس.المقالات الأخيرة التي كان الرافعي يكتبها في "النهار" كانت تبدو مؤرخة في الأربعينات، وموجهة إلى جيل ما قبلها، الجيل الذي سافر الى باريس في الثلاثينات، وتعلم في جامعاتها وصحفها ومقاهيها، أن هذا العالم المأزوم بنفسه، فقراً وحروباً وتخلفاً وفاشية، لا حل أمامه سوى الاشتراكية والحالة الإنسانية.حاول عفلق، المدرك أن عقبته الأولى في حلمه القومي الكبير، هي اسمه وحارة الروم في الشام، حاول أن يستنبط الحل المتناغم مع وعورة الدرب وقدسية الهدف. ومن اللحظة الأولى جعل المسلمين شركاء مؤسسين. وخاطب طموحات ومشاعر الملأ الاسلامي في رسم أهداف الحزب. لم يرد اطلاقاً الاعتماد على انضواء الاقليات، بل العكس، أراد لها ان تنصهر في مشروع جمهوري اشتراكي موحد، عماده المسلمون، إذا استعصى ان يكون العماد هو الاسلام.لم أعرف الاستاذ عفلق، إلا من بضع رسائل طيبة كان يرسلها اليّ في "النهار"، مع إثنين من رفاقه واصدقائي: كمال ناصر والياس الفرزلي. ربما كانت هناك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم