الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

في عكار... رحلة من العمر للتعرف إلى أقدم الأشجار جينياً على وجه الارض

المصدر: "النهار"
عكار ـ ميشال حلاق
في عكار... رحلة من العمر للتعرف إلى أقدم الأشجار جينياً على وجه الارض
في عكار... رحلة من العمر للتعرف إلى أقدم الأشجار جينياً على وجه الارض
A+ A-

لطبيعة #عكار خصوصية جمالية فريدة، لأنّ القسم الاكبر منها طبيعة بعيدة نسبياً عن متناول يد الانسان. وغابات عكار التي تمتدّ من #وادي_خالد عند الحدود الشمالية الشرقية إلى وادي جهنم عن الحدود الجنوبية مع الضنية حيث يتكامل مشهد الجمال الطبيعي متمثلاً بمساحات خضراء لا يزال تعول عليها رئة للبنان ومحيطه.

وفي سياق الاهتمام عالمياً بالسياحة البيئية، بدأ هذا النوع من السياحة يشكّل جاذباً لهواة الطبيعة والسير في عمق غاباتها للتعرف إلى مكنوناتها وما تخفيه من أسرار بعيداً من ضوضاء المدينة والتلوث الضارب في كل زاوية من زوايا المناطق السكنية الماهولة.

وفي اطار سلسلة الرحلات التي تنظمها مجموعات وجمعيات بيئية محلية ينضوي فيها عدد كبير من الناشطين في هذا المجال للترويج للسياحة البيئية في عكار سعيا وراء جذب السياح من لبنان وكل العالم للتعرف إلى الحياة في الريف العكاري وعلى دروب الجمال الطبيعي فيها، نظم مجلس البيئة في القبيات عكار رحلة، ضمن نشاطاتها الاسبوعية الدائمة، سيراً  على الأقدام للتعرف إلى شجرة الشوح وغاباتها في أعالي #القبيات وعكار العتيقة. وشارك فيها 40 ناشطا بيئيا من عكار والشمال وبيروت ومن الجنوب. واطلق عليها اسم "درب الشوح". 

انطلقت المسيرة من جورة الشعير في القبيات على ارتفاع 1450 متراً نزولاً حتى مقل الصنوبر، ومن هناك ما بين الصنوبر والعزر ومن ثم الشوح صعوداً إلى التلال والصخور المشرفة على الوادي الأسود الجميل، والذي أخذ هذا الإسم من ظلال اشجار الشوح التي تحجب الشمس نظراً لكثافة الشجر، نزولاً إلى عمق الوادي حيث كان لقاء مع قطيع ماعز وراعيه وهو الفتى خالد الذي يمضي شتاءه على مقاعد الدراسة في مدارس عكار العتيقة وصيفه في ربوع ووديان الطبيعة العكارية الخلابة راعيا يجول مع قطيعه في ربوع غابات هذه المنطقة.

ويقول خالد "إن عمله كراع لقطيع تملكه العائلة لن يثنيه عن متابعة دراسته على الاطلاق بل يشجعه كثيرا". ويضيف ان منطقته رائعة وتنوع اشجارها وتضاريس جبالها ووديانها وما تختزنه من مواقع اثرية امر بالغ الروعة". 

ومن ثم إلى عين تابت حيث الماء العذبة البعيدة عن التلوث الضارب في عمق أعماق مياهنا اللبنانية الجوفية تحت الألف متر. وكان غذاء في موقع المصطبة حيث تجمع السائرون حول الشنكليش والجبنة البلدية والبطاطا والفاكهة والحلاوة وحلوى "المدّ" التقليدية.

 وكان شرح لرئيس مجلس البيئة الدكتور انطوان ضاهر عن شجر الشوح الكيليكي، قائلاً: "هي نادرة أكثر من الأرز، إذ انها لا تتواجد سوى في عكار والضنية وهناك بعض الاشجار في محمية حرش أهدن. وينعدم وجودها من أهدن حتى القطب الجنوبي! اما في شمال الكرة الأرضية فهي موجودة في كيليكيا التي منها أخذت الاسم بالرغم من أن موطنها الرئيسي هو في عكار".

وتابع: "هي من الأشجار القليلة التي لم يقضي عليها العصر الجليدي الأول، لذا يعتبر الشوح الكيليكي، جينياً، من أقدم الأشجار".  

اثر ذلك كانت العودة صعوداً إلى نقطة الانطلاق من ضمن مسير دائري، بطول 10 كلمترا دام نهاراً كاملاً تخلله المرح والتعارف والاستمتاع بالمناظر وأخذ نفسٍ في طبيعة تريح الأعصاب وتغذي العقل والروح.

والصورة تبقى هي الحاضرة مع كل ناشط يؤرخ ويؤرشف لرحلة ستدوم طويلا في ذاكرة كل منهم.

عكار الغنية بطبيعتها تحاول جاهدة أن تحافظ على هذا الغنى الطبيعي الموروث من جيل الى جيل، في ظل المد العمراني الذي اجتاح كل المناطق الساحلية والوسطية.














الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم