السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

شائعات كرويّة

رؤوف قبيسي
Bookmark
شائعات كرويّة
شائعات كرويّة
A+ A-
يبدو أن العصبيات من طبيعة البشر، غالبيتهم جاهزة دوماً لتأخذ جانباً يلائم أهواءها ونزواتها، حتى لو أودى بها ذلك إلى الكوارث. هذا يفسرأسباب الحروب التي قرأنا عنها في كتب التاريخ القديم والحديث، والتي وما زلنا إلى اليوم نشهد مظاهرها في غير مكان من العالم. في البلاد النامية، وفي عالمنا العربي بنوع خاص، تأخذ العصبيات طابعاً دينياً، أو مذهبياً، أو قبلياً، أو عائلياً، وتكون فرصة للحاكمين ورجال الدين، يستغلونها لمصالحهم الخاصة، ومصالح من يتعاونون معهم من العملاء والأجراء. من العصبيات أيضاً ما يأخذ أشكالاً وطنية أو قومية، تصل إلى مستوى العنصرية. في البرازيل، مهجري الأول، وجدت تسامحاً لم أشهده في أي بلد عشت فيه أو زرته، لكني وجدت عند البرازيليين عصبية من نوع آخر، ممثلة برياضة كرة القدم. البرازيل لا ترقص كما ترقص في كرنفالها المشهور، لكنها تفرح أكثر حين يسجل فريقها الوطني فوزاً في مباريات كأس العالم، وهي لا تحزن، كما تحزن في لحظات الخسارة. كلنا يتذكر الهزيمة التي لحقت بالفريق البرازيلي أمام الفريق الألماني في مباريات كأس العالم 2014، التي كانت نتيجتها سبعة أهداف لألمانيا، في مقابل هدف واحد للبرازيل. كانت هزيمة تاريخية، فقد جرت على الأرض البرازيلية نفسها، وتركت في وجدان بلاد السامبا ذكرى أليمة، لا نبالغ إذا قلنا إن آثارها لم تمح إلى اليوم!منذ الستينات لمع اسم البرازيل، وصار مقترناً بكرة القدم، وصار البرازيليون يعرفون كل شيء عن لاعبي فرق بلادهم، الذين تحولوا إلى نجوم، حتى أنهم أطلقوا على اللاعب المشهور بيليه لقب "راي" أي الملك. وتُروى قصة عن هذا اللاعب المشهور فحواها أنه كان يتناول العشاء ذات مرة في أحد المطاعم، وعندما فرغ من عشائه وخرج من المطعم، هجمت عصابة من المعجبين على المكان، وسرقوا الكرسي الذي كان يجلس عليه "الملك"، وفروا هاربين. ليس ذلك بمستغرب على أي حال، في بلد لا يزال الناس فيه ينظرون إلى لاعبي الكرة، نظرة فيها شيء من القداسة.ومن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم