عن صِغَر العقل الكروي وكِبَره

يسمح لي هذا الشهر الفوتبولي العالمي ليس فقط بأوقات ممتعة (ومنفعلة) أمضيها أمام شاشة التلفزيون في غرفة مكتبتي في البيت أتابع فيها المباريات، بل أيضا، ولأنها في البيت، بقضاء أوقات أكثر في الرياضة (البيسيكلات الثابتة) والكتابة. لا أقول القراءة بل الكتابة في "مشاريع" مؤجّلة منذ فترة طويلة. بعد كل هذا العمر أراني مكتشفا بين الكرات الطائرة كالقصائد على شاشة التلفزيون عددا من البديهيات بل عددا من البديهيّات البديهيّة:أولها كيف أُطيِّب لالتفافة أو ضربة رأس أو تبادل كرة بين لاعبين من فريق واحد أو طبعا تسجيل هدف داخل المرمى بلغة تطييب للطرب أو الشِّعر: هل هذا للصلة بين المتعتين أم لفقر اللغة أم لفقر لغة جهازنا العصبي؟ألللللللللللللله..... هذه الصرخة الآتية من عميق ثقافتنا قبل ولادة ليس لعبة الفوتبول بل الأزمنة الحديثة كلها، أهي المعادل الفعلي لمتعة مشاهدة رياضة كأنك تستمع لأم كلثوم أو عبد الوهاب أو فيروز (الرحبانيَّيْن وزياد) أو بافاروتي أو ليونارد كوهين أو إلى عزف لفريد الأطرش على العود أو إلى عزف لمانوشهر صادقي (وغيره) على السنتور الإيراني أو إلى قصائد لسعيد عقل عن الشام والجواهري عن الفرات...