الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

نخال و"ليتونيا" في فتحية: قصة نجاح أبطالها لبنانيون

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
نخال و"ليتونيا" في فتحية: قصة نجاح أبطالها لبنانيون
نخال و"ليتونيا" في فتحية: قصة نجاح أبطالها لبنانيون
A+ A-

عندما تلقيت الدعوة من شركة نخال لزيارة فتحية (تركيا) على متن طائرتها الجديدة NG 700-737 Boeingالتي تسلمتها حديثاً، لم أتردد في قبولها، مدفوعة بعشقي للسفر وخصوصا إلى مناطق لم أزرها بعد.  

لم أحاول التعرف إلى مميزات هذه المنطقة عبر الإنترنت، فاختبار جمال البلاد "ميدانياً" له متعته الخاصة، فكيف إذا كانت كبلد مثل تركيا المعروفة بطبيعتها الخضراء والخلابة، وهو ما زادني حماسة وشغفاً لزيارتها.

الاستمتاع بالرحلة بدأ من الطائرة حيث ترحيب الطاقم بالضيوف كان لافتاً ومتواصلاً حتى وصولنا إلى الأرض المضيفة. من مطار دالامان إلى "فتحية" حيث مكان إقامتنا في منتجع Lethoonia club، استغرقت الرحلة نحو الساعة. ساعة لم أستطع خلالها أن أشيح بنظري ولو للحظات عن جبال خضراء تشبه جبال لبنان، ولكن بفارق بسيط هو عدم وجود بصمات الكسارات عليها، وشاطئ يشبه الشاطئ اللبناني، ولكن من دون أن تلوّثه النفايات أو مياه الصرف الصحي، هذا التلوث الذي دفع اللبنانيون ثمنه غالياً صحياً وبيئياً.

ليس المقصود هنا التقليل من شأن لبنان أو "التبخيس" به، فجنة الله على الأرض لها في ضميرنا كل التقدير، لكن العاطفة والحلم شيء والواقع للأسف شيء آخر... لن أغوص في الحديث عن التشويه المنظم لبيئتنا، فهي ليست محور موضوعنا اليوم، ولكن أن تجد دولاً مجاورة لنا تتمتع بنفس المقومات الطبيعية، ولكنها لا تتمتع بخبرتنا السياحية تسبقنا بأشواط في استقطاب السياح فهو لأمر يستدعي التوقف عنده.

... أما بعد،

الرحلة التي استمرت يومين، لم تضطرنا إلى الخروج خارج نطاق "ليتونيا"، (على الرغم من وجود مغريات كثيرة أهمها التسوق بأسعار مغرية)، وهذا أمر غير مستغرب إذا ما أخذنا في الاعتبار ما يحويه من مطاعم وأماكن سهر ووسائل ترفيه وتسلية تجعله مقصوداً من العائلات من دول العالم كافة.

 ولمنتجع Lethoonia أهمية خاصة عند "نخّال" فهو عدا عن كونه منتجع 5 نجوم، فقد شكل محطة انطلاق نشاط الشركة في عالم الطيران والسياحة والسفر الذي بدأ في العام 1992"... القصة التي رواها إيلي نخال عن العلاقة مع هذا المنتجع تعود إلى العام 1953 يوم حصل عطل طارئ في إحدى طائرات Air France التي كان على متنها والده واضطر قائدها للهبوط على سطح مياه خليج ليتونيا وبقيت عائمة لمدة ساعتين إلى حين حضور عناصر خفر السواحل الذين تولوا انقاذ جميع الركاب. ولكن القصة لم تنتهِ هنا. إذ بعد أعوام عدة عرض مالك منتجع ليتونيا كلوب غازي خوري اللبناني الذي اختار فتحية مقراً لإقامته واستثماراته، على نخال الأب أن ّ رحلات إلى فتحية، فلم يتردد على الرغم من أن عدد سكانها لم يتجاوز الـ 5 آلاف نسمة".

ويبدو أن طموح شركة نخال كبير في مجال السفر، لذا كان قرارها بشراء شركة WINGS of Lebanon من أجل استكمال وتعزيز عملها في عالم السياحة والسفر، وبدأت باستئجار طائرات جديدة وهي ستتسلم طائرة أخرى من طراز NG 700-737 Boeing خلال الفترة القصيرة المقبلة، إضافة إلى 3 طائرات أخرى ستصل تباعاً".

ولكن هل يتعارض عملها مع "الميدل إيست"؟ يؤكد نخال أن نشاط شركته "لا يتنافس مع شركة الطيران الوطنية "الميدل إيست" بل على العكس يتكامل معه... إذ إننا نقوم بتنظيم رحلات سياحية إلى وجهات عدة ومتنوعة لا تسيّر الشركة الوطنية رحلات إليها وبالتنسيق معها".

وعلى الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي في لبنان، يبدو أن السفر لا يزال أولوية بالنسبة إلى اللبنانيين، إذ يؤكد نخال "أن قطاع السياحة والسفر لا يزال ناشطاً"، عازياً الأمر إلى أن الاقتصاد اللبناني والقطاع السياحي يعتمدان على اللبنانيين العاملين في الخارج، فهؤلاء يشكلون العصب الأساسي للحركة السياحية سواء إلى لبنان أو من لبنان إلى الخارج، من خلال قضائهم فترات من عطلهم الصيفية في الخارج مع أفراد عائلاتهم".




ولكن ماذا عن لبنان، وهل له حصة من التسويق؟ لا ينكر نخال أن شركته تهتم بالتسويق للسوق الخارجية أكثر من التسويق للسوق اللبنانية، والأسباب التي أوردها أصبحت معروفة وخصوصاً بالنسبة إلى ارتفاع الأسعار ووسائل النقل وغيرها من الأسباب التي لا تشجع المجموعات السياحية على اعتبار لبنان وجهة سياحية لهم، مبدياً أسفه "لأن يكون القطاع السياحي في لبنان أدنى مما نتمناه له من حركة ونشاط".

"ليتونيا" قصة نجاح لبنانية في تركيا؟

في "ليتونيا" كان مالك المنتج حاضراً دائماً، ومتابعاً مع زوجته كل تفاصيل إقامة الوفد، من دون ملل. جمال المنتجع وشهرته، دفعتنا إلى السؤال لماذا اختار مالك ليتونيا الاستثمار السياحي في فتحية؟

عندما اسس خوري المشروع سنة 1989، لم يكن لبنان قد خرج نهائياً من الحروب التي خاضها أبناؤه، فاختار تركيا وتحديداً فتحية التي لم يكن عدد سكانها يتجاوز الـ 5 آلاف شخص، أما اليوم فتعدى الـ 200 ألف شخص، ما يشير إلى أهمية تطورها وتالياً تطور الحركة إليها". وقد اختار خوري حينها تركيا لعوامل عدة، منها أنها كانت وجهة جاذبة جداً خصوصاً حيال أسعارها المتهاودة. المؤسف أن خوري لا يفكر بإقامة مثل هذا المشروع في لبنان أو الاستثمار فيه، إذ يقول "ان ارتفاع الأسعار والحياة فيه تحول دون تنشيط الحركة السياحية إليه أو تشجيع الاستثمار فيه".










[email protected]





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم