كلود لانزمان، الرجل الذي أنقذ ستة ملايين يهودي!

عرف لانزمان كيف يتودّد إلى الشخصيات الرفيعة ويخطف قلوبها. قيل عنه إنّه رجل أفعال لا أقوال. عُرف المثلث الذي شكّله مع سارتر ودو بوفوار بـ"العائلة". أحبّته الأخيرة بمباركة سارتر. "منذ البداية، أحببتُ غشاوة صوتها وعينيها الزرقاوين، والصفاء الذي في وجهها، خصوصاً عند أنفها"، كتب في مذكراته. في "قوة الأشياء"، كتبت عنه دو بوفوار: "بسببه، ألوف الأشياء عادت اليّ: الفرح، الدهشة، القلق، وطزاجة العالم".  يمكن اعتباره مكيافيللي السينما. جال العالم لإجراء مقابلات والإتيان بشهادات الناجين من معسكرات الاعتقال التي وضعتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية لتصفية اليهود وشرائح بشرية أخرى اعتبرتهم غير صالحين للعيش، كالغجر والمثليين والمختلين عقلياً والمصابين بالإعاقة الجسدية. فكان “شوا” (1985). ينبوع ألم تفجّر في وجه العالم… استعاد لانزمان الذاكرة الشفهية: تسع ساعات من شهادات الناجين والمرتكبين، بلا صور أرشيف وبلا نقطة دم واحدة في ما يُمكن اعتباره درساً في كيفية تناول تجربة الصمود أمام وحشية الطبيعة البشرية.  [[embed source=youtube id=Uni1kybTAn0]]لم يكن لانزمان يعلم شيئاً عن المحرقة النازية عندما طُلب إليه في بداية السبعينات إتمام فيلم عنها. كانت معرفته عنها محصورة بما يعلمه الجميع: “ستة ملايين يهودي!”. مع ذلك، أكبب...