الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مونديال "الكذبة"

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
مونديال "الكذبة"
مونديال "الكذبة"
A+ A-

لم أتوقّع خروج #كأس_العالم 2018 في #روسيا على خط المنطق الذي جرى اعتياده في النسخ السابقة من المونديال، أقلها في السنوات العشرين الأخيرة (أي منذ كأس العالم 1998 في فرنسا).

إيطاليا، هولندا، ألمانيا، الأرجنتين، البرتغال وإسبانيا. منتخبات اعتدنا وصولها إلى الأدوار النهائية، لكنّ سيف الاصرار والعزيمة لدى المنتخبات "الأقل مستوى"، وتطور بعضها أداءً وإرادةً، وصولاً إلى إخفاق بعض المدرّبين بالمبالغة في "الفلسفة"، عوامل قطعت حبل الواقع في المونديال الروسي حتى كاد أن يصبح بمثابة "كذبة".

"كذبة" بمعنى تحوّله من مونديال المنتخبات العريقة وصاحبة الأموال الباهظة والدوريات الكبرى واللاعبين الأغلى عالمياً إلى مونديال المنتخبات الطامحة لأن تصبح في خانة الكبار، طبعاً، باستثناء من تأهل (البرازيل، فرنسا، إنكلترا وحتى الأوروغواي)، التي تضع كل منها نجمة أو أكثر على قميصها. مونديال "الحلم" أيضاً، واختلاط الأوراق والمفاجآت غير المُنتَظرة.

نعم، نجحت روسيا في التنظيم حتى اللحظة، وفي تقديم كأس عالم جيدة على مستوى البنية التحتية (ملاعب، مواصلات، فنادق...). إنّما المفاجآت الأبرز حدثت بخروج معظم الكبار، وحتى بوصول منتخبات كانت حتى الأمس "متواضعة" إلى الدور ربع النهائي، فإذا بها اليوم تُذهل العالم، ومَن يعلم، قد يصل أحدها إلى موقع أفضل، من دون أن يعني ذلك إمكان تقويم التنظيم نهائياً قبل ختام الحدث الأعرق كروياً، يوم الأحد 15 تموز الحالي.

تمنيتُ، كما كثيرين، أن يضم الدور ربع النهائي 8 منتخبات من بين إيطاليا، هولندا، ألمانيا، البرازيل، إنكلترا، فرنسا، الأرجنتين، إسبانيا، فرنسا، الأوروغواي... ولِمَ لا دولة عربية، لكن شاء القدر، والحظ والقدرة وربما المصادفة، خروج 4 منتخبات من الدور الأول. تذكّر قول المتنبّي: "ما كل ما يتمناه المرء يدركه".

وتمنيتُ عودة المونديال إلى بداياته، حين كان يلعب 16 منتخباً فقط في النهائيات، فلا يصل إلا الكبار، وتكون المنافسة قوية والمستوى مدهشاً، أو حتى حين وصل العدد إلى 24 منتخباً، قبل وصوله إلى 32 منتخباً، وهو لا يزال حتى اليوم.

لا يزال الأمر مبكراً، لكن يتبادر إلى الذهن الخوف من المستوى الذي سيكون عليه مونديال 2026 (في كندا، المكسيك والولايات المتحدة)، إذ سيصل عدد المنتخبات إلى 48 منتخباً، ما يعني أنّ منتخبات جديدة ستدخل على خط المنافسة، وقد يكون مستواها لا يستحق مكانه في هذا الحدث الكوني المرتقب كلّ 4 سنوات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم