الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حوّلت جاكلين الامها مصنعاً للأمل... "أهدي المشروع الى روح ابني سمعان"

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
حوّلت جاكلين الامها مصنعاً  للأمل... "أهدي المشروع الى روح ابني سمعان"
حوّلت جاكلين الامها مصنعاً للأمل... "أهدي المشروع الى روح ابني سمعان"
A+ A-

أقوياء هم من يحوّلون أحزانهم الى أفراح تبدِّل مسار حياة الآخرين. هذا ما فعلته أم لبنانية تخطت آلام فقدان ابنها الوحيد سمعان الذي توفي في ربيع العمر، ففتحت من الموت نافذة يطل منها ذوو الحاجات الخاصة على الحياة، في سابقة انسانية هي الأولى من نوعها في لبنان. مطعمٌ جميع موظفيه من ذوي الحاجات الخاصة، وريعه سيعود لإنشاء مأوى لهم. "OZZY" ليس كسواه من المطاعم ولن يكون، إن في أهداف "أم سمعان" وأبرزها دمج ذوي الحاجات الخاصة في المجتمع، أو في رسالة فريق العمل المصر على إثبات الذات، وأن الإنتاجية والفاعلية في المجتمع لا يعوقها الاختلاف.

في كانون الأول من العام 2016، توفي سمعان مضيرة ابن الستة عشر ربيعاً بعد إصابته بمرضٍ أنهى حياته خلال 20 يوماً لا أكثر. والدته جاكلين التي تمحورت حياتها على مدى 16 عاماً حول ابنها الوحيد سمعان، أرادت أن تجيّر حنان الأم إلى أولاد يحتاجون فقط إلى من يؤمن بقدراتهم ويحترم اختلافهم، ليثبتوا أنهم مختلفون لكن قادرون. من هنا بدأت الحكاية.

فكرة انسانية رائدة، وسيدة قطعت البحار والقارات سعياً لتحقيقها. سافرت "أم سمعان" إلى أوستراليا، وفي الفترة الممتدة من 10 شباط حتى 25 نيسان 2018 وبعد التنسيق مع مجموعة من الأصدقاء هناك، نظمت جاكلين مضيرة حفلات غداء وعشاء دعت إليها الجالية اللبنانية، على أن يعود ريع التبرعات لتمويل المطعم المنوي إنشاؤه. وكعادتهم لبنانيو الاغتراب كانت أيديهم ممدوة إلى أبناء الوطن، فلم يخيّبوا ظن أم سمعان التي عادت وفي جعبتها خميرة جيدة مكّنتها من استئجار المطعم وتجهيزه. المبادرة الاجتماعية المميزة بفائض إنسانية أمٍّ ومحبتها، أبصرت النور يوم أمس، فافتُتِحَ "OZZY" بحضور السيدة ريما فرنجية وفريق العمل المؤلف من 9 أفراد من ذوي الحاجات الخاصة الذين كانوا يستقبلون الضيوف ويتحضرون ليوم عملهم الأول.

"الاندماج في المجتمع، وتوفير مصدر دخل، والتأهيل لمواجهة الحياة وتحسين مستواها"، جميعها أهداف وضعتها جاكلين مضيرة نصب عينيها، من أجل إسقاط نظرة المجتمع النمطية حيال ذوي الحاجات الخاصة. وفي حديثها لـ"النهار" تؤكد أن "المطعم خطوة أولى لمشروع أكبر هو إنشاء مأوى لذوي الحاجات ممن ليس لديهم عائلات ترعاهم". تريد "أم سمعان" توجيه رسالة عن أهمية العمل الإنساني
وحث الآخرين على الالتفات إليه. وبحزن يمتزج بالعزيمة والقوة تقول: "أهدي هذا المشروع إلى روح سمعان وأراه في أعين الأولاد".

يفتح "OZZY" أبوابه من الثامنة والنصف صباحاً حتى العاشرة ليلاً، والدوامات قَسمتها جاكلين بين صباحية ومسائية على أن "يعمل كل موظفٍ أربعة ساعات في اليوم لقاء مادي" بحسب أم سمعان التي تحرص على راحة المظفين وعدم اجهادهم بالعمل. وتوضح أن "الفريق مكون من 9 موظفين أصغرهم يبلغ من العمر 25 عاماً".

يقع المطعم في نقطة استراتيجية، بجانب أوتيل "Abchi"، والاوتوستراد الذي يودي الى ميدلن اهدن. ويمكن التواصل مع السيدة جاكلين للحجز أو الاستعلام على الرقم: 76834882.

مباردة أم سمعان مميزة وانسانية بالدرجة الأولى، فيها الكثير من المحبة إلا أننا نحتاج لأكثر من أم سمعان واحدة تشمل بعطفها ما استطاعت من مستحقين لرعاية أو مساعدة ما.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم