الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"عاصفة الصحراء" خلصت اسرائيل من العراق اخطر اعدائها الاستراتيجيين

المصدر: "النهار"
Bookmark
"عاصفة الصحراء" خلصت اسرائيل من العراق اخطر اعدائها الاستراتيجيين
"عاصفة الصحراء" خلصت اسرائيل من العراق اخطر اعدائها الاستراتيجيين
A+ A-
في هذه الحلقة (38) من مذكرات وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بايكر، التي تنشرها "النهار"، سرد لما بذلته الولايات المتحدة من اجل اسرائيل، والعقبة التي تشكلها المستوطنات بالنسبة الى تحقيق السلام بين اسرائيل وجيرانها العرب. ويركز على قضية ضمان القروض الاميركية لاسرائيل بقيمة عشرة مليارات دولار التي رفضت ادارة بوش الموافقة عليها دون شرط. ويتطرق الى دور بلاده في تسهيل الهجرة اليهودية الى اسرائيل خصوصاً من الاتحاد السوفياتي السابق حيث وصل رقم المهاجرين الى مليون. ويرى بايكر ان الولايات المتحدة قد خلصت اسرائيل، في حرب "عاصفة الصحراء"، من اخطر عدو استراتيجي لها في المنطقة، اي العراق. وانها اقنعت الرئيس السوري حافظ الاسد بالسماح لليهود السوريين بالمغادرة الى اسرائيل. وهذه الحلقة هي القسم الاول من الفصل التاسع والعشرين. "من اجل الا يرهن 9ر3 ملايين يهودي اسرائيلي ومليون عربي اسرائيلي مستقبلهم بوجود 000ر100 مستوطن في المناطق، فقد قررت المثابرة والاستمرار". اسحق رابين للوزير جيمس بايكر - القدس (20 تموز 1992). قيل وكتب الكثير عن العلاقة العاصفة بين الولايات المتحدة واسرائيل في عهد ادارة بوش، ولست اود انكار ما اصبح معروفا. فعلى رغم التزام اميركا الشديد امن اسرائيل، منذ اللحظة التي تأسست فيها، وهو التزام اعدنا تأكيده في عهد ادارة بوش مرارا وفي وقت مبكر، فان علاقاتنا الثنائية كانت تتسم بالتوتر بين آن وآخر خلال عهدي كوزير للخارجية، بل انني سبق ان فكرت بجد خلال ثمانية اشهر من الخصام والمشاكسة في عام 1991، باعتبار السفير الاسرائيلي في الولايات المتحدة، شخصا غير مرغوب فيه. كما ان رئيس وزراء اسرائيل اتهم رئيس الولايات المتحدة بشن هجوم على "اعمق الاسس التي يقوم عليها الوعي اليهودي والصهيوني"، وهو اتهام لا نصيب له من الصحة اطلاقا. ومع ذلك يجب الا تغيب عن ابصارنا حقيقة انه على رغم وجود حالات من التوتر حول خلافات سياسية عميقة كانت تفصل بيننا، في الفترة الواقعة بين عام 1989 وعام 1992 فقد قدمت الولايات المتحدة خمسة مساهمات مهمة في سياق تعزيز امن اسرائيل ورخائها، تجاوزت بكثير ما حققه اسلافنا من قبل. في تلك الفترة مكنت ديبلوماسيتنا وخزانتنا اسرائيل من استيعاب مئات الالاف من اليهود الروس والسوريين والاثيوبيين، كما اننا اضطلعنا بدور فاعل في مساعدة اسرائيل على اقامة علاقات ديبلوماسية مع 44 دولة بما فيها الاتحاد السوفياتي، بل ان دورنا كان حاسما في عملية الغاء قرار الامم المتحدة المقيت والصادر في عام 1975 حول معادلة الصهيونية بالعنصرية. ويضاف الى ذلك ان الجبروت العسكري الاميركي في "عاصفة الصحراء لم يكتف بطرد العراق من الكويت فقط بل نجح على نحو فاعل، بالتخلص من التهديد الاستراتيجي الذي يمثله اشد اعدائها العرب خطرا، واخيرا فان التاريخ سيسجل، على ما اعتقد، ان اهم عمل قمنا به نيابة عن اسرائيل، هو نجاحنا في جلب جيرانها العرب الى مائدة السلام واجراء مفاوضات مباشرة معها، وهو الهدف الذي سعت اسرائيل الى تحقيقه لفترة تزيد على اربعين عاما، والانجاز الذي ادى الآن الى احلال السلام بين اسرائيل والاردن واعلان المبادىء التاريخي بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ان اعادة احياء عملية السلام في الشرق الاوسط التي تعود بجذورها الى تشرين الاول 1991 موعد انعقاد مؤتمر مدريد، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، تطلبت من ادارة بوش اتخاذ بعض الخيارات الشديدة الصرامة التي تفتقر الى الشعبية السياسية، ولعل اصعب هذه الخيارات، بالنسبة الى علاقاتنا الثنائية تحديدا، القرارات التي اتخذناها في اواخر عام 1991 وربيع عام 1992، اولا بتأجيل استجابة طلب اسرائيل الحصول على عشرة مليارات دولار على شكل ضمانات على القروض وذلك من اجل استيعاب المهاجرين اليهود السوفيات، ثم بوضع شروط لهذه الاستجابة. هذه القرارات استطاعت ان تكسبنا الصدقية في بعض الاوساط والعداوة في اوساط اخرى، خصوصا لدى العناصر الاكثر تشددا داخل الحكومة الاسرائيلية ولدى الكثيرين من اشد حلفاء اسرائيل تأييدا لها داخل الولايات المتحدة. وقد تسببت هذه القرارات الى حد ما، في المساهمة في الحاق الهزيمة بحكومة اسحق شامير في حزيران 1992 واستبدالها بحكومة عمالية اشد اعتدالا برئاسة اسحق رابين. والحال انه على رغم ان الحادث المؤسف المتعلق بالضمانات على القروض كان مؤلما واحدث انقطاعا طارئا في سياق العلاقات بين واشنطن والقدس، فقد كان مع ذلك حاسما بالنسبة الى عملية السعي الى السلام، وبالتالي مصالح اسرائيل الاستراتيجية، الا انه كان كذلك حادثا صعبا ومسببا للانقسام. بل لعل الامر الذي زاده سوءا تداخله مع احدى اشد المسائل تفجرا، وهي المستوطنات التي كانت تتوسع في الاراضي المحتلة باستمرار. التزامنا التاريخي الاستيعاب لقد ادركت ادارة بوش، مثلها في ذلك مثل جميع الحكومات التي سبقتها، ان استيعاب اليهود من جميع انحاء العالم كان اساس تحقق اسرائيل كدولة، ومنذ عام 1948 هاجر الى اسرائيل الملايين من يهود الشتات الذين جاؤوا من اربع قارات (خلال عهدي وحده وصل الى اسرائيل 000ر500 مهاجر). وخلال العقد الاخير جاء معظم المهاجرين من الاتحاد السوفياتي، ووصل عدد هؤلاء منذ عام 1987 الى مليون مهاجر تقريبا. ويجب ان نتذكر ايضا ان الديبلوماسية الجريئة التي اتبعتها ادارتا ريغان وبوش كانت جوهرية من حيث نجاحها في اقناع السوفيات بمنح تأشيرات الخروج للمهاجرين اليهود، وان جورج بوش عندما كان نائبا للرئيس، كان مسؤولا شخصيا عن ضمان هجرة يهود الفالاشا من اثيوبيا، وانني تمكنت من اقناع حافظ الاسد بالسماح ليهود سوريا بالهجرة. ومن الناحية التاريخية دعمت الولايات المتحدة بقوة قضية الهجرة اليهودية. كما ان جزءا يعتد به من المعونة المادية المقدمة الى اسرائيل استخدم في عملية تمويل برامج الاستيعاب، ومع ذلك فان السياسة الاميركية في عهد الادارات الديموقراطية والجمهورية على حد سواء، كانت تميز تمييزا واضحا بين استيعاب اليهود في اسرائيل نفسها،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم