الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جائزة "أنا في العشرين و..." للوكالة الفرنكوفونية في البيال ومناقشة التحديات التي تواجه الصحافيين في مناطق النزاع

زينة حريز
A+ A-

بفضل التواصل الاجتماعي في عالمنا، حيث نعيش في ظل صور وحوادث تتسارع وتتشابك، تظهر الصحافة كممارسة يومية وتحد لتشكيل حقيقة الخبر وصدقيته ضمن مهل زمنية محددة.


ففي إطار الجائزة الاقليمية للصحافة الفرنكوفونية المصورة "أنا في العشرين و..."، نظم مكتب الشرق الاوسط التابع للوكالة الجامعية للفرنكوفونية طاولة مستديرة عن موضوع "الممارسات والتحدّيات التي تواجه الصحافيين في مناطق النزاع" في مركز بيروت الدولي للمعارض – بيال، أدارها مالك مجلة "الدبور" جوزف مكرزل، وتحدث خلالها لويس ليما، الصحافي في الصحيفة السويسرية "Le Temps"، أيمن مهنا وهو المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير، بالاضافة الى أمينة سر وممثلة جمعية الصحافيين الفرنكوفونيين لدى وزارة الداخلية يمنى شكر غريب.
تتشابك في الآونة الاخيرة معان عديدة لـ"المهمة الصحافية"، خصوصا في بلدان الشرق الاوسط حيث "الربيع العربي"و"ثورات" الدم والحرية. وبالنسبة الى مكرزل، الصحافي الحقيقي هو من يذهب الى ساحة المعركة لكي يبلغنا بالخبر الصحيح المؤكد، سانحاً لنا رؤية الحدث وفهمه من بعد وبصورة أوضح، فيصبح "جندياً للحرية والاصالة الصحافية"، محولاً عمله من مجرد مهنة، لـ"شغفٍ قد يقربه من مصيرٍ مميت في بعض الاحيان".
ثم تحدث الصحافي في صحيفة "Le Temps" السويسرية وصاحب كتاب "Couvrir le désastre: Un regard surl'Intifada"، عن تجربته الصحافية في فلسطين، والمصاعب التي تواجه الصحافي على أرض الصراع، واصفاً تلك الحرب بـ"الكارثة" على صعيد العنف وإستمراره عبر السنين، حيث "يصعب على الصحافي تغطية الحوادث والتنقل من دون أن يصاب بأذى". وأشار ليما الى "كارثية" الوضع في سوريا، موضحاً أن النزاع السياسي هناك يشكل "كارثة ضخمة"، وأنه لم يعد يوجد صحافيون أجانب في سوريا. واضاف: "من المستحيل التحدث عن سوريا اليوم من دون الذهاب إليها، ولكن الذهاب إاليها هو المستحيل، فهي أصبحت مقبرة".
وعن إمكانية سفره لتغطية صحافية على أرض النزاع في سوريا، تلائم مزايا الصدقية والشفافية التي تحدث عنها خلال اللقاء، قال لـ"النهار": "لا أمانع الفكرة، بل أطمح إليها وآمل في أن أستطيع السفر في أقرب فرصةٍ ممكنة.. فواجبي الصحافي يناديني". وعن سؤالنا "هل هناك فرق بين عمل الصحافي العربي والاوروبي؟" أوضح ليما أنه لا يفرق بين صحافي عربي أو أجنبي طالما أنه "يمارس عمله بصدق، لكنه أشار الى أن الصحافي، و"بسبب تعاطفه الديني أو المناطقي على أرض النزاع، خصوصاً في بلده، قد يفتقد لصدقية الصحافي الاجنبي الذي يرى الامور من بعد، أي بموضوعية أكبر".
أما المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير، أيمن مهنـا، فيرى أن "حرية التعبير موجودة وتشكل عنصرا إيجابيا في العمل الصحافي اللبناني" ولكن الامر لا يخلو من العراقيل، فـ"صحافيو لبنان يتعرضون لتهديدات ومحاولات قتل كالتي أودت بحياة الصحافي الشهيد سمير قصير وغيره". موضحاً أن "من أول الاسس الخاطئة في مجتمعنا هي الحصانة أو الإفلات من العقاب".
أما عن سوريا، و هي "البلد الاخطر للصحافيين اليوم"، فقال مهنا إنه "تم خطف 19 صحافيا حتى الآن في سوريا، وهم من جنسيات عديدة، بينهم الصحافي اللبناني سمير كسبار". مضيفاً أنه "لا يمكننا فصل حرية التعبير عن حرية ممارسة المهنة".
"الناس يريدون دوماً رؤية الدم"، والصحافي يكون مصيره في بعض الاحيان الغوص في دمه هو، بالتالي، تقول يمنى شكر غري. وتضيف أن "مهمة الصحافي ليست صنع الصدمات، بل نقل الحقيقة كما هي وحيثما وجدت". لذلك "يجب دوماً التأكد من الخبر، إن وجدنا أو لم نوجد على أرض الحدث، وهو ليس بالعمل السهل، ولكنه أساسي لضمير الصحافي وكرامته".
أخيراً تم توزيع جائزة "أنا في العشرين و..."، لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس مكتب الشرق الاوسط التابع للوكالة الجامعية للفرنكوفونية للطالبة مايا خضرة من جامعة "الروح القدس" عن مقالتها "Un jour, ils auront 20 ans"، والتي أوضحت لـ"النهار" أن مقالتها ناجمة عن "تعاطف وإدراك للحالة المزرية للاجئين السوريين الذين جالت عليهم في مناطق لبنانية عدة" ناقلةً مآسيهم. والفائزة الثانية هي جينا الاشقر من الجامعة اليسوعية عن مقالتها "Je pense donc je suis". أما لجنة الحكم فضمت جوزف مكرزل، لويس ليما، أيمن مهنا، روزيت فاضل، رولى دوغلاس، وألسا شرباتي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم