الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

هل يكون حبل المونديال على الجرّار؟!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
هل يكون حبل المونديال على الجرّار؟!
هل يكون حبل المونديال على الجرّار؟!
A+ A-

أتابع بلا هوادة، المباريات في كأس العالم لكرة القدم، وأحاول ألاّ "أغيب" عن أيّ منافسة. فهذه لعبةٌ عزيزة على قلبي، وأحبّ أن لا أخسرها، أقلّه بالمشاهدة، ما دمت أستطيع ألاّ أخسرها. 

لا أخفي أني اضطررتُ لواجبٍ عائلي، إلى التغيّب عن مباراة بعد ظهر السبت الفائت، ولكنْ على مضضٍ مني، وأني لا أزال ممتعضاً بعض الشيء، بسببٍ من ذلك.

للظروف أحكام.

إلاّ أن امتعاضي العظيم، هو بسبب الهزائم المتتالية التي يُمنى بها "الكبار" التاريخيون في اللعبة: الألمان، الأرجنتينيون، الأسبان، البرتغاليون، وسواهم. فقد كنتُ أتمنى أن يبقى الأرجنتيني ميسي، والبرتغالي رونالدو، والأسباني أنياستا، والمدرّب الألماني يواخيم لوف في الميدان، حتى الدور الربع النهائي، أو النصف النهائي، أو النهائي، من أجل المتعة التي تقتضيها المنافسة ليس إلاّ.

إنه لمما يدعو حقاً إلى الخيبة، أن يكون الواحد منا شاهداً على مفاجآت "مفجعة"، سابقة لأوانها، كهذه، في المونديال.

لكن ليس في يد المُشاهد – الشاهد حيلة.

أما، وقد آل المونديال إلى ما آل إليه حتى اليوم، وما قد يؤول إليه، فأرى أن من جماليات اللعبة أن تأخذ مجراها، وأن تصل المفاجآت إلى خواتيمها، أياً تكن. وإن كارثية. وبلا تردّد.

وليخسر من يخسر. وليربح من يربح.

وما دامت الأمور في اللعبة رهينة اللامتوقَّع، إلى حدٍّ كبير (!)، فلِمَ لا نفترض – افتراضاً فحسب - أن كابوس الهزائم يمكن أن يتواصل ليشمل جميع "الكبار" الباقين كلّهم، بلا استثناء؟!

هذه ليست أمنيتي، بالطبع.

فأنا أرغب في أن أرى البرازيليين يواصلون زحفهم، وإن البطيء أو المترجرج قليلاً، نحو النهايات. لا حبّاً بنيمار، إنما باللعبة البرازيلية بالذات. لأنها فنّ، وموهبة، واختراع، وإبداع.

وأنا أرغب في ذلك أيضاً، لأن الحياة البرازيلية نفسها تشبه هذه اللعبة، بما هي حلمٌ للفقراء والمتعبين والناس العاديين. وما أكثر هؤلاء!

يعنيني جداً أن "أستسلم" للعبة، لأقدارها، لمصائرها، وخصوصاً لمفاجآتها غير المتوقعة، ولضربات الجزاء فيها، التي إنْ دلّت على شيء، فعلى أن مبدأ اللعب يصل أحياناً إلى مأزق، فلا يعثر على مخرج إلاّ "بالقوة"، أي بهذا الحلّ "القَدَري" الأرعن، الذي كان يوم أمس الأحد "ساحةً" ممضّة، لكن مفتوحة، له!

اللاعبون اللامتوقَّعون، المجهولون، الثانويون، الآتون من أصقاع الدنيا، بفرقٍ قد لا تكون "كبيرة" وفق المواصفات المعلومة، هل يكون المونديال لهم، هذه المرّة، فتنتهي المنافسة وقد آلت الكأس الذهب إلى يد الواحد منهم؟!

كل شيء ممكن في هذا المونديال، على غرار ما كان ممكناً، وصار واقعاً، خروج الأسبان والأرجنتينيين والبرتغاليين و... الألمان. والحبل على الجرّار!

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم