الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إلى أمين معلوف\r\n

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

عزيزي أمين،


أكتب إليكَ عبر الموقع الالكتروني لـ"النهار" لتعذّر سبل الالتقاء بكَ في "الملحق" أو في الجريدة، لأنك كثير المشاغل، ولأنكَ قد تكون "بخيلاً" بعض الشيء. أتفهّم هذا كلّه، ولا أعيره كثير اهتمام.
لا أخفيكَ أنني شعرتُ بنوع من نشوة جارفة وغريبة، وأنا أتابع وقائع التكريم الكبير الذي أقيم لكَ في قصر الجمهورية.
هي، بصراحة فجّة، نشوة أدبية، وقد تكون أيضاً "لبنانوية"، ممزوجة بلذة الانتقام والازدراء.
تسألني لماذا الانتقام والازدراء؟ أجيبكَ بالآتي:
ليس لي فضلٌ في أن أكون سعيداً بتكريمك، وأعتقد أنكَ لن تستفسر عن هذا الجانب. إنه لمما يشرّفني، ككاتب، وكمواطن، ومما يشرّف الكثيرين من أمثالي، أن يحظى أديبٌ من بلدي بما يستحق من مكانات.
لكن المسألة هي عندي أيضاً وخصوصاً، مسألة انتقام وازدراء. لا أخفيكَ أن تكريمكَ يُشعرني بهاتين اللذتين، لذة الانتقام ولذة الازدراء، وإنْ للحظة عابرة.
فأنا أريد أن أنتقم بكَ من هذه (هؤلاء) الحثالات المحليين أولاً، والإقليميين ثانياً، والدوليين ثالثاً، الذين يشوّهون فكرة لبنان، ويدمّرونها، ويجعلون بلداً شاعراً كهذا، مسخرةً بين البلدان، وعاراً بين الأمم.
لو تعرف، كم يُشعرني تكريمكَ بهذه اللذة المنتقمة!
يهمّني أيضاً أن أرى في تكريمكَ، وإنْ للحظة عابرة، ازدراءً للطبقة التي تستولي على لبنان، وتحتله، وتجعله بلداً "مارقاً" و"فاشلاً"، وفق كل المعايير.
لكأن هذا التكريم، يُشعرني، وإن للحظة عابرة، أن لبنان هو "لبنان الشاعر" حقاً، وهو يريد بهذا التكريم أن يزدري سارقي معناه، كي لا أقول إنه يحتقرهم.
هذه مناسبة مزدوجة أيضاً لأوجّه رسالتين.
الأولى إلى الجمهورية التي كرّمتكَ، لافتاً إياها إلى ضرورة تكريم الكبار الجوهريين – أشدد على كلمة "الجوهريين" - في الحياة الأدبية والفنية والفكرية اللبنانية، وخصوصاً أولئك الذين لم يؤتَ لهم، لأسبابٍ غير أدبية، أن يكونوا من ذوي الشهرة العالمية.
الثانية، إليكَ شخصياً، لألفتكَ، مجدداً، إلى لزوم أن تكتب لنا. فهذا واجبكَ "المحلي" تجاه بيتكَ الصحافي والأدبي الأول.
سلامي إليك.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم