الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هل وقع ثوار درعا ضحيّة قراءة خاطئة للموقف الأميركيّ؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
هل وقع ثوار درعا ضحيّة قراءة خاطئة للموقف الأميركيّ؟
هل وقع ثوار درعا ضحيّة قراءة خاطئة للموقف الأميركيّ؟
A+ A-

وقبل يوم واحد، أشارت الناطقة باسم الوزارة هيذر نويرت إلى أنّ وزارة الدفاع الروسيّة "ادّعت زوراً بأنّ القوّات الأميركيّة والجيش السوريّ الحرّ يحضّران هجوماً مدبّراً بالأسلحة الكيميائيّة في سوريا". وأضافت: "فيما استخدمت #روسيا غاز الأعصاب في #سالزبوري وتحمي الأسد من المحاسبة لشنّه هجمات متكرّرة بالأسلحة الكيميائيّة، نخضع لمعاهدة (حظر) الأسلحة الكيميائيّة". لكن أثبتت كثافة العمليّات العسكريّة التي يخوضها الجيش السوريّ حاليّاً في #درعا أنّ التهديدات الأميركيّة لم تكن جادّة وأنّ التصعيد الكلاميّ المتبادل لم يعنِ تحوّل درعا إلى ساحة لحرب بالوكالة.


مزيد من الضغط

أعلن الجيش السوريّ أمس بدء الهجوم العسكريّ على أحياء تسيطر عليها الفصائل المعارضة في "القطاع الجنوبيّ الشرقيّ من مدينة درعا". وتحدّث المرصد السوريّ لحقوق الإنسان عن مشاركة الطيران الروسيّ في العمليّات حيث شنّ غارات على المدينة بالتزامن مع إلقاء قوّات النظام البراميل المتفجّرة. وفرّ أكثر من 45 ألف مواطن من المنطقة خلال أسبوع بحسب تقديرات الأمم المتّحدة، بينما سيطرت القوّات السوريّة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش حيث قسّمت مناطق المعارضة في ريف درعا الشرقيّ إلى قسمين. وكان ذلك "التقدّم الأهمّ لها خلال أسبوع" وفقاً لما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسيّة. من جهة أخرى، كان متوقّعاً أن يترك الأردن حدوده مغلقة أمام النازحين وهذا ما أعلنه وزير الخارجيّة أيمن الصفدي، في وقت سيضع هذا القرار مزيداً من الضغط المعنويّ على المقاتلين في درعا.


زيارات مكّوكيّة

منذ حوالي عشرة أيام، أرسل بنيامّين نتانياهو مستشاره مئير بن شبات إلى موسكو لبحث ملفّ منطقة خفض التصعيد مع المسؤولين الروس. وشهدت الفترة نفسها زيارة قام بها نتانياهو إلى الأردن حيث التقى بالملك عبدالله الثاني في عمّان والتي شملت على الأرجح التباحث في الملفّ نفسه. كذلك، توجّه الملك الأردنيّ إلى الولايات المتّحدة يوم الخميس الماضي في زيارة عمل استمرّت عدّة أيّام. بحسب التطوّرات، يبدو أنّ هنالك تسليماً ضمنيّاً لعملية الجيش السوريّ في المنطقة والهادفة للسيطرة على المعبر الأساسيّ مع الأردن لكن مقابل إبعاد الإيرانيّين عن الحدود مع فلسطين المحتلّة، وهو المطلب الأساسيّ الذي يشدّد عليه الإسرائيليّون في لقاءاتهم مع الروس. يتضمّن هذا المطلب أيضاً عدم مشاركة الإيرانيّين في الهجوم الذي يشنّه الجيش السوريّ على درعا، علماً أنّ "لواء ذو الفقار" أعلن انخراطه في العمليّات العسكريّة.


الهدف ليس عسكريّاً فقط

أنجزت #دمشق و #موسكو الكثير في استعادة معظم الأراضي التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في السنوات السابقة، وتُعتبر درعا جزءاً أساسيّاً من المناطق المتبقّية خارج سيطرة النظام. لكن الأهمّ من مسألة التقدّم العسكريّ هو الهدف الاقتصاديّ الذي تصبو إليه دمشق في مرحلة تراجع وتيرة الحرب داخل البلاد. تنقل شبكة "أي بي سي" الأستراليّة عن الباحث البارز في "معهد الشرق الأوسط" تشارلز ليستر تحليله أنّ دمشق تركّز اليوم على إعادة بناء الاقتصاد واستئناف التجارة الخارجيّة. لذلك يضع الجيش السوريّ نصب عينيه استعادة معبر نصيب مع الأردن وهي وسيلة أساسيّة لتحقيق هذه الغاية، كما أوضح.

لكن إذا كانت أهداف دمشق وموسكو واضحة في جنوب سوريا، أين هو الموقف الأميركيّ من هذه الأحداث؟ من الناحية النظريّة، لو توصّلت إسرائيل وموسكو فعلاً إلى اتّفاق حول عودة الجيش السوريّ إلى #درعا وإبعاد الإيرانيّين عنها، فمن المرجّح ألّا تقف الولايات المتّحدة عائقاً أمام صفقة كهذه.


الفكرة لم تُطرح يوماً

في التاسع عشر من الشهر الحاليّ، وجّهت السفارة الأميركيّة في الأردن رسالة إلى الثوار في جنوب سوريا تضعهم أمام واقع أنّ واشنطن لن تتدخّل عسكريّاً لإنقاذهم. وأضافت الرسالة التي أكّد مسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة صحّتها لموقع "ألمونيتور" الأميركيّ: "نفهم حاجتكم كي تتّخذوا قراركم بناء على مصالحكم ومصالح عائلاتكم وفصائلكم كما ترونها. يجب ألّا تُسنِدوا قراركم على افتراض أو توقّع تدخّل عسكريّ من جانبنا. القرار بأيديكم فقط".

وقال الباحث في "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى" أندرو تابلر للموقع نفسه إنّ فكرة تدخّل الأميركيّين العسكريّ من أجل حماية منطقة خفض التصعيد لم تكن يوماً في الحسبان. وأوضح رؤيته قائلاً: "المشكلة هي أنّ ثوّاراً كثراً ظنّوا أنّهم سيفعلون ذلك".














الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم