الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

جنسية أسرة المرأة في مأزق النظام الطائفي

فهمية شرف الدين
Bookmark
جنسية أسرة المرأة في مأزق النظام الطائفي
جنسية أسرة المرأة في مأزق النظام الطائفي
A+ A-
في تقرير التنمية البشرية الخاص بالمرأة الذي اقرته الامم المتحدة عام 1995 يفتتح جيمس غوستاف سميث وهو المحرر الرئيسي للتقرير، فصل عنوانه "ثورة من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين". هو عنوان معبر يشير مباشرة الى النضال الطويل الذي قادته النساء ومعهن المفكرين الكبار من اجل تحقيق المساواة بين الرجال والنساء. ومع ان القرن العشرين قد حفل بحركات ثورية كثيرة "الثورة الاشتراكية" وثورات الدول المستعمرة التي قادتها حركات التحرير وتوجت باستقلال جميع الدول. الا ان الحركات النسائية كانت الاهم في ظل وضع متدن للمرأة في جميع انحاء العالم، فالفجوة بين مكانة الرجل ومكانة المرأة وبين الفرص المتاحة للرجل والفرص المتاحة للمرأة، بين موقع المرأة امام القانون وموقع الرجل كانت ولا تزال كبيرة جداً.لذلك فإن تكريس المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل جسدته الاعلانات المختلفة، منذ الاعلان الاول لحقوق الانسان وحتى الاعلانات الاخرى والعهود الملحقة بهذا الاعلان: الاتفاق الأول: المتعلّق بالحقوق المدنية والسياسية وقد عُرف تحت اسم "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".الاتفاق الثاني: المتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والذي عرف تحت اسم "العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية" وينص العهد صراحة على تعهد الدول بتأمين المساواة بين النساء والرجال في الحقوق الواردة فيه. ويتألف هذا الاتفاق من 31 مادة وينص "على الحق في العمل وفي تشكيل النقابات وفي الضمان الاجتماعي وفي مستوى لائق من العيش ورعاية الاسرة والضمان الصحي والحق في التعليم وفي المشاركة في الحياة الثقافية ".لقد تحفظ لبنان على البند الثاني من المادة التاسعة المتعلقة بمنح المرأة حقاً متساوياً لحق الرجل لجهة اعطاء الجنسية لاولادها. كما تحفظ على البند الاول من المادة السادسة عشر المتعلقة بالاحوال الشخصية. ويمكننا ان نذهب بعيداً في وصف تجربة المرأة اللبنانية في ظل بنى اجتماعية لم تستطع ولأسباب متعددة ان تنجز القطيعة المطلوبة مع الفكر التقليدي المتساند مع الطوائف والمذاهب حيث تبدو هذه التجربة مرآة للخيبات المتتالية التي اصابت طموح النساء اللبنانيات.والكلام عن الطموح يأخذ بالاعتبار تزايد إمكانيات وقدرات النساء اللبنانيات، فالمرأة اللبنانية التي تجاوزت نسبة تخرجها الجامعي نسبة زملائها من الرجال (%53). والتي استطاعت ان تقدم نموذجاً ناجحاً للمرأة العاملة (28%) كما أثبتت جدارتها في تجربتها القصيرة والضعيفة في الحياة السياسية عندما دخلت الندوة البرلمانية بالرغم من كل ما يعتري...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم