الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ميركل في بيروت دعما والحريري يفتح "التوربو"

ميركل في بيروت دعما والحريري يفتح "التوربو"
ميركل في بيروت دعما والحريري يفتح "التوربو"
A+ A-

أضفت زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لبيروت، والمستمرة ليومين، جرعة دعم اوروبية جديدة تلقاها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في المجالين السياسي والاقتصادي، خصوصا ان الطابع الاقتصادي الذي تتسم به الزيارة لا يلغي طابعها السياسي، حيث يحرص المجتمع الدولي على تجديد الدعم في مواكبة واضحة لمساعي الحريري تشكيل الحكومة الجديدة. وكانت ميركل عقدت فور وصولها الى بيروت اجتماعا مع الحريري اعقبته محادثات موسعة انضم اليها الوفد الاقتصادي الرفيع الذي يرافق المستشارة الالمانية. 

لكن الانشغال الرسمي بزيارة ميركل، لم يحجب الضوء عن اطلاق عجلة تأليف الحكومة، خصوصا بعد الاجواء الضبابية التي سادت في غياب الحريري عن البلاد، وما رافقها من تردد كلام عن فرملة سعودية للتأليف، ما لبث الحريري ان نفاه في سياق اطلاقه مجموعة من المواقف عكس فيها جدية المشاورات والاتصالات وعدم توقفها رغم عطلة العيد. وهو كلام تلاقى مع موقف مماثل لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أكد فيه ان الاتصالات لم تتوقف. مع الاشارة الى أن لقاء الحريري برئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل في باريس اعطى دفعا قويا لتذليل غالبية العقد المسيحية التي كانت تقف في وجه التأليف انطلاقا من اختلاف "التيار" مع "القوات" على الحصص المسيحية.

وفي هذا السياق، وبرز كلام لافت وواضح للحريري أمام نواب بيروت، رد فيه بشكل مباشر على كل ما تردد عن تأخير في مسار التأليف. واستهدف الحريري بكلامه رئيس المجلس نبيه بري الذي اتهمه بـ"التطنيش" عن التشكيل، بالقول: "كلا أنا "مش مطنش"، ولكن يحق لي أن أحظى بإجازة لرؤية عائلتي، والآن "فاتحين التوربو" لنشكل حكومة بأسرع وقت ممكن. سنجمع كل الناس، وهذا واجبي، وأنا متفائل، ونستطيع خلال أيام أن ننجز كل الأمور".

وأرفق الحريري تفاؤله بمجموعة من المعطيات التي تبرر التفاؤل، اذ كشف ان العقد "ليست خارجية وإنما داخلية، وهي قابلة للحل"، مشيرا الى انه لا يتمهل، لكنه في المقابل يستغرب اسباب الاستعجال.

اما المعطى الثاني فتمثل بتأكيده ان لا عقد ولا فيتو على اي فريق "ونحن نتشاور مع كل الأفرقاء، والاتصالات جارية. هناك بعض العقد، لكننا نحلها بالحوار والوقت".

وبالفعل، لم يكد الحريري يعلن عن فتح "التوربو" حتى بدأ سلسلة لقاءات في "بيت الوسط" شملت كلا من رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، يرافقه الوزير يوسف فنيانوس، في حضور الوزير غطاس خوري، فالنائب وائل أبو فاعور ثم الوزير ملحم الرياشي. وتناول الحريري في هذه اللقاءات الملف الحكومي، الذي يبدو انه وضع فعلا على نار قوية بعدما اعلن الرئيس المكلف انه مستعد للقاء رئيس الجمهورية غدا اذا جهزت التشكيلة. وفهم من كلام الحريري ان التشكيلة ستكون موسعة وثلاثينينة وتضم الكتل السياسية الأساسية.

وكان رئيس "القوات" سمير جعجع وضع اعضاء تكتل "الجمهورية القوية" في اجتماع ترأسه امس في صورة مفاوضات تأليف الحكومة وحركة الاتصالات القائمة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف والقوى السياسية الأخرى. وجدد التكتل دعمه للمساعي التي يقوم بها الحريري، "المعني الأساسي في تشكيل الحكومة"، داعيا "إلى التمييز بين ضرورة تأليف الحكومة اليوم قبل الغد لمواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشيّة والإصلاحية والسياسية، ومحاولات البعض تحميل الرئيس المكلف مسؤولية التأخير وممارسة الضغوط عليه والكلام عن عقد خارجية وهمية، بينما المطلوب ان تقوم القوى السياسية على اختلافها بالتعاون من أجل تسريع التأليف بدلاً من التشكيك وتعميم مناخات سلبية".

وأكد التكتل التمسك بما أفرزته الانتخابات النيابية من نتائج ورفض اي محاولة التفاف على إرادة الناس وأصواتهم التي هي أمانة لا يمكن القوات التفريط بها، إذ لا يمكنها ان تخسر في الحكومة ما اعطاها إياه الناس امانة في الانتخابات"، مبديا رفضه "لمواصلة بعض الأطراف سعيها لتقليص تمثيل "القوات اللبنانية" داخل الحكومة خلافا للإرادة الشعبية".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم