الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا أصبح صوت المرأة أكثر عمقاً وأخف نبرة؟

المصدر: BBC arabic
لماذا أصبح صوت المرأة أكثر عمقاً وأخف نبرة؟
لماذا أصبح صوت المرأة أكثر عمقاً وأخف نبرة؟
A+ A-

إذا استمعت إلى برامج إذاعيةٍ تعود لعقدَي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، ستلاحظ بعض الاختلافات المدهشة بين الطريقة التي كان يتحدث بها الناس آنذاك، وتلك التي نعبر بواسطتها عن أنفسنا في الوقت الحاضر. اذ تتحدّث النسوة في الوقت الراهن بطبقة صوتٍ أكثر عمقاً من تلك التي استخدمتها أمهاتهن أو جداتهن، بفعل تبدُّل وتغيُّر الآليات التي تحكم علاقات القوة والسلطة بين الرجال والنساء.

وقامت الباحثة سيسليا بمبرتون من جامعة "جنوب أوستراليا" بدراسة أصوات مجموعتين من النسوة الاستراليات تراوح أعمارهن بين 18 و25 عاماً. وجرت مقارنة تسجيلاتٍ أرشيفية أُعدت في عام 1945 لنسوةٍ عشِن في تلك الفترة، وأخرى سُجِلتْ في أوائل تسعينيات القرن الماضي. واعتقد الباحثون أن هذا التحول في مستوى الصوت، يعكس ارتقاء النساء للاضطلاع بأدوار مرموقة بشكلٍ أكبر في المجتمع، ما يحدو بهن إلى تبني طبقة صوتية أعمق، لإبراز سيطرتهن وهيمنتهن في أماكن العمل.

تعديل تلقائي


وسبق أن وظّفت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر خبيراً مهنياً متخصصاً في التدريب الصوتي، لمساعدتها على جعل تصريحاتها وخطاباتها ذات طابعٍ آمرٍ على نحوٍ أكبر، وهو ما تضمن خفض حدة صوتها - بشكل متعمَّد - بقدرٍ هائلٍ يصل إلى 60 هرتز.

ورغم أن غالبيتنا ربما لن يمضوا إلى هذا الحد البعيد في تغيير طبقة الصوت أو مستوى حدته، فإن دراسة أُجريت حديثاً تُظهر أننا نُعَدِّل - تلقائياً - هذه الطبقة أو ذلك المستوى للتعبير عن المكانة الاجتماعية التي نفترض أننا ننتمي إليها.

وخلصت دراسة اخرى إلى أن من قاموا بخفض طبقة أصواتهم وحدّتها - رجالاً كانوا أم نساءً - صُنِفوا في نهاية المطاف على أنهم ذوو مكانةٍ اجتماعيةٍ أعلى. كما اعْتُبِرَ أنهم أكثر هيمنةً وسيطرةً على مجموعتهم. في المقابل، فإن من رفعوا طبقة أصواتهم، نُظِرَ إليهم على أنهم أكثر انقياداً وإذعاناً، وأقل من حيث المكانة الاجتماعية. ويبدو أن النسوة يُعدّلن أصواتهن - بوعيٍ أو من دون وعي - لتتلاءم وتتناسب مع الفرص المتاحة لهن في الوقت الراهن.

اختلاف الطبقات الصوتية بالدول


ومن المثير للاهتمام، أن التأثير الذي يلحق بطبقة الصوت بفعل إحساس المرء بأنه يحظى بالهيمنة والسيطرة، يمكن رصده أيضاً وتمييزه، إذا ما قارنت الطبقات الصوتية التي تتحدث بها نسوةٌ من دولٍ مختلفة.

فعلى سبيل المثال، تتحدث النسوة الهولنديات باستمرارٍ بأصواتٍ أعمق من نظيراتهن اليابانيات. ويبدو ذلك مرتبطاً بصورٍ نمطيةٍ سائدة بشأن العلاقة بين الجنسين في ثقافاتٍ مختلفةٍ في العالم.

وتشير الباحثة "جوي تشينغ" من جامعة إيلينوي بمنطقة أربانا - تشامباين في الولايات المتحدة إلى دراسة تُظهر - على سبيل المثال - أن الصوت الأكثر عمقاً، يُعتبر أقل عذوبةٍ وجاذبيةٍ جنسية.

ومن هذا المنطلق، يمكن أن يُشكِل ذلك مثالاً آخر على معضلةٍ شعوريةٍ تواجهها النسوة في التواصل مع الآخرين في أماكن العمل، وتتمثل في تلقيهن ردود فعل متضاربةً ومتناقضةً بشأن الأمر نفسه ممن حولهن، أي أن يعتبر الآخرون صفاتٍ تتحلى بها الزميلات سماتٍ سلبيةً، رغم أنهم يغدقون الإشادة والثناء عليها إذا ما كان يتحلى بها الزملاء الرجال.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم