الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اردوغان "الريس" يحاول ترسيخ سلطته نهائياً ودخول التاريخ

المصدر: (أ ف ب)
اردوغان "الريس" يحاول ترسيخ سلطته نهائياً ودخول التاريخ
اردوغان "الريس" يحاول ترسيخ سلطته نهائياً ودخول التاريخ
A+ A-

خلال 15 عاما في السلطة، نجح رجب طيب #اردوغان في إحداث تغييرات عميقة في تركيا، ويحاول الآن ترسيخ سلطته نهائيا ودخول التاريخ على قدم المساواة مع مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال #اتاتورك. 

فلا السجن ولا التظاهرات الحاشدة ولا حتى المحاولة الانقلابية نجحت في وقف صعود "الريس" كما يحلو لاقرب مؤيديه تسميته، علما أنه يحكم البلاد بقبضة تزداد حزماً منذ 2003.

وفي سن الرابعة والستين اصبح اردوغان قريبا من تحقيق هدفه وهو ان يفوز في الانتخابات العامة التي تجرى الاحد، كرئيس يتمتع بصلاحيات واسعة فصلت على قياسه بموجب مراجعة دستورية أقرت العام الماضي.

ايا تكن نتيجة الاقتراع الذي يبدو انه سيشهد منافسة حادة لم تكن متوقعة، نجح اردوغان في تغيير تركيا عبر مشاريع هائلة للبنى التحتية واتباع سياسة خارجية أوضح مجازفا باغضاب الحلفاء الغربيين التقليديين. 

بالنسبة لانصاره، يبقى اردوغان على الرغم من الصعوبات الحالية، رجل "المعجزة الاقتصادية" التي أدخلت تركيا الى نادي أغنى عشرين دولة في العالم، وبطل الاغلبية المحافظة التي تثير استياء نخبة المدن وحماة النظام العلماني.

لكن معارضي اردوغان يتهمونه بنزعة استبدادية خصوصا منذ المحاولة الانقلابية التي وقعت في تموز 2016 وتلتها حملات تطهير واسعة. وتم توقيف معارضين وصحافيين ايضا، ما اثار قلق اوروبا.

غالبا ما يصور اردوغان في الغرب كسلطان متمسك بالعرش، لكن الرجل الذي يحن الى الامبراطورية العثمانية، في الواقع سياسي محنك فاز في كل الانتخابات - نحو عشر عمليات اقتراع - التي جرت منذ وصول حزبه حزب العدالة والتنمية الى السلطة في 2002.

وفي مهرجاناته الانتخابية، يظهر موهبة خطابية استثنائية ساهمت الى حد كبير في استمراره سياسيا، مستخدما القصائد القومية والقرآن لاثارة حماسة الحشود.

ولد اردوغان في حي شعبي في اسطنبول وكان يتطلع الى امتهان رياضة كرة القدم التي مارسها لفترة قصيرة، قبل ان ينتقل الى العمل السياسي. 

وقد تعلم أـصول اللعبة السياسية داخل التيار الاسلامي الذي كان يقوده نجم الدين اربكان ثم دفع الى الواجهة مع انتخابه رئيسا لبلدية اسطنبول في 1994.

في 1998، حكم عليه بالسجن مع النفاذ بعدما أنشد قصيدة دينية في حدث لم يؤد سوى الى تعزيز موقعه.

وتمكن من الانتقام عندما فاز حزب العدالة والتنمية الذي شارك في تأسيسه، في انتخابات 2002. ففي السنة التالية أصبح رئيسا للحكومة وبقي في هذا المنصب حتى 2014 عندما اصبح اول رئيس تركي ينتخب بالاقتراع العام المباشر.

وما زال اردوغان المتزوج والأب لأربعة أولاد والسياسي المفضل لدى غالبية من الاتراك، الرجل الوحيد القادر على "التصدي" للغرب وقيادة السفينة في الازمات الاقليمية بدءا بالنزاع في سوريا.

وسمحت له خطبه العنيفة ضد "كراهية الاسلام" المنتشرة في اوروبا ومواقفه المؤيدة للفلسطينيين باكتساب شعبية كبيرة في العالم الاسلامي.

لكن منذ التظاهرات الكبيرة المعادية للحكومة والتي قمعت بعنف في ربيع 2013، اصبح اردوغان الشخصية التي تواجه اكبر الانتقادات في تركيا حيث يدين معارضوه ميله الى ارساء حكم إسلامي مستبد.

وفي نهاية 2013 هزت سلطته فضيحة فساد مدوية استهدفت الدائرة القريبة منه. رأى اردوغان في القضية "مؤامرة" وتم خنقها.

لكن "الريس" واجه اسوأ اختبار ليل 15 الى 16 تموز 2016، خلال محاولة انقلابية دامية.

وقد طبعت في الاذهان صورة اردوغان وهو يوجه نداء الى الشعب في تلك الليلة عبر شاشة هاتف نقال. ثم بعد ذلك وصوله مظفرا الى مطار اسطنبول فجرا معلنا هزيمة الانقلابيين.


واتهم الرئيس التركي حليفه السابق الداعية فتح الله غولن بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية، لكن غولن ينفي ذلك. واطلقت بعد ذلك حملات تطهير واسعة.

وفي كل الاحوال يبدو ان اردوغان الذي يمجده مؤيدوه ويكرهه معارضوه، مقتنع بانه سيترك بصمة لا تمحى على صفحات التاريخ.

ويكرر الرئيس الذي أمر ببناء مسجد كبير في اسطنبول كما فعل السلاطين قبله "الحمار يموت وسرجه باق. الرجل يموت وأعماله باقية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم